مفهوم النص الفلسفي
الفلسفة
الفلسفة هي نوع من أنواع العلوم الإنسانيّة، وهي من العلوم يونانيّة النشأة، ويُعنى علم الفلسفة بالبحث عن الحقيقة، فمعنى المصطلح هو حب الحكمة والتزوّد بالمعرفة، وتتداخل الفلسفة مع باقي العلوم، فتغوص في عمق الأسئلة التي تراود الذهن البشري، ولذلك وصفوها بأنّها التفكير في التفكير، ومع ذلك تبقى علماً منفرداً له كيانه ومصطلحاته وأبحاثه، وأوّل الفلاسفة هو العالم فيثاغوروس، ثمّ تبعه سقراط وأرسطو، كما أنّ الفلسفة غير مقترنة بتخصّص معيّن للشخص، ففيثاغوروس مثلاً عالم في الرياضيات وفيلسوف أيضاً، وكذلك الطبيب سقراط، وتبحث الفلسفة في معان ومصطلحات كثيرة، كالإرادة الحرّة ووجودها، ومفهوم النص الفلسفي، وهو محور حديثنا في هذا المقال.
مفهوم النص الفلسفي
النص الفلسفي هو نوع من أنواع النصوص المكتوبة، أو الخطابيّة صعبة الفهم أحياناً، ولم يحدّد علماء الفلسفة إلى الآن مفهوماً أو تعريفاً واضحاً له، إلا أنّه قد يعرّف بذلك النص الذي يخضع لعلم الفلسفة في مواضيعها ومفاهيمها ومصطلحاتها، وقد يعالج النص الفلسفي مشكلة معيّنة، أو يتبنّى نظريّة معيّنة يعكس من خلالها وجهة نظر صاحبها وبراهينه وأدلّته على صحتها أو نفيها، كما قد يعالج مشكلة مجتمعيّة معيّنة، كظاهرة الخير أو الشر، أو قضايا العالم المعاصرة، ومن خلاله يتمّ إيصال فكرة معيّنة بطرق شتّى، باختلاف الكاتب ومستوى فكر القارئ، إلا أنّ معظم قارئي النصوص الفلسفيّة يكونون من المهتمّين بالأمر.
مميزات النص الفلسفي وخصائصه
- يعد النص الفلسفي نصّاً إشكاليّاً بامتياز.
- يربط النص الفلسفي بين اللغة والفكر.
- يعتمد النص الفلسفي في بنائه على آليّات عديدة: كالمساءلة والمحاجّة.
- يرتبط النص الفلسفي بوظيفته الإقناعيّة التي يؤدّيها؛ حيث إنّه يتحدّث عن الحقيقة الذاتيّة التي يبرهنها، ويتكلّم نيابة عنها.
- يتميّز النص الفلسفي بالتناص، حيث إنّه يتمصّ النصوص الأخرى، ويتفاعل معها، ويغوص في أعماقها.
- يتميّز النص الفلسفي بنوع من الخصوصيّة، تتجلّى في الحمولة الفكريّة للنص، وطريقة عرضها وإيصالها، ولا توجد له صيغة واحدة يمكن أن يعرض بها.
- يعتبر النص الفلسفي نصّاً مفهوميّاً.
- يتميّز النص الفلسفي بطرح الحجج والإثباتات للفكرة التي يطرحها ويدافع عنها.
معايير تفسير النص الفلسفي
- تعيين أحداث النص ومفاهيمه، وأشخاصه، وغيرهم.
- التركيز على تفاصيل النص.
- الكشف عن مكنونات النص التي يتضمّنها لكونه تناصّاً.
- معرفة مشكلة النص وتحديدها.
- استخراج الأفكار التي يؤول إليها النص ومعرفتها.
- تعيين الأطروحة التي تبنّاها النص ودافع عنها.
- معرفة طبيعة النص إن كان سجاليّاً أو برهانيّاً، أو غرضيّاً، أوغير ذلك.
- معرفة كيفيّة بناء النص وحججه ومنطقه، وتوضيحها.