الحقوق والواجبات

إنّ الفرد هو الأساس في تشكيل المجتمع وهذا يتطلب منه مجموعة من الحقوق والواجبات، فما هو حق لشخص ما يقابله واجب عليه والعكس صحيح، فالحقوق والواجبات مصطلحان مرتبطان ببعضها ومتلازمان في جميع الأنشطة السياسية والاجتماعية، أي أنّ مجموعة الحقوق مثل العمل، والسكن، والتعليم، والعلاج لفرد من أفراد المجتمع يُقابلها مجموعة أخرى من الواجبات مثل التضحية، والاحترام، والدفاع عن الوطن، والنزاهة، والأمر بالمعروف.

مفهوم الحقوق

الحق هو مصطلح يُستخدم في حالات متعددة ومختلفة، فقد يقول شخص: هذا كلام حق ويقول في موقف آخر: من حقي أن أتعلم، ففي القول الأول تدل كلمة الحق على ما هو مطابق للواقع أي الحقيقة، أما في القول الثاني فإنّ المقصود بالحق هو ما يسمح به القانون الدولي والأخلاق، أي أنّه ما أقرته الشرائع والقوانين الدولية للمواطن من مكاسب ماديّة، أو معنويّة، أو حياتيّة يمكنه المطالبة بها لإيقاف الظلم والانتهاك ضده ومن أجل العيش بأسلوب كريم بعيد عن الإهانة والحرمان.

أنواع الحقوق

الحقوق الطبيعيّة: هي عبارة عن مجموعة الحقوق الناتجة باعتبار الإنسان إنساناً، فالحق في الحياة لا يُكتسب لأنّ الإنسان مواطن من مواطني دولة معينة أو أب لطفلين أو مدير في شركة معينة، إنما هو حق فطري مستمد من أنّ الإنسان مخلوق من مخلوقات الله عز وجل ولا يجوز أن يسلبه أحد هذا الحق، ومن الأمثلة الأخرى حق الإنجاب، والتناسل، والاعتقاد، والحرية.
الحقوق الوضعيّة: هي مجموعة من القوانين، والأعراف، والعادات تنص وتقر بمجموعة من الالتزامات نحو أي فرد من أفراد المجتمع، فهذه حقوق مرتبطة بالشخص من أنّه مواطن، وعامل، وزوج، وأب، ومهندس، وطبيب وما إلى ذلك، ومن هذه الحقوق الحق في العمل والتعلم.

مفهوم الواجبات

إن مصطلح الواجب قد يستخدم أيضاً في وجهين مختلفين، فيقول شخص يشعر بالجوع: يجب أن أتناول الطعام بسرعة، ويقول الشخص: إذا رأيت طفلاً جائعاً يجب عليّ أن أقاسمه طعامي، فكلمة يجب في العبارة الأولى تدل على شيء فطري لا يمكن الاستغناء عنه، بينما يجب في الجملة الثانية تعني التزام مصدره الضمير الأخلاقي أو الدين أو المجتمع، أي أنّ الواجب في العبارة الثانية عبارة عن قاعدة سلوكية مُلزمة لا بدّ أن يقوم بها الفرد تجاه الآخرين والمجتمع، ومن أمثلة ذلك وجوب طاعة الوالدين، ووجوب قول الصدق، والابتعاد عن الكذب.

أنواع الواجبات

الواجب الأخلاقي: هو عبارة عن شعور الشخص بالواجب تجاه الآخر أو المجتمع من تلقاء نفسه ومن مكارم خُلقه، دون أن تُفرض عليه قوانين وإلزامات، فكثيراً ما يشعر الإنسان أنّ من واجبه مساعدة محتاج أو فقير، ولذلك فإنّ من أهم صفات الواجب الأخلاقي الرغبة والمسؤولية والحرية.
الواجب الاجتماعي: هي مجموعة من الواجبات التي تصدر من المجتمع ككل، فهدفها الحفاظ على تكامل وتكافل المجتمع من خلال مجموعة من القوانين المحددة والملزمة، أو الأعراف والتقاليد.