مفهوم التقييم والتقويم
التقييم والتقويم
يندرج كلّ من التقييم والتقويم تحت قائمة العمليات الإدارية الاستراتيجية العصرية التي تلعب دوراً بارزاً في العملية الإدارية الكلية التي تهدف بصورة مباشرة إلى تحقيق غايات وأهداف المؤسسات والمنظمات العاملة في القطاعات المختلفة، حيث يمثلان المراحل الأخيرة في كلّاً من التخطيط الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية، ونجد أنّه قد لبس لدى فئة كبيرة من الأشخاص في التفريق بين هذين المفهومين، مما خلق حالة من الخلط بين المفاهيم، حيث إنّ هناك فرق واضح وشاسع بين كل منهما، ونظراً لذلك اخترنا أن نستعرض بشكل مفصل مفهوم كلاً منهما بشكل منفصل عن الآخر.
مفهوم التقييم
إنّ عملية التقييم هي عبارة عن نشاط إداري يقيس بدقة مدى تحقيق الأهداف والغايات المطلوبة، ويتمحور حول نشاطين رئيسين يتابعان عملية التنفيذ، ويرصدان الأخطاء فيها، ويقدمان تقريراً بذلك لاتخاذ القرار المناسب بشأنها، وتشكل المرحلة ما قبل الأخيرة من مراحل وضع استراتيجية إدارة الموارد البشرية، حيث نطرح في هذه المرحلة سؤال هل حققنا الهدف، وتتطلب الإجابة على هذا السؤال فحصاً دقيقاً لآلية العمل وخطواته، بصورة تضمن قياس الأداء الذي يتيح فرصة المقارنة الحقيقية بين الأداء المخطط له مسبقاً والأداء الفعلي، وتحديد الانحرافات.
تساعد هذه العملية على تحديد مدى فاعلية المشرفين في تطوير أداء أعضاء الفريق، كما تحدد مستوى كل فرد من الفريق، ويرافق ذلك العديد من التعديلات في كل من الرواتب والأجور، إذ إنّ قياس وتقييم الأداء يساهم إلى حد كبير في اقتراح المكافآت والحوافز المادية والترقيات الوظيفية المختلفة، ويرتبط بصورة مباشرة بنتائج التقارير الدورية الخاصة بكل موظف والتي تحدد إنجازاته، أي أنّ التقييم باختصار هو عملية منظمة لقياس مدى قدرة الأداء الحالي على إتمام المهام المطلوبة كما يجب، والكشف عن مواطن الضعف في خطوات العمل المختلفة.
مفهوم التقويم
يُشير مصطلح التقويم إلى التصحيح، والإصلاح، وتعديل الأخطاء، والتغلب على نقاط ومواطن الضعف المختلفة، ويعدّ هذا النشاط تابعاً لعملية التقييم، لأنّها تحدد بدقة كافة الأخطاء التي تمّ ارتكابها خلال العمل، ويأتي التقويم على شكل حل لكافة الانحرافات، حيث يقع على عاتق هذا النشاط اتخاذ الاجراءات التصحيحية والتقويمية اللازمة للوصول إلى الأهداف المحددة بكل دقة، وللحصول على مخرجات أعمال مناسبة ضمن المواصفات المطلوبة.
أمثلة على التقييم والتقويم
سنختار جانب تقييم وتقويم الأداء الوظيفي كمثال على هذين النشاطين، بحيث يطرح التقييم الأسئلة الآتية:
- هل يقوم الموظف بأداء المهام المطلوبة منه بالشكل المناسب، ووفقاً للأهداف التي تمّ تحديدها؟
- ما مدى تقدمه نحو أداء الهدف؟
- هل يستحق التحفيز المعنوي والمادي؟
- كيف يمكن استغلال واستثمار مهاراته بالأسلوب الأمثل؟
- هل يحتاج إلى تدريب وتطوير؟
إنّ التقويم يضع الحلول اللازمة للتغلب على المشاكل التي يظهرها التقييم الوظيفي، سواء ضعف الموظفين في المجال الإداري، أم قلة دافعيتهم نحو العمل، أم عدم امتلاكهم لمهارات العمل الأساسية وخاصة العمل ضمن فريق وغيرها، بحيث يتمّ التقويم على شكل دورات تدريبية وتأهيلية، أو عن طريق زيادة الحوافز، أو بتسريح العمال وإعادة هيكلة العملية الوظيفية.