علماء من حضرموت

علماء حضرموت

قال الرحّالة والمستشرق الإنكليزي السير ريتشارد فرانسيس برتون عن الحضارمة: “من المستحيل أن تشرق الشمس على أرض لا يوجد فيها حضرمي”. إنّها جملة تُعد مفصلاً مهماً في حقّ العلماء الكثيرين الموجودين في أرض حضرموت، والذين أثروا المكتبة العربيّة بكلّ مؤلّفاتهم، ليجعلوا منها قبلةً لقاصدي العلم والمعرفة أنّى وُجدوا.

لعلّ من يودّ الكتابة عن علماء حضرموت، لا تسعه كتب ومجلّدات، ولذلك نختار في هذا المقال زمرة قليلة من بعض أسماء من كانت لهم بصمة واضحة وجهود لا تنسى ولا تمحى .

الشيخ علي بن محمد صالح باحميشن

ولد في شهر آذار من عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر للميلاد، وتوفّي في شهر تشرين الأول من عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين ميلادي. ويُعدّ هذا العلاّمة من رجال الدين البارزين في مدينة عدن، والأكثر شجاعةً والأصلب عوداً، تميّز بروحه العصاميّة، والتي جعلته يكافح في تحصيله العلمي وأيضاً في لقمة عيشه، فقد بدأ الدراسة وهو ما زال في السادسة من عمره؛ حيث التحق بمسجد العيدروس الموجود في مدينة عدن للتدريس، ومن بعدها أخذ يتعلّم النحو والفقه والصرف والتفاسير على يد فقيه المسجد قاسم السروري .

كان مطّلعاً على كافة المعارف، من تاريخ وأدب وسياسة وفلسفة، فأصدر الصحيفة الأولى الدينية في عدن والتي أسماها ( الذكرى )، وبعد توقّفها أصدر صحيفة أخرى كانت دينيّةً أيضاً وسياسيّةً وهي صحيفة (العدني)، وثمّ أعدّ وقدّم عدّة برامج إذاعيّة متخصّصة بالدين.

عبد الله الحبشي

عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن عيدروس الحسيني الحبشي، ولد في شهر نيسان من عام ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين ميلادي، يُعرف بأنّه فخر علماء حضرموت.

يُعدّ من علماء حضرموت الموسوعييّن، وهو أيضاً مؤرّخ وباحث، تعود أصوله إلى منطقة الغرفة، انتقل من مدارس حضرموت إلى مدارس مدينة عدن ومن ثمّ إلى مدينة صنعاء، ليستقرّ أخيراً في مدينة أبو ظبي في الإمارات العربيّة المتّحدة، نشر كتاباً بعنوان ( فهرست المخطوطات اليمنيّة في حضرموت)؛ حيث أرشف فيه المخطوطات والنوادر التي كانت موجودةً في مكتبة مدرسة قرية الغرفة في حضرموت، وله أيضاً (تذكرة جليلة)، إضافةً إلى العديد من المؤلّفات والكتب التي يُستزاد بها.

محضار بن يحيى

هو محضار بن عبد الله بن أحمد بن قاسم عقيل من آل بن يحيى، ولد في المملكة العربيّة السعودية في عام ألف وثلاثمئة وثمانية عشر للهجرة، وتوفّي في عام ألف وأربعمئة وأربعة هجريّة. تعود أصوله إلى حضرموت، ويعتبر من هيئة كبار العلماء في المملكة العربيّة السعوديّة، وقد عيّن كرئيس للكتاب في المحكمة المستعجلة الثّانية في مدينة مكّة، ومن ثمّ عُيّن قاضياً في المحكمة الشرعيّة الكبرى، وبعدها عضواً في هيئة التمييز، وأيضاً عضواً في مجلس القضاء الأعلى.

صالح بن علي الحامد

ولد عام ألف وتسعمئة وثلاثة للميلاد في مدينة سيئون، وتوفّي في عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين ميلادي. يُعدّ عالماً وأديباً ومؤرّخاً وعلاّمة، ولأنّه كان يُتقن علم القواعد لُقّب بسيبويه الزاوية، لديه العديد من الكتب المخطوطة والمطبوعة، ومن بينها ديوان بعنوان (نسمات الربيع).

محمد بن علي زاكن باحنان

ولد في عام ألف وثلاثمئة واثنتي عشرة للهجرة في مدينة تريم، وتوفّي في عام ألف وثلاثمة وثلاثة وثمانين للهجرة. يُعدّ من علماء مدينة تريم ومؤرّخيها، وكان من الرجال الصالحين والناسكين، له عدّة مؤلّفات أهمّها: (التحف النسية)، و(اللؤلؤة الثمينة)، و(تاريخ الأحقاف)، و(العقود الحسان في شجرة فروع بني حنان)، وغيرها الكثير.