مفهوم التواصل مع الغير

التواصل

قامت الحضارات البشرية مُنذ فجر التاريخ على العديد من الأسس التي سهّلت عمليات الإبداع والعمل، وفي العصور الحديثة زادت أهميّة التواصل بين البشر بصورةٍ كبيرة للغاية، فعدم تلقّي الإنسان الحديث للمعلومات في الوقت الراهن يَعني خروجه من المجتمع وانعزاله عن العالم بكافة متغيراته.

على الرّغم من تلك الأهمية الكبرى للتواصل مع الغير إلا أنّ المجتمعات المختلفة تولي الأمر درجاتٍ مُتباينة من الأهمية، وذلك وفق التطور التكنولوجي والحالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، ويستخدم الإنسان للتواصل مع الغير العديد من الوسائل، أهمّها الجسم البشري ذاته، وهو يعمل على إرسال المعلومات عن طريق الحنجرة والتعبير الحركي، بينما يَستقبل المَعلومات بواسطة الحواس المختلفة، كالسمع واللمس والبصر والشم.

مفهوم التواصل مع الآخرين

مفهوم التواصل في اللغة

التواصل في اللغة العربيّة هو الترابط والاقتران والاجتماع، أما في الإنجليزية فإنه يعني الإخبار والإعلام بالرسائل أو الأخبار، وتوجد مقاربة واضحة بين دلالة اللفظين في اللغة العربية والإنجليزية، وهي أنّ التواصل يحتاج إلى أكثر من شخص لتتمّ عملية التواصل.

مفهوم التواصل اصطلاحاً

يُعبّر مصطلح التواصل عن عمليات مشاركة التّجارب والمعارف والمشاعر مع الآخرين، ونقل الأفكار بين الأفراد وبعضهم البعض أو بين الأفراد والجماعات، ويشترط لتحقيق التواصل وجود مُرسل ومستقبل ورسالة، وبتحقيق نقل الرسالة من الطرف الأوّل للطرف الثاني تنجح عملية التواصل، ولذلك يُشير العلماء إلى أنّ التواصل مع الآخرين يُعدّ الأسلوب الأول للتطور الحضاري وجوهر العلاقات الإنسانية لأهمية الوظائف التي يقوم بها، وهي وظائف المَعرفة والتأثير الوجداني؛ فالمعرفة تنتقل ذهنياً بالتواصل اللغوي وغير اللغوي الذي تستخدم فيه الإشارات والتعبيرات، والتأثير الوجداني الذي يُحقّقه التواصل يكون ناتجاً عن تقوية العلاقات الإنسانية وجعلها أكثر فاعلية في تحقيق الأهداف الأسمى للبشرية.

مفهوم التواصل الناجح

تحقيق التواصل الناجح مع الآخرين ضروري للغاية للتقدّم العملي والاجتماعي والعلمي، ويتطلب الإحاطة ببعض الملاحظات والمهارات الشخصية، فبصفة عامة يجب أن يمتلك الفرد الشجاعة الكافية للتعبير عن آرائِه وأفكارِه بشكلٍ إيجابيّ، وقد يتطلّب ذلك تدريب الذات على الصبر والتفكير في المواقف المختلفة قبل اتخاذ ردود أفعال سريعة، كما يجب التركيز على التعلّم من أخطاء التواصل مع الآخرين ومعرفة السبب الحقيقي وراء عدم القدرة على التعبير.

تنظيم الأفكار يُمكن تطويره بالمزيد من التركيز وتنمية الثقة بالنفس، والمهارات اللغوية كذلك يجب وضعها في حالة تنامي مستمرّة من خلال تنويع مَصادر القراءة والالتزام بتعلّم أمورٍ جديدة كل يوم، وفي حالات التواصل مع أكثر من شخص كإلقاء كلمة في مُناسبة عامة أو اجتماع للأصدقاء أو الأقارب فإنّ لغة الجسد تكون فعالة للغاية، سواءً باستخدام إيماءات الوجه واليدين أو الحركة والنظر للجمهور.