مفهوم الطبيعة في الفلسفة
مفهوم الطبيعة في الفلسفة
الطبيعة اصطلاحا: تعني كلّ ما هو غير صناعيّ، أو كلّ ما هو منظر طبيعيّ من جبالٍ، وأنهارٍ، وغاباتٍ، وتعني أيضا كلّ ما هو من ردود أفعال أو فطرة الكائنات الحيّة، والبشر، كما يستخدم لفظ (الطبيعة) لوصف كلّ ما هو موجود دون أيّ تدخل بشريّ. أما الفلسفة الطبيعيّة أو فلسفة الطبيعة فهي التي يتمّ بها دراسة الطبيعة بطريقة فلسفيّة، وتقوم بدراسة النظام الكونيّ الماديّ، حيث كانت سائدة قبل توافر العلوم الحديثة، كما كانت المقدمة للعلوم الفيزيائية، كما أنّها الفلسفة الأولى التي انبثقت منها باقي الفلسفات.[١]
أصل المصطلح يونانيّ وهو دراسة عمل الطبيعة، وتختصّ فلسفة الطبيعة بالتحليل، والتناقش في كيفيّة وصف الطبيعة. وقد عُرفت باسم العلوم الفيزيائيّة في القرن الرابع عشر، والقرن الخامس عشر، ثم أصبحت تُعرف باسم الفيزياء، وتدرّس في الجامعات في القرن التاسع عشر.[١]
مناهج الفلسفة الطبيعية
احتوت هذه الفلسفة على عدّة مناهج، أو مبادئ أساسيّة، منها:[٢]
- الطبيعة هي الشيء الحقيقيّ الوحيد في هذا الكون.
- مفتاح الحياة هو الطبيعة، وكلّ شيء نقوم به هو جزءٌ من الطبيعة.
- كلّ شيء في هذه الحياة يتحرّك تبعا لقوانين الطبيعة.
- أهداف المجتمع ثانويّة وأقلّ أهميّة من أهداف الفرد، أي أنّ كلّ فرد يُعدّ أهمّ مِن المجتمع.
- الأنشطة الاجتماعيّة مسموحة ليس لأنّها جيّدة، بل لأنّها تمنع الفوضى.
الفلسفة الطبيعيّة
نلاحظ أنّ تركيز الفلسفة الطبيعيّة الرئيسيّ هو على الفرد، ورغباته، وميوله، وفطرته، وتُشدّد الفلسفة على أنّ الاطفال يولدون أخياراً، ولكن تربية المجتمع هي ما تؤثر عليهم وتغيرهم، حيث تعتقد أنّ فطرة الطفل تقوده إلى التصرف الصحيح دائماً، ولكن في التربية يتمّ تشويش الطفل وإضعاف طبيعته، وبالتالي يتوجّه نحو الاتجاه السلبيّ، والشرير.[٣]
تؤكد منهجية الفلسفة على أهمية السفر والترحال، لأنهما يساعدان على توسيع آفاق الإنسان وفكره، كما يحثّ المنهج على التعلّم الذاتيّ، وتنمية الشخص لمعرفته من خلال الخبرات المكتسبة من التعامل مع الأشياء، والناس من حوله، أي من البيئة حوله، أو الطبيعة. وقد كان (جان جاك روسو) قد فضّلها ومنهجها، الذي يحثّ على السفر للتعلّم، بدلاً من التعلّم من الكتب، وفي رأيه أنّ إساءة استخدام الكتب تقتل العلم، حيث إنّ القارئ قد “يظن” أنّه يعلم كلّ ما يقرأ، وأنّ الكتب في وجهة نظره تجلعنا نهمل الكتاب الأكبر وهو الدنيا.[٤]
يرى منهج الفلسفة الطبيعيّة عدم وجود فائدة من تعلّم لغة أخرى قبل سن الثانيّة عشرة، ولا يرى جدوى في تعليم الأساطير والتاريخ؛ لأنّ ما يهمّ هو إعداد الإنسان للحياة المتطوّرة، والمتغيّرة، أي للمستقبل وليس الماضي، وأعلت هذه الفلسفة من شأن الأعمال والحرف اليدويّة، فتكون بذلك الأهداف العامة لمنهج الفلسفة تختلف في كمّها وكيفيّتها من شخص إلى آخر، وهذا حسب حاجات الإنسان وحاجات هذا الشخص.[٤]
المراجع
- ^ أ ب Andrea Borghini (13-5-2017), “The Idea of Nature”، www.thoughtco.com, Retrieved 27-6-2018. Edited.
- ↑ “Natural Philosophy in the Renaissance”, plato.stanford.edu,14-4-2015، Retrieved 27-6-2018. Edited.
- ↑ “natural philosophy”, nyam.org, Retrieved 27-6-2018. Edited.
- ^ أ ب THOMAS KJELLER JOHANSEN, “Plato’s Natural Philosophy: A Study of the Timaeus-Critias”، ndpr.nd.edu, Retrieved 27-6-2018. Edited.