مفهوم الجمال عند العرب
مفهوم الجمال
يعتبر الجمال على أنّه القيم والحاجات التي فطر الإنسان على حبّها والتلذّذ بها، والتي ترتبط بشكلٍ وثيق بالعاطفة، والغريزة، والسلوك الإيجابيّ له، هذا بالإضافة إلى الأمور الحيويّة كالصحّة والسعادة والطيّبة، والخصوبة، والنظرة إلى الجمال لا تقتصر على الإنسان فحسب، بل تشمل الحيوانات، والطبيعة، والجمادات، ومن الجدير بالذكر أنّه لا توجد هناك مقاييس أو معايير دقيقة وثابتة لقياس الجمال، فهو مسألة نسبية تتعلّق بالبيئة، وطريقة التفكير، والذوق الخاصّ وغيرها، وسنعرّفكم في هذا المقال على مفهوم الجمال بالنسبة إلى العرب.
أنواع الجمال
- الجمال الماديّ وهو الجمال الحسي الذي يستطيع الإنسان أن يُدركه باستخدام الحواس المختلفة، مثل: جمال الطبيعة، والبشر بالإضافة إلى الأشياء الأخرى التي يستطيع الإنسان رؤيتها والتحقّق منها بشكل مادي، ويتمثل هذا الجمال في تناسق الأشياء وتنظيمها، وهو غير دائم، إذ إنّه يفنى مع الوقت.
- الجمال المعنوي وهو النوع الأعمق والأشمل مقارنةً بالجمال المادي، وهو مرتبط بالقيم السامية المختلفة كالأخلاق والصدق، وهو جمال مطلق يتناسب مع الفطرة السليمة، هذا بالإضافة إلى أنّه باقٍ وغير زائل مع مرور الزمن.
أشكال الجمال والجاذبية
- الجاذبية الصفراء المتمثلة بالعيون الملوّنة والشعر الأشقر، وترى هذا النوع من الجمال في ألمانيا، وشبه الجزيرة الاسكندنافية، بالإضافة إلى هولندا، وروسيا، وأكرانيا.
- الجاذبية اللاتينة المتمثلة بالبشرية البرونزية مثل دول الوطن العربي، وإسبانيا، والبرتغال.
- الجاذبية البيضاء المتمثلة بالبشرة البيضاء والمنتشرة في دول الوطن العربيّ، وأوروبا.
- الجاذبية الحنطية المتمثلة بالبشرة الحنطية كالهند.
- الجاذبية البنية والتي يمتلك أصحابها بشرةً بنيةً كالسودان.
- الجاذبية السوداء المتمثلة بالبشرة السوداء مثل دول جنوب أفريقيا.
مفهوم الجمال عند العرب
مفهوم الجمال عند العرب قبل الإسلام كان مقتصراً على الأشياء المادية المحسوسة والتي تُرى بالعين المجردة مثل جمال المرأة، والفرس، والبعير، والأطلال، وقد كانوا يُعبّرون عن هذا الجمال من خلال نظم قصائد الشعر المختلفة والتي تعبر عن الحبّ، والشوق، والحنين، واللوعة، واللهفة على المحبوب، أمّا بعد الإسلام فلم يعد الجمال يقتصر على المظهر الخارجي فحسب، بل أصبح قائماً أيضاً على الاهتمام بالنفس والخُلق، فهو جمال الروح وجمال الشكل، وقد عبّر العالم المسلم أبو حامد الغزالي عن الجمال بقوله:” تدرك الصور الظاهرة بالبصر الظاهر، والصور الباطنة بالبصيرة الباطنة، فمن حُرم البصيرة الباطنة لا يدركها ولا يحبّها، ومن كانت عنده البصيرة غالبة على الحواس الظاهرة كان حبّه للمعاني الباطنة أكثر من حبّه للمعاني الظاهرة، فشتان بين من يحب نقشاً مصوّراً على الحائط بجمال صورته الظاهرة، وبين من يحبّ نبياً من الأنبياء لجمال صورته الباطنة”.