الفرق بين الذنب والمعصية
الذنب والمعصية
يجب على المسلم أن يُميّز بين الذنب والمعصية حتّى يُحدّد الهدف من تشريع اللهِ سبحانه وتعالى لبعض الأمور٬ ونهيهِ عن غيرها٬ فيتعرف المُسلم بذلك على المعنى الحقيقي للألفاظ٬ ويجب الاعتماد على أهل الاختصاص في تحديد المعنى الحقيقي للألفاظ الّتي يستخدمها الشّارع ومعانيها الحقيقية٬ وبذل الوقت والجهد في الوصول إليها٬ والاعتماد على الجُهد الشّخصي٬ وعدم التواكل على منجزات المتخصّصين٬ والدّارسين٬ والباحثين القدامى.
من المعروف أنه لا ترادُف في المعاني في القرآن الكريم٬ حيث تمتاز لُغةُ القرآنِ بالفصاحة الشديدة الّتي تصل لحدّ الإعجاز٬ فيَستَخدِم الشّارع كلماتٍ جزيلة في سياقٍ بغايةِ الدِّقة٬ حتّى يَصِل المعنى المُراد إلى المُتَلَقّي.
الذنب
هي السيّئات المُكررة عن عمد٬ فتكون سيئات أو معاصي٬ وعند تكرارها تُصبح ذنباً٬ ويُعد الكُفر أكبر الذنوبِ وأعظمها٬ ولا تكتبُ للكافر حَسنات٬ ولمحو الذنوب عن المُسلم المُذنب يحتاج للمداومة على الذكر والاستغفار والتوبة الحقيقيّة لكل ما قام به من عمل يُخالف ما شرَّعهُ الله في كتابِهِ العزيز٬ وسنّةِ نبيّه؛ حيثُ يقول اللهُ في كتاِبهِ العزيز: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[آل عمران]١٣٥.
هنالك الكثير من الذنوب الّتي يقعُ فيها الإنسان نتيجة الاستجابة للنفس الأمّارة بالسُّوء٬ أو وساوس الشيطان٬ ولكن هذا لا ينفي رحمة اللهِ الواسعة لعبادهِ٬ ولا يمكننا أن ننسى أنهُ لا يوجد إنسان دون ذنوب٬ فقد قال رسول الله عليه الصّلاةُ والسّلام : ((كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ)) رواهُ الترمذي٬ وابن ماجه.
ويستوجب فعل التوبة والاستغفار٬ ويُمكنُ أن يستغفِر له غيره٬ ويدعو له بالرّحمة والهدى٬ مع طلب صاحب الذنب المغفرة والتوبة إلى الله٬ وإلا استحقَّ صاحِبُهُ العذاب٬ فقال اللهُ تعالى : {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }[آل عمران]١١.
المعصية
هي عكس الطّاعة٬ ومخالفة لأوامر الله الناتجة عن عدم القدرة على تحمُّل الصبر وضعفِ الإيمان وثباتِهِ على الطّاعة٬ أو غواية من الشيطان لابن آدم كما غوى آدم من قبل بالأكل من شجرةٍ في الجنّة٬ فذكرَ اللهُ في قرآنِهِ الكريم: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } [طه١٢١]٬ وتنقسم المعاصي إلى نوعين:
- الكبائر : كالكبر٬ والرياء٬ والفخر٬ والقنوط من رحمة الله٬ والزنا٬ وشرب الخمر٬ وغيرها من الكبائر الّتي تفسد القلب والبدن.
- الصغائر: شهوة المُحرّمات وتمنيها؛ كشهوة الكفر٬ وشهوة البدعة٬ وشهوة الكبائر.