عاود القلب بثه وخباله – الشاعر البحتري
عاوَدََ القلْبَ بَثُّهُ وَخَبالُهْ،
لِخليطٍ زُمّتْ، بِلَيْلٍ، جِمالُهْ
وَسقيمٍ يُخْشى بَلاهُ ولا يُرْ
جَى، من السقمِ والبِلى، إبلالُهْ
يَسْألُ الرّبْعَ قدْ تعَفّتْ رُباهُ،
وَخَلَتْ، مِنْ أنِيسِهِ، أطْلالُهْ
عَنْ رَهيفِ القَوَامِ، يجْمعُ فيهِ
صِفَةَ الغُصْنِ، لِينُهُ واعتدالُهُ
قد أعَلّ الفُؤادَ تَوْرِيدُ خَدّيْـ
ـهِ، وَتفْتيرُ لحْظِهِ، وَاعتِلالُهْ
زَائِرٌ في المَنَامِ يهْجُرُ يَقْظا
نَ، ويَدْنو معَ المَنامِ وِصَالُهْ
وَأمَا وَالأرَاكِ في بَطْنِ مُرّ،
يَتَفَيّأنَ بالعَشِيِّ ظِلالُهْ
وكُرَاعِ الغَميمِ، ينْآدُ فِيهَا،
مُرْجَحِنّاً، أثْلُ الغَميمِ وَضَالُهْ
وَاعتِسافِ الحجيجِ عُسفانَ إذ تُو
قَدُ رَمْضَاؤهُ وَيخْفُقُ آلُهْ
ما استعنْتُ الكرَى على الشّوْقِ إلا
باتَ قيْْضاً من الحبِيبِ خَيالُهْ
يا أبَا بَكْرٍ المَخُوفِ شَذَاهُ،
وَالمُرَجّى، كلَّ الرّجاء، نَوالُهْ
ما سَعى في نَقِيصَةِ المُلْكِ، إلا
حائِرٌ مُرْسَلٌ عليْهِ نَكالُهْ
سطَوَاتٌ بُثّتْ على الشرْقِ حتى
خَضَعَ الشّرْقُ سَهْلُهُ وَجِبالُهْ
تألَفُ المَكرُماتُ ساحَةَ خِرْقٍ،
حائِزٍ، ذِكْرَ مِثلِها، أمْثالُهْ
رَجُلُ الدّهْرِ هِمّةً، وَاحتِمالاً
لِلّذي يُعجِزُ الرّجالَ احتِمالُهْ
حَوْلَ قَلْبٍ يَسُرُّكَ الدّهرَ منهُ
نهْضُهُ بالجَلِيلِ، وَاستِقلالُهْ
قُمْ تأمّلْ، فمَا المَحاسِنُ إلاّ
فُرَصُ المجدِ عارَضَتْ وَاهتبالُهْ
حيْثُ أجرَتْ شِعابَها دُفَعُ الجُودِ
، وَحَقّتْ لآمِلٍ آمَالُهْ
نَزَعَ الحَاسِدُ المُنافِسُ صِفْراً،
آيِساً مِنْ مَنالِ ما لا ينَالُهْ
حازِمٌ لا يَني يُلقَّى، صَوَاباً،
رَيْثُهُ في الأمورِ، وَاستِعْجالُهْ
بِشْرُهُ والرّوَاءُ مِنْهُ، وللسّيْـ
ـفِ جَمالانِ: حَلْيُهُ وَصِقالُهْ
رَاشَنَا أمْسِ جاهُهُ وَثَنَى اليوْ
مَ لَنا بالرّياشِ أجمَعَ مالُهْ
كانَ معرُوفُهُ المُقدَّمُ قَوْلاً،
فقَفا القوْلَ، من قرِيبٍ، فعالُهْ