مفهوم علم الاجتماع الحضري

علم الاجتماع الحضري

هو علمُ الاجتماع الذي يهتمُ بدراسةِ التركيبة السكانية للأفراد الذين يعيشون في المُدن، فيقيس مدى تأقلمهم مع طبيعة حياتهم، وتحديد المتطلّبات الأساسية التي تضمنُ لهم تأسيس حياةٍ مدنية في المناطق الحضارية، وأيضاً يعرفُ علمُ الاجتماع الحضري (Urban Sociology) بأنّه دراسةٌ لطبيعة الحياة السائدة في المجتمعات الحضرية، من خلال التعرف على طبيعةِ تفاعل السكان معاً من خلال الاعتماد على دراسة هيكل المجتمع الحضري بكافّةِ العناصر المُؤثرة فيه من قضايا عامة، والمشكلات التي ترتبطُ بطبيعة السكن، والتغيّرات الديموغرافيّة، والسياسات الداخليّة المؤثرة على بناء هذا المجتمع، ويُساهمُ ذلك في وضعِ دراساتٍ تستخدمُ في التحليلِ الإحصائي، ومراقبة النمط الاجتماعي السائد بين السكان في المدينة، ومقارنته مع السكان الذين يعيشون في الريف.

نشأة علم الاجتماع الحضري

تعودُ الدراسات الأولى حول علم الاجتماع الحضري إلى جامعةِ شيكاغو؛ حيث اهتمّ علماء الاجتماع بفكرة تفاعل الأفراد داخل المجتمع الحضري بالاعتمادِ على تطبيقِ نُظُمٍ اجتماعية معروفةٍ بينهم، وقد تمّ استخدام مدينة شيكاغو كمثالٍ لهذه الدراسة ففي عام 1860م كانت المدينة عبارةً عن بلدةٍ صغيرةٍ تحتوي على ما يقاربُ 10.000 نسمة، ولكن مع التطورات الحضرية، وزيادة عدد السكان، وانتشار البيئة المناسبة التي تسمحُ في الاستيطان على أراضي شيكاغو، ساهم ذلك في تحويلها من مجرد بلدةٍ إلى مدينةٍ كبيرةٍ تحتوي على أكثر من مليونين نسمة.

في عام 1975م اهتمّ العالم كلود فيشر بتطوير الأفكار المرتبطة بعلم الاجتماع الحضري، بالاعتمادِ على النظرية الاجتماعية، والتي تدمجُ ما بين التطورات الحضرية، ودور رأس المال في دعمِ المجتمعات الصغيرة، والمساهمة في تحويلها إلى مجتمعاتٍ كبيرةٍ.

واجهت النظرية الاجتماعيّةُ مجموعةً من الانتقادات، وكان أبرزها تجاهلها لقُدرةِ السُكان على التكيّف مع التطوّرات الحضريّة، والاهتمام فقط بدور المال في تطوّرِ المجتمع، وأيضاً غياب التركيز على الجانب الثقافيّ السائد بين السُكان، وطبيعة تأثّره مع التغيّرات التي ستطرأ على الأسس الاجتماعية، ولكن تمكّن علم الاجتماع الحضري من النجاح في وضعِ العديد من الدراسات حول نشأة وتطوّر الحضارات، مما ساهم في جعله من أحد المناهج الدراسيّة المُهمّة لطلاب علم الاجتماع في الجامعات.

قضايا علم الاجتماع الحضري

العمل

يمثلُ القضية الأولى من قضايا علم الاجتماع الحضري، فيساهمُ بتوزيع الأفراد بناءً على طبيعة الوظائف، والمهن التي يعملون بها، مثل: الصناعة، والتجارة، والحِرَف، والزراعة، وغيرها من التصنيفات المهنية الأخرى التي يسعى الباحثون في مجال علم الاجتماع الحضري بدراستها، والتعرف على دورها في التأثير بالمجتمعات الحضرية.

حجم المجتمع

هو القضية التي تعتمدُ على دراسة معيار التمييز بين المجتمع الحضري، والمجتمع الريفي فيعتمدُ على دراسةِ المساحة الجغرافيّة المخصصة للبيئة المدنية، فالمجتمعات الحضرية تتميّزُ بمساحتها الجغرافيّة الكبيرة، وتحتوي على بيئةٍ تجاريةٍ تتكوّنُ من الشركات، والمؤسسات الكبيرة، أما المجتمعات الريفيّة فتتميّزُ بمساحتها الجغرافيّة الصغيرة، والتي تحتوي على أراضٍ زراعية، ولا توجدُ فيها بيئةٌ تجاريةٌ واسعة بل تقتصرُ على محلات البقالة.

كثافة السكان

هي القضية التي تهدفُ إلى وضع مقارنةٍ بين الكثافة السكانيّة في المجتمعات الحضريّة، والريفيّة فيحتوي المجتمع الحضري على كثافةٍ سكانية مرتفعة، ومتزايدة مع مرور الوقت، أمّا المجتمع الريفي فتعتبرُ كثافته السكانية منخفضة، وثابتة غالباً نتيجةً لمحدودية الزيادة في عدد السكان.