أين دفن تحوتمس الأول
تحوتمس الأوّل
كان تحوتمس الأوّل الفرعون الثالث لمملكة الفراعنة التي عاشت في بلاد مصر القديمة، وتولّى عرش السيادة الفرعونيّة لمدّة عشر سنوات من عام ألف وخمسمئة وستة وعشرين قبل الميلاد وحتى عام ألف وخمسمئة وثلاثة عشر قبل الميلاد، وقاد تحوتمس خلال حكمه للمملكة الفرعونيّة الكثير من الحملات الناجحة في مناطق بلاد الشام، والنوبة، ووصل نفوذ المملكة إلى المناطق الجنوبيّة من البلاد، وأكثر ما تميّز به الملك الفرعونيّ أنّه كان يحتفل بعد كل انتصار يحققه في قاعة فسيحة توجد في معبد آمون.
كان لتحوتمس دور كبير في بناء المعابد التراثيّة القديمة، والتي تم تصنيفها كأشهر المعابد الفرعونيّة كمعبد معبد لسنوسرت الثالث، وخنوم، وسمنة، والعديد من الآثار الأخرى في مناطق مختلفة من مصر كالجيزة، والفنتين، وأرمنت، ومنف، وسيناء، وشرابة الخادم، وأقام مسلتين عند البوابة الرابعة من معبد آمون، ويوجد حالياً مسلة واحدة قائمة عند معبد الكرنك، وصنعتا المسلتين من الجرانيت، ويصل طول المسلة الواحد حوالي اثنان وعشرين متراً، وشيدّ صرحين بالقرب من معبد الكرنك، ووضع لوحة تُعرف باسم أبيدوس في معبد أوزوريس.
واجه تحوتمس في بداية حكمه الكثير من التمردات عليه من قبل النوبة؛ ونتيجة لذلك قرر الذهاب بنفسه لمواجهة النوبة في مكان يوجد بالقرب من الجزء العلويّ لنهر النيل، وانتهت المعركة بقتل الملك النوبيّ على يد تحوتمس، وتمرد النوبة مرةً أخرى بعد مرور ثلاث سنوات من مقتل ملكهم؛ ونتيجةً لذلك قام تحوتمس وقام أثناء ذلك بجرف القناة الموجودة في الجندل الأوّل؛ وذلك من أجل تسهيل تدفق الماء الذي يجري ضد التيار من البلاد المصريّة إلى النوبة.
مكان دفن تحوتمس الأوّل
توفي تحوتمس الأوّل عن عُمر يناهز الخمسين من عُمره ودفن في مكان يُعرف بوادي الملوك أو وادي بيبان للملوك، واستخدم هذا المكان كمقبرة للفراعنة المصريين، والنبلاء من الدولة على مدى خمس مئة عام، وذلك بين القرن السادس عشر وحتى القرن الحادي عشر قبل الميلاد، ويوجد هذا الوادي في الناحيّة الغربيّة من نهر النيل في المنطقة المقابلة للأقصر، ويتألف وادي الملوك من جزئين؛ الأوّل وهو الشرقيّ، والآخر هو الغربيّ.
تم إعداد هذه المقبرة؛ لكي يكون الفرعون تحوتمس أوّل شخصيّة تدفن في هذه المقبرة، وكان قبره مكسوّ بالجص في ذلك الوقت، وقد دُمرت المقبرة، فهي لا تحتوي حالياً إلّا على شظايا مشتتة، وتوجد المومياء الخاصة بتحوتمس حالياً في المتحف المصريّ، وخلال المئات من السنوات السابقة قام العلماء بإجراء العديد من الفحوصات على مومياء الملك، وقاموا بإثبات أنّ الملك قبل وفاته كان يُعاني من التهاب المفاصل الروماتيزميّ، وكسر في الحوض.