مفهوم تعليم الكبار وخصائصه وأهدافه
تعليم الكبار
قد لا يتمكّن بعض الأفراد في المجتمع من الالتحاق بالتعليم الإلزامي للصغار لعدّة أسباب منها: عدم توفّر مدارس قريبة، أو العمل، أو عدم إدراك أهميّة التعليم فيتقدّم بهم العمر ولا يستطيعون الالتحاق بالمدارس مرّة أخرى بسبب تخطّي السنّ القانوني لذلك، فظهر مفهوم تعليم الكبار، وله خصائص عديدة وأهداف تعوّض الكبار عما فاتهم من التعليم.
المفهوم
يعني هذا المفهوم إدخال الكبار أو الراشدين في البرامج التعليميّة، التي تتناسب مع احتياجات المؤسّسات الحكوميّة والأهليّة، وتلبي رغبات الدارسين على اختلاف مستوياتهم الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والثقافيّة، وقد يكون تعليم الكبار في أماكن العمل، أو المدارس الثانويّة، أو الكليات، أوالجامعات وذلك يختلف عن التعليم المهني.
الخصائص
- اختياري: حيث يشارك فيه الكبار بمحض إرادتهم ولا يمكن لأيّ جهة حكومية أو غير حكومية من إجبارهم وإلزامهم على المشاركة، وبهذا يختلف عن تعليم الصغار الإلزامي والإجباري، ويعاقب الطالب الذي لا يلتزم به، كما أنّ هذا التطوّع يَخلِق لدى الكبار دافعاً كبيراً للتعلّم.
- مُموّل: تنظم الجهات المختلفة تعليم الكبار وتموّله، وقد تكون هذه الجهات حكومية أو خاصّة، فالكثير من أصحاب المشاريع الكبيرة يهتمون بتعليم الكبار فيرصدون له الأموال اللازمة لتمويله وعقده.
- فعّال: تعليم الكبار ذو فاعلية كبيرة، نتيجة اعتماد الكبار على خبراتهم العمليّة في حياتهم لتحقيق المعلومة التي يحصلون عليها.
- مرن: لا يتفرّغ له المنتظمون به بشكلٍ كاملٍ وإنّما يشاركون فيه لبعض الوقت.
- خاص: مخصّص للذين تجاوزوا سنّ التعليم الإلزامي الأساسي.
الأهداف
تختلف أهداف تعليم الكبار ووظائفه باختلاف الأوضاع السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية للمجتمع، وللأهداف المستقبلية التي يتطلّع إلى تحقيقها الأفراد، بالإضافة إلى أهداف المجتمع نفسه، ويمكن تلخيص هذه الأهداف بالآتي:
- تعليم الكبار علوم الدين التي تهمهم في حياتهم وتبيّن لهم حقوقهم وواجباتهم، وبالتالي تعميق حبّ الله والخوف منه.
- التخلص من الأميّة التي تنتشر بين الكبار وتؤثر في قدرتهم على العيش بطريقة إيجابية في مجتمعهم.
- تعريف الكبار بمواطن القوةّ والضعف في ذاتهم بهدف التركيز على نقاط القوة لتحفيز دورهم في أسرهم، وأماكن عملهم، ومجتمعهم بشكل عام.
- تزويد الكبار بالمهارات والمعارف المختلفة، وطرق الاتصال والتواصل مع الآخرين بشكل جيد وتحسين العلاقات فيما بينهم، والأدوات اللازمة لتأديتهم لأدوارهم وواجباتهم بشكل أفضل للحصول على الفوائد الكبيرة التي تعود على مجتمعهم وأنفسهم.
- تعريف الكبار بواجباتهم حتى يسعوا لتأديتها، وبحقوقهم وحقوق الآخرين فيحافظون عليها ويحاولون استيفائها بالطرق والوسائل المشروعة، وبالتالي فإنّهم يحمون أنفسهم ويحافظون على المجتمع.