ما هو حديث النفس
حديث النفس
هو مخاطبة الإنسان لنفسهِ عن طريق العقل الباطني، فهي طريقة تخاطب بين الإنسان لنفسهِ والحكم على القرارات التي يتّخذها بمشاورة عقلهِ الباطن من خلال التجارب والمعلومات والمعرفة التي يتحويها، وهي من أحد الأمور المهمّة في حياة الإنسان والتي يتولّد من خلال عمليّة صنع القرارات، فجميع القرارات وتحديد الأمور تمّت من خلال مشاورة الشخص لعقلهِ ليحلّل الأمور والوصول إلى نتائج مرضية بالنسبة للشخص بالإعتماد على العقل، وهناك نوع آخر من حديث النفس وهي لفعل أمر معيّن أو التفكير بالماضي فيكون هناك ثرثرة في العقل ويعرف بالتفكير، والنفس هي جزء من الإنسان والتي يوجد فيها شهوة الإنسان، فتجد شخص يريد أن يفعل أمر معيّن والمعلوم أنّ النفس دائماً أمّارة بالسوء، فتجد الرغبة تخرج من النفس وتدخل إلى العقل الذي يحلّل الأمور الجيدة والمفيدة بالإعتماد على الضمير الموجود في الإنسان، فالضمير يأتي في المرتبة الأولى ثمّ العقل ومن ثمّ القلب والنفس، فمنبع التفكير لإيجاد السعادة هي النفس وحديثها فيجب أن يكون العقل هو القائد الوحيد عند التخاطب .
فوائد حديث النفس
من المعلوم أنّ هذا الحديث موجود عند كلّ شخص، والجميل أنّ هذه الأمور لا يتحاسب عليها الإنسان أمام الله ما دام ما قالها أو فعلها حتّى ولو كانت سيئّة، بقول رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم :(إنّ الله تجاوز عن أمّتي ما حدثت بهِ أنفسها ما لم تعمل أو تتكلّم ).
- زيادة الذكاء : إنّ التخاطب بين النفس والعقل عند كلّ شخص يولّد قوّة ذكاء تزداد مع الأيّام والقدرة على تحليل الأمور والإستنتاج، فأثبتت دراسات حديثة أنّ تخاطب الإنسان مع نفسهِ لا يعتبر نوع من أنواع الجنون كما يعتقد البعض عندما يشاهدون شخص كأنّهُ يتكلّم مع نفسهِ، بل هذا ذكاء يجعل من الشخص أكثر قدرة على إتّخاذ القرارات التي تأتي متوافقة مع الضمير والعقل بغضّ النظر عن إتّفاق النفس، فالنفس ليست شيء يجب الإعتمادُ عليها، وليس كلّ شيء يجعلنا سعداء نفعلهُ، فمع الأيّام ستتعلّم ذلك عندما تقع في أمور كنت تراها جميلة وتسعدك وقد تفعلها وبعدها تتعلّم أنّها تجلب لكَ التعاسة مثل شرب الخمر فهي تراها النفس شيء جميل ولكن مع الأيّام تجدها هي سبب تعاستك، وقد تعمل في عمل ونفسكَ غير راضية أو سعيدة ولكنّها تجلب لكَ السعادة، فمن هنا يأتي دور الحديث بينكَ وبين نفسك حول الأمور والإستنباط من التجارب التي مررت فيها .
- الحكمة : الحكمة تتولّد من تخاطب النفس، من الجميل أن تقف على شيء أو أمر معيّن قد حصلَ في حياتك، فالحكمة تأتي من خلال القلب والعقل والنفس والضمير، فإن مات واحدُُ منها ماتت الحكمة، وعند تخاطب النفس دائماً الشخص لا يموت أي جزء من التي ذكرت.
- توليد الخيال : الخيال لا يأتي إلاّ بتخاطب النفس والعقل، فالخيال مفتاح الحياة والإبداع وتصوّر الأمور التي ممكن أن يطبّقها الشخص على أرض الواقع، فالخيال هي مهمّة جدّاً من ناحية الإنسان لكي يستطيع أن يحلم ويعرف الأمور وليفتح العالم على مصراعيهِ، يجب أن يكون هناك خيال يمكن أن يطبّق على أرض الواقع، فاعرف دائماً وراجع نفسك والأفكار التي تخطر على بالك، حتّى لا تصل إلى مرحلة الإجرام في الخيال أو لدرجة الجنون، وكن مع الله في الإستغفار والإستعانةِ بالله عند التفكير في أمر معيّن، فمخافة الله تعالى تحميك من كلّ هذه الأمور التي قد تخطر عبالنا، فرأس الحكمة مخافة الله، والعقل بمعرفة الحقيقة والأفضلُ لك، فبين الذكاء والجنون شعرة واحدة فلا تقعُ في دوّامة التفكير وليكن تفكيركَ دائماً إيجابيّاً مهما عصُفت بكَ الحياة .