مفهوم الصحافة الأدبية

الصحافة

يُمكن اعتبارُ الصّحافة الحَديثة بأشكالِها المتنوّعة بين الصحافة المقروءة والصحافة المرئية إحدى أكثر المِهن تَأثيراً في المُجتمعات والنظم حول العالم، وذلك في الوقت الذي أتاحت فيه التكنولوجيا نقل الأخبار بسرعة فائقة وانتشارها على مُستوى واسع بين الأفراد، بعد أن كانت عمليّة نقل الأخبار تأخذ وقتاً طويلاً لتنتقل من مكان إلى آخر، حتى بعد انتشار الطّباعة في العالم.

تُعدّ طفرة الاتصالات السبب الأوّل في تسريع عملية نقل الأخبار بين أنحاء القطر الواحد وبين الدول وبعضها البعض، ومع التقدّم الحَضاري الذي شهده العالم في القرنين التاسع عشر والعشرين ظهرت أشكال جديدة من الصّحافة المُتخصّصة التي تهتمّ بها فئات مُعيّنة من الأشخاص في البلد الواحد؛ كالصحافة الاقتصادية، والصحافة الرياضية، والصحافة الأدبية، وتُعدّ الأخيرة الأحدث ظهوراً في الوطن العربي، وما زالت في مَرحلة تذبذب بين الازدهار والتراجع بسبب التغيرات التي تمر بها أغلب الدول العربية.

مفهوم الصحافة الأدبية

مجال الصحافة الأدبية

الصحافة الأدبيّة هي أحد مكونات الإعلام الثقافي في العالم، وهو الإعلام الذي يساعد في دفع حركة الثقافة والتنوير إلى الأمام من خلال معالجته للمظاهر الثقافية في المجتمع والتطورات التي تطرأ عليها، وفي الأساس يوجّه الإعلام الثقافي إلى المجهور المهتم بالمجال، والصحافة الأدبية في قلب الإعلام الثقافي توجه إلى الأدباء والقراء بمختلف توجهاتهم، حيث تسهم في التوعية بالمنشورات الحديثة ومدى جودة الكتب من خلال المقالات النقدية وغيرها، وأدّت طفرة تكنولوجيا الاتصالات في القرن الحادي والعشرين، وتمكّن حركة العولمة الثقافية من الربط بين مختلف دول العالم إلى استخدام الإنترنت كبديل للصحافة الأدبية الورقية، فأصبح بإمكان القارئ مُتابعة الحركة الأدبيّة في أية دولة من دول العالم دون القيام بمجهود، والتعرّف على ثقافات وآداب جديدة كل يوم.

عمل الصحافة الأدبية

تعمل الصحافة الأدبية من خلال كافة القنوات المتاحة للنشر لتصل إلى أكبر عدد من المهتمين بالشأن الأدبي محليّاً ودولياً؛ فالصّحف اليومية المقروءة أصبحت تُخصّص قسماً للأدب أسبوعياً أو يومياً في بعض الصحف الكبرى، إلى جانب المجلات والصحف المتخصصة، كذلك توجد المحطات التلفزيونية والإذاعية التي تختصّ بالشأن الثقافي والأدبي حصراً وتوجّه إلى المهتمين بالأدب والفنون، كما تحاول جذب المزيد من المُتابعين لتنمية الوعي الأدبي، وأحدث الطرق هي المواقع الإلكترونيّة التي تصل إلى أكبر شريحة من المتابعين، وتكون الصحافة الأدبية بتلك الطريقة جزءاً لا يتجزّأ من عملية نقل الأخبار والتعرف على حقائق جديدة يومياً، خاصّةً المتصلة بمجالات الحرية والإبداع الفني والمعرفة الجديدة عن الشعوب المختلفة.