مفهوم المجتمع عند الفلاسفة

المجتمع

يعرّف المجتمع على أنّه تجمع لمجوعة من الأفراد في بقعة جغرافية معينة، يجمعهم التاريخ والثقافة والعادات والتقاليد المشتركة تربطهم روابط تبعية ومصلحية متبادلة، وهو مكوّن من مجموعة من الأنساق الفرعية التي يؤثر اختلال أي منها في النسق العام للمجتمع مثل الأنساق الإقتصادية والتربوية والسياسية، وتتميز المجتمعات الإنسانية بالتطور وفق ديناميكية معينة من خلال المؤسسات؛ حيث إنّ المجتمع يثبت ذات الإنسان من خلال التفاعل مع المحيط.

تكمن حاجة الفرد للمجتمع لتحصيل الأمان والغذاء والتي لا تتحصل إلا بالجمع، وقد أدى تطور المجتمعات واختلاف الأنساق الاجتماعية إلى تعدد المفاهيم والطروحات التوضيحية للمجتمع عند الفلاسفة.

مفهوم المجتمع عند الفلاسفة

أرسطو

يقول أرسطو إنّ الإنسان حيوان مكاني وإنّ المجتمعات تكوّنت بسبب الحاجة الفطرية للإنسان للعيش ضمن جماعة توفر له التفاعلات التي يشعر من خلالها بقيمته كفرد، حيث إنّ المجتمع هو مجموعة من القرى، وأنّ غاية هذا التجمع تحقيق السعادة والوصول إلى الاكتفاء الذاتي من خلال الطبيعة التي وجدت قبل الإنسان والمجتمع، وأنّ إنسانية الإنسان تؤكد من خلال انتمائه لجماعة ما.

ابن خلدون

يقول ابن خلدون إنّ أساس الاجتماع هو حاجة الفرد للجماعة لتوفير الغذاء والأمن له؛ حيث إنّ الفرد يحتاج إلى التفاعل الاجتماعي معه وقد وضح ابن خلدون وجهة نظره من خلال طرح مثال لكمية الحبوب التي يحتاجها الفرد في غذائه فهي تحتاج إلى عملية متكاملة من الإنتاج والآلات والأشخاص العاملين عليه لإنتاجه، فيكون المجتمع عند ابن خلدون هو تجمع لمجموعة من الأفراد الذين تربطهم فيما بينهم علاقات متبادلة.

جان جاك روسو

يرى روسو أنّ الإنسان كان يعيش وفق حريته الطبيعية دون أي قوانين تحكمه وبعيداً عن أي تفاعلات مصلحية، لكنّ تراجع غطاء الطبيعة دفع الإنسان إلى التفاعل مع غيره من الأفراد ليحافظ على نفسه من الأخطار، حيث أطلق على هذه الرؤيا نظرية العقد الاجتماعي، ويرى روسو أنّ الإنسان قد مر بعدة مراحل إلى أن وصل لحالة المجتمع وهي الحالة البدائية، وحالة الحرب، وحالة التمدن.

طوماس هوبز

يقوم المجتمع عند هوبز على أنّ الإنسان ضم نفسه إليه بحثاً عن الأمن، حيث إنّ هوبز كان يعتقد أنّ البشر متساوون بالقدرات العقلية لكنّهم متفاوتون بالقدرات الجسدية، مما أدى إلى تعدي الإنسان على الآخر ونشوء الصراع، فلجأ الإنسان إلى تنظيم نفسه ضمن جماعة تحكمها القوانين والمؤسسات، وهنا نعود إلى ما ذكرناه سابقاً عند جان جاك روسو هو نظرية العقد الاجتماعي التي تقول إنّ الإنسان هو الجزء من كل داخل المجتمع الذي لجأ له بحثاً عن الأمان.