وسائل الاتصال في العصور القديمة
الاتصال في العصور القديمة
يُعتقد أنّه في العصور القديمة لم يكن الإنسان يستخدم اللغات التي نعرفها في يومنا هذا بعد، وقبل اختراع أي من اللغات القديمة أو الحديثة كان التواصل يتم بالإشارات بين الأفراد مُحاولين إيصال الصورة أو الفكرة المرغوبة للطرف الآخر في المحادثة، كما استخدم الإنسان قديماً النار في طرق الاتصال بعيدة المدى، عن طريق استخدام توهّج النيران في ظلمة الليل الحالكة واستخدام الإشارات الدخانية في شمس الصباح؛ كان هذا كلّه إمّا لإيصال رسالاتٍ مُباشرة للطرف الآخر أو لطلب لقاءٍ معهم لإيصال الفكرة عن طريق الإشارات وجهاً لوجه.[١]
تطور وسائل الاتصال
بعد مرور قرون تطوّر الإنسان واخترع لغات للكلام ولغات للكتابة؛ حيث من المُمكن إيصال صخور ذات كتابة منقوشة عليها لإيصال رسالة معيّنة لشخص ما، أوّل من بدأ هذه الطريقة هم السومريون، فخلال الأعوام من 3500 إلى 2900 قبل الميلاد كانوا ينقشون على الحجر حيث لم تتوفّر الأوراق التي نعرفها في يومنا هذا.[٢]
اخترع السومريون اللغة المسمارية بينما قام المصريون القدامى باختراع اللغة الهيروغليفية، وما يجمع هاتين اللغتين هو أنهما اعتمدتا على الرسوم والأشكال في الكتابة وليس على الأحرف الأبجديّة التي تلاهم بها الفينيقيون، ولأن استخدام الصخور والعظام لم يكن عمليّاً للشعوب السابقة، حيث إنّها تستهلك مساحة كبيرة للتخزين والنقش عليها صعب ويتطلب وقتاً وجهداً كبيرين اخترع المصريون القدامى أوراق البردى، وتمّت صناعة الأوراق من أوراق أشجار البردى التي تنمو عادةً في دلتا نهر النيل في مصر.[٢]
بظُهور الأوراق الخفيفة وسهلة الكتابة وانتشارها حول العالم ظهرت أوّل خدمة بريدية في الصين، ولكنها كانت محصورةً لاستخدامات الحكومة ولم تكن متوفّرةً لعامة الشعب الصيني، ثمّ في عام 776 قبل الميلاد بدأ الناس حول العالم باستخدام الحمام الزاجل لنقل الرسائل خلال المسافات الطويلة، حيث يتم ربط قطعةٍ صغيرةٍ من الورق مكتوبة عليها الرّسالة المرغوبة في قدم الحمامة الزاجلة المدربة وإرسالها إلى الوجهة المطلوبة.[٣]
في فترة ما بعد الميلاد، بالتحديد عام 37 ميلادي تمّ اختراع جهاز الهيليوغراف؛ وهو جهاز من قطعتي زجاج عاكستين دائرياتي الشكل ترتكزان على ثلاثة سيقان رفيعة مكوّنة للجهاز، والرسائل الموصلة عن طريق الهيليوغراف شبيهة بالطريقة التي تمّ استخدام النار بها قديماً، حيث إنّه يتم عكس أشعة الشمس على مراياه وتركيزها إلى منطقة محددة، وعن طريق تقطع الضوء يتمّ إرسال رسالة سريّة لا تصل إلا للذي رآها وهو في موقع معين.[٣]
الآلة الطابعة الخشبية
في عام 305 ميلادي ظهرت في الصين أوّل آلة طابعة من الخشب؛ حيث تمّ نحت الكلمات الصينية على الخشب ثم وضع الحبر على الحروف المنقوشة وضغطها على قطعة من الورق والانتظار حتى جفافها ليتم الحصول على نسخةٍ مطابقة بوقت أقل، واستخدمت لطباعة الجرائد حيث أحدثت ثورةً في سرعة انتشار المعلومات حول الصين.[٤]
احتكرت الصين الطابعة الخشبية على نفسها فلم تصل الطابعة إلى أوروبا إلا في عام 1450 ميلادي وقام جوناس جتنبيرج بتطوير الآلة الطابعة الخشبية صينية الأصل إلى طابعة معدنية تحتوي على الحروف بدلاً من الكلمات ممّا سمح لهم بتغييرها بسهولة وإعادة استخدام الأحرف مرّاتٍ عديدة لطباعة الصحف والكتب المختلفة بتوفير كبير للوقت والجهد والتكلفة، حيث إنّهم لم يعودوا بحاجةٍ لتوظيف عدد هائل من العمّال لكتابة نُسخ عديدة من الجرائد.[٤]
في عام 1831 ميلادي اخترع العالم جوزيف هنري التلغراف الكهربائي الذي يمكن من خلاله إرسال نبضات كهربائية بلغة مورس متقطّعة بترتيب مُعيّن لإيصال رسالةٍ إلى شخص بالجزء الآخر من العالم، كما كان التلغراف أوّل اتّصال سلكيّ عرفه العالم، وفي عام 1844 نجح العالم سامويل مورس بإرسال أوّل رسالةٍ مشفّرة باستخدام جهاز التغراف، ويتمثّل طول النبضة الكهربائية بكونها طويلةً أو قصيرة حسب طول الضغطة على المفتاح في الجهاز.[٤]
المراجع
- ↑ Grahame Johnston , “The Means of Ancient Communication”، www.archaeologyexpert.co.uk, Retrieved 29-6-2018. Edited.
- ^ أ ب James Parker Doyle, “The History of Communication Technology”، www.conferencecallsunlimited.com, Retrieved 29-6-2018. Edited.
- ^ أ ب “History of Communication from Cave Drawings to the Web”, www.creativedisplaysnow.com, Retrieved 29-6-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Elizabeth Palermo (25-2-2014), “Who Invented the Printing Press?”، www.livescience.com, Retrieved 29-6-2018. Edited.