من أول من تكلم اللغة العربية
أول من تكلم اللغة العربية
شغلتْ مسألة أصل اللغة ونشأتها الفلاسفة والمؤرخون وعلماء اللغة، ونتيجة هذا الجدل الواسع؛ ظهرت الكثير من الروايات خلال قرون عديدة، ومنها:
- أنّ الله تعالى علّم سيدنا أدم عليه السلام أسماء جميع الأشياء بكل اللغات: العربيّة، والسريانيّة، والفارسيّة، والروميّة، وغيرها؛ حيث كان يتكلّم بها مع أولاده، وبعد ذلك تفرّق ولده في سائر المعمورة، واستقر كلُ واحدٍ منهم بلغةٍ معينة، وتحدّث بها وترك غيرها من اللغات، ومن أشهر علماء اللغة العربية الذين قالوا بهذا الرأي: ابن حزم الأندلسي، وأبو علي الفارسي، واسّتندّوا في رأيّهم بقول الله تعالى: (وعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)،[١][٢] ويُستدل من هذه الآية؛ أنّ سيدنا آدم عليه السلام كان يتحدّث مع غيره أثناء وجوده في الجنة وبعد النزول إلى الأرض لكنها لم تأتِ بإشارة إلى لغةٍ محدّدة تكلّم بها، لكن الكثير من علماء المسلمين ومنهم ابن عباس رضي الله عنه ذهبوا إلى أنّ لغته في الجنة كانت العربيّة وهي لغة القرآن الكريم، وعندما عصى الله تعالى سلبّه إياها، فتحدّث السريانيّة ولما تاب أعاد الله له العربيّة.[٣]
- أنّ يعرب بن قحطان أول من تحدّث العربية بعد أن كان يتكلم السريانية استقام لسانه وأصبح ينطق بالعربية، وهذا ما أكدة قول الجوهري بالصحاح؛ أنّ يعرب بن قحطان أول من تحدّث باللغة العربية.[٣]
مفهوم اللغة العربية
تسمى اللغة العربية التي يتحدّث بها العرب في الوقت الحالي باللغة الباقية؛ حيث نشأت في بلاد الحجاز، وانتشرت بعد ذلك في المناطق القريبة منها ووصلّنا من آثارها العظيمة الشعر والنثر اللذين جُمعا في القرن الأول الهجري، وهما يمثلان عظمة وكمال هذه اللغة التي استأثرت لهجة من لهجاتها بمجالات الأدب في معظم القبائل مع اختلافات بسيطة.[٤]
مكانة اللغة العربية
كرّم الله تعالى اللغة العربية عن غيرها من اللغات عندما اختارها لتكون لغة القرآن الكريم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء بواسطة سيدنا جبريل -عليه السلام- يُضاف إلى هذا أنّ الصلاة المفروضة على كل مسلم في اليوم خمس مرات لا تجوز إلا بتلاوة القرآن الكريم؛ مما ساعد على انتشارها وجعلها باقيّة ومحفوظة بحفظ القرآن الكريم الذي تعهّد الله تعالى بحفظه إلى الأبد.[٥]
تميزت اللغة العربية بخصائص كثيرة جعلتها تحتل مكانةً كبيرةً بين اللغات ومنها: متانة التركيب، ووضوح البيان، إضافةً إلى المرونة الكبيرة التي تمكّن العرب في العصر الحديث بالعودة إلى كتب العهد القديم الذي سبق ظهور الإسلام، وفهم نصوصها الفهم الجيّد؛ مما ساعد على سرعة انتشارها، ونموّها، وإضافة معانٍ جديدة لمفرداتها.[٥]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 31.
- ↑ الأستاذ الدكتور عبدالمجيد الطيّب عمر (1437هـ)، منزلة اللغة العربية بين اللغات المعاصرة (الطبعة الثانية )، المملكة العربية السعودية: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، صفحة 42. بتصرّف.
- ^ أ ب محمود عكاشة (2006)، علم اللغة: مدخل نظري في اللغة العربية (الطبعة الأولى )، القاهرة – مصر : دار النشر للجامعات ، صفحة 38-39-40. بتصرّف.
- ↑ حسن بربورة (2010-2011)، نشأة وتطور اللغة العربية ، الجلفة – الجزائر : جامعة زيان عاشور- كلية الآداب والعلوم الاجتماعية ، صفحة 3. بتصرّف.
- ^ أ ب نور الله كورت، ميران أبو الهيجاء، محمد العتوم، اللغة العربية (نشأتها ومكانتها في الإسلام، وأسباب بقائها)، صفحة 148-149-150. بتصرّف.