عالم فيزيائي عربي
العلماء العرب
اشتهر العرب ببراعتهم في الكثير من العلوم كالطب، والهندسة، والفلك، والكيمياء والفيزياء، وقد كثرت النؤلفات العلمية في فترة ازدهار العلوم العربية، وقد تمّ ترجمة العديد من هذه المؤلفات إلى عدّة لغات، ومن أكثر العلوم التي لها تأثير في الحياة هو علم الفيزياء الذي برع فيه عددٌ من العلماء العرب أشهرهم ابن الهيثم، وقد احتفل موقع جوجل بمرور 1048عام على ميلاده فأطلقوا له شعاراً في تلك المناسبة، وتمّ تكريمه بوضع صورته على العملة العراقية من فئة العشرة آلاف دينار.
ابن الهيثم
هو عالمٌ عربي يعدّ من أوائل الفيزيائيين التجريبيين، فقد قدم إسهاماتٍ كثيرةً في علم الفلك والرياضيات والفيزياء، بالإضافة إلى براعته في الفلسفة العلمية، وطب العيون والإدراك البصري، ولد أبو علي الحسن بن الهيثم في مدينة البصرة العراقية قي السنة 965 م في فترة العصر الذهبي الإسلامي، واختلف في أصله بأنّه فارسي أو عربي، ولكن الرأي المرجح للمؤرخين هو أنّه عربي الأصل، فقد طلب العلم في الفترة التي قضاها في مدينة البصرة، ودعاه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله إلى مصر لتنظيم فيضانات نهر النيل، واستغل فترة إقامته في القاهرة بارتباطه بالجامع الأزهري، وقد كتب عشرات الأطروحات في العديد من العلوم كالفلك، والفيزياء، والرياضيات، وقد أُطلق عليه الكثير من الألقاب والأسماء، حيث لقبه الغرب باسم بطليموس الثاني، وسُمي كذلك بالفيزيائي.
أعمال ابن الهيثم الفيزيائية
- الأبحاث البصرية: تحدث ابن الهيثم في كتابه (المناظر) عن الرؤية بأنّها تحدث في الدماغ بدلاً من العينين، وقدم أطروحة رسالة الضوء التي كتبها استكمالاً لكتابه المناظر، فقد تناول فيها خصائص الإنارة الإشعاعية في الوسائط الشفافة، ودراسة خصائص قوس قزح والغلاف الجوي، ودرس أيضاً ظاهرة الانكسار في المرايا الكروية والمقعرة بالإضافة للعدسات المكبرة، ودرس الظواهر الكونية، مثل: الخسوف، والكسوف، وضوء القمر.
- الفيزياء الفلكية: ذكر في أطروحته (لخلاصة في علم الفلك) والتي جاءت في مجال الفيزياء الفلكية والأجرام السماوية بأنّ القوانين الفيزيائية بإمكانها تفسير ظواهر الأجرام السماوية، وناقش في كتابه (ميزان الحكمة) نظرية تجاذب الكتل، وكان على درايةٍ بالتسارع الناتج عن الجاذبية، وفي أخطوطة مقالة في قرسطون وضح أموراً متعلقةً بمراكز الثقل، فقد وضّح أنّ ثقل الأجسام تختلف باختلاف بعدها عن مركز الأرض.
مؤلفات ابن الهيثم
ألف ما يقارب المئتي كتاب، بالإضافة إلى بعض المواضيع والأطروحات المتنوعة، وقد فُقد الكثير من أعماله فلم يتبق منها إلّا ما يقارب خمسين عملاً، وقد ترجمت الكثير من أعماله إلى اللغات الأخرى كاللغة الإنجليزية، والعبرية، واللاتينية، ومن أهمّ أعماله: كتاب المناظر، ومقالة في صورة الكسوف، وتصويبات على المجسطي، ومقالة في ضوء القمر، ورسالة في المكان، ورسالة في الضوء، ورؤية الكواكب.