أهداف الكتابة

التعبير عن الهويّة

تُمكّن الكتابة الإنسان من نقل صورة نفسه للآخرين، كالأحاسيس التي يشعر بها، والمهارات التي يتقنها، وهذا يغذّي بلا شكّ الأنا الشخصية له، فهي إذاً من وسائل التعبير عن الذات، وبالإضافة لذلك، فإنّ سمة الثبات والديمومة التي تحملها الوثائق والملفات المكتوبة تشبع رغبة بعضهم في الخلود بعد الموت، إذ إنّ خلود أفكارهم هي صورة من صور تخليد أنفسَهم للأجيال القادمة، إنّ بعض النّاس يحملون في قلوبهم همّاً لإصلاح الأرض وجعلها مكاناً أفضل للحياة، فتغدو الكتابة صنعتهم المتخصصة لنشر مذاهبهم وآرائهم لإحياء الكون -كما يرون- على أفضل نسق وترتيب.[١]

تعزيز مهارات التفكير

إنّ الكتابة بأشكالها وأهدافها المتنوّعة، تتطلب من الدماغ القيام بالعديد من العمليات المعقّدة، ليستعمل جزئيه الأيمن والأيسر، لإعادة صياغة الخبرات والمشاعر التي يملكها الإنسان ليتمكّن شخص آخر من قراءتها وفهمها، وسواءً كان الشخص في عمر الطفولة أو الرشد، فإنّ إتقان مهارة الكتابة تسدي له الفوائد التالية:[٢]

  • تحسين القدرة على حلّ المشكلات وبناء التفكير الناقد.
  • تطوير استراتيجيات تنظيمية متنوّعة، بحسب نوع وهدف المادة المراد تدوينها.
  • بناء مهارات البحث المنطقي والعلمي، من جمع وتقييم المعلومات، والمقارنة والمقابلة بينهم، واتّخاذ المواقف وبناء وجهات النظر، مما يؤثر بالطبع على الثقة والقدرة في عملية اتّخاذ القرارات.

نقل وتدوين المخزون المعرفي

كان اختراع الكتابة من أعظم إنجازات الإنسان على مرّ العصور، إذ خلقت جسراً لنقل معارف الإنسان المتراكمة، ليستفيد المتأخرون من حكمة المتقدّمين وخبراتهم، وليطلّعوا على ثقافات غيرهم،[٣] فهي وسيلة دائمة وثابتة، لحفظ وأرشفة المعلومات والخبرات لدى كاتبها،[٤] وبالمقارنة مع مهارات التواصل الأخرى، فإنّ تدوين الأفكار ومراجعتها يعطي الإنسان الوقت والمساحة اللازمة لإعادة صياغة المحتوى لبناء التسلسل الأفضل، بينما لا يمكن فعل ذلك عندما ينقل الشخص أفكاره بالكلام المباشر، فما أن يتلفظ بالمفردات حتى يفقد القدرة على تعديلها قبل أن يتلقّاها السّامع.[٤]

المراجع

  1. Joe Bunting (2012-7), “Why We Write: Four Reasons”، thewritepractice, Retrieved 2019-2-11. Edited.
  2. “Why Writing is Important”, true-ink, Retrieved 2019-2-11. Edited.
  3. عبد الكريم بكار (2008)، فصول في التفكير الموضوعي (الطبعة الخامسة)، أ.د عبد الكريم بكار: دار القلم، صفحة 29 30. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “Studying Effectively-Why do we write?”, nottingham, Retrieved 2019-2-11. Edited.