تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام

الإعلام

يُعتبر الإعلام الموجّه الرئيسي لعقول الناس وتوجهاتهم في وقتنا الحالي، فهم محاطون بوسائله من كل الجهات وفي كل الأمكنة، وذلك ابتداءً من الوسائل المكتوبة والمسموعة كالإذاعة والتلفزيون، والمواقع الإلكترونيّة المختلفة التي أصبحت مُتاحة بفضل انتشار الإنترنت والتقدم التكنولوجي الهائل.

كما يعد الإعلام السلطة الرابعة بعد السلطات التشريعيّة، والقضائيّة، والتنفيذيّة؛ نظراً لتأثيره الكبير على تغيير وصنع اتجاهات الناس الفكريّة، والسياسيّة، والاجتماعيّة التي تشكل الرأي العام في المحصلة، وفي هذا المقال سنناقش تأثير وسائل الإعلام على الرّأي العام.

تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام

يُقصد بالرأي العام مجموعة الأفكار والمعتقدات الفكريّة التي تعتنقها طائفة واسعة من الناس، أو تلك الآراء المشتركة التي يتقاسمها عامّة الناس حول مسألة من مسائل الحياة وقضاياها، وللرأي العام الدور الأكبر في تشكيل سياسات المسؤولين والقادة في الدول الديمقراطية ، بل إنّ كثيراً ما تتراجع حكومات عن مخططٍ ما بسبب رفضه له، وخروج الناس في الشوارع احتجاجاً ضده، ولوسائل الإعلام دور بارز في التأثير عليه من خلال الأمور التالية:

الإعلام كقدوة

يعتبر الناس الإعلامي قدوةً ومثقفاً لا بد من التأثر به، وبأنّه يقول الحقيقة التي يجب أن يسير عليها كُثر، لذا حريٌ بالإعلاميين توخي الدقة والأمانة عند نشر الوعي في قضيّة ما، أو بث الأفكار الإيجابيّة بين عموم الناس، فالضمير الحيّ والشعور بالمسؤوليّة هما الدافع الأهم في هذه الناحية.

تأثر الإعلامي وتأثيره

مَنْ يخاطب الناس عبر وسائل الإعلام المختلفة، هو أحد أفراد المُجتمع الذي يؤثّر ويتأثّر به، لذا يجب عليه التأثير بموضوعيّة بما يرفع من وعيهم تجاه إحدى القضايا دون مواربة أو كذب، كما لا يصح أن ينحاز لمصالحه، ولا يحابي أحداً من أصحاب النفوذ، أو يسعى وراء شعبية الجماهير عبر التكلم بما يحبون سماعه، كما يجب عليه عدم اللجوء للتجريح أو تقديم فكرٍ يتصادم به مع المجتمع بصورةٍ مباشرة؛ لأنّ ذلك سيُبعد الناس عن رسالته، ويُخسره إمكانيّة التأثير في رأيهم.

التحديد والتركيز

نقصد بالتحديد تحديد وسائل الإعلام لهدف مخاطبة الرأي العام، وتعيين المواضيع التي يجب الحديث عنها، ومن هذا المُنطلق يتحكم الإعلام بمصائر المجتمع عبر اهتمامه بعرض قضايا وتهميش أُخرى، لذا يجب عليها بكل أشكالها والعاملين فيها تحديد الأولويّات التي يجب التحدث عنها للناس، فليس من المعقول الحديث عن أسبوع الموضة مثلاً في الوقت الذي تعاني فيه البلد من زيادة مستوى البطالة.

أمّا التركيز فنقصد به إعطاء وسائل الإعلام القضايا الحيويّة والمصيريّة، والحجم والوقت الكافيين للتغطية والنقل؛ فليس مهمّاً المرور على تلك القضايا خلال ساعةٍ في برنامج أو تقريرٍ، بل على وسيلة الإعلام إدارة العمل الصحفي بالارتباط مع واقع الناس وهمومهم عبر خطة عملٍ شاملة ومتكاملة.