مفهوم التمكين الاجتماعي
التمكين الاجتماعي
لا يخلو مجتمع من وجود فئة لها أوضاعها الخاصّة، وتصنَّف تحت مسمّى ذوي الاحتياجات الخاصّة، وهذه الفئة تحتاج إلى عناية ورعاية خاصَّة، بما يحقق اندماجها الإيجابي في المجتمع، وهذا الدمج هو نوع من أنواع التمكين لها.
التمكين الاجتماعي هو:إكساب ذوي الاحتياجات الخاصَّة المعارف والاتجاهات و القيم والمهارات، التي تؤهّلهم للمشاركة الإيجابيَّة الفعَّالة في مختلف أنشطة وفعاليّات الحياة الإنسانية إلى أقصى حد، بما يستوعب إمكانيَّاتهم وقدراتهم من جانب، والتغيير في ثقافة المجتمع نحو المعاقين بشكل خاص، واستبدال ثقافة التهميش بثقافة التأهيل والتمكين.
سبلٌ لتحقيق التمكين الاجتماعي
للتمكين الاجتماعي سبل متعددة ومتنوعة ومنها ما يأتي:
- توفير فرص العمل المناسبة بذوي الاحتياجات الخاصَّة، بما يحقق لهم الكفاية الذاتيَّة والاستقلاليَّة في تأمين سبل عيشهم ورزقهم، وما يترتب على ذلك كلّه من فوائد نفسيَّة عظيمة.
- إنشاء نوادٍ اجتماعيَّة ورياضيَّة متخصصة، مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصَّة، تمكنهم وأسرهم من ممارسة كافّة الأنشطة الرياضيَّة، والترفيهيّة، وفي هذا دمج إيجابي لهم في الحياة.
- دعم أنشطة وبرامج الجمعيَّات الأهليَّة المختصة برعاية ذوي الاحتياجات الخاصَّة، مادياً وفنياً، وفي مختلف المجالات.
- إنشاء مراكز التدريب والتأهيل المهني، بهدف إكساب ذوي الاحتياجات الخاصَّة المهارات التي تمكنهم من ممارسة العمل المهني المناسب لهم.
- قيام المجتمع بكل فئاته ومؤسساته، بدوره الإيجابي إزاء ذوي الاحتياجات الخاصّة، بهدف إكسابهم المعارف، والاتجاهات، والقيم والمهارات، التي تسهِّل عليهم الاندماج الإيجابي في المجتمع.
- تغيير الثقافة السائدة عن الإعاقة بشكل جذري، والتعامل مع المعاق بأنَّه إنسان له قدره ووزنه في المجتمع.
- إيجاد نمط التعليم التكاملي الذي يستوعب طلاباً من ذوي الاحتياجات الخاصّة، إلى جانب باقي الطلاب، وعدم عزلهم عن باقي الطلاب، ممَّا يشعرهم بوزنهم وكرامتهم بين باقي الطلاب.
- توفير الوعي الإعلامي، والتثقيف المناسب عبر وسائل الإعلام المختلفة، بأهميَّة التمكين الاجتماعي، وعمل مقابلات مع الفئات المستفيدة منه.
آثار التمكين الاجتماعي
إنَّ لسلوك سياسة التمكين الاجتماعي نحو فئات معيَّنة في المجتمع له آثار عظيمة، منها:
* شعور ذوي الاحتياجات الخاصَّة بالراحة والطمأنينة في مجتمعهم. * تشجيع ذوي الاحتياجات الخاصّة على التطوير والإبداع في مختلف الأنشطة،. * الاستفادة بشكل إيجابي من طاقات ذوي الاحتياجات الخاصَّة. * قوَّة المجتمع وازدهاره، باستفادته من كافَّة طاقات أبنائه.
إن المجتمع الذي يهتم بذوي الاحتياجات الخاصَّة، هو مجتمع مسؤول يستشعر المسؤوليَّة نحو كافَّة أبنائه، ممَّا يجعله يشق طريقه نحو التقدم والريادة، فبناء الفرد ومتابعة اهتماماته المختلفة والاستفادة من طاقاته، هو صمّام الأمان لأيّ مجتمع.