التربية الإعلامية

مفهوم التربية الإعلامية

تعد وسائل الإعلام والاتصال من أبرز مظاهر العصر، التي تشكّل حيزاً من اهتمام الناس وتبني قناعاتهم واهتماماتهم، ومن هنا تنشأ ضرورة منهج التربية الإعلامية، إذ إنّها تنسجم مع نمط حياة الطلبة، وتحقق بيئة تفاعلية مثمرة بين الطلبة ومعلّميهم. إنها عملية متكاملة لتنمية التثقيف الإعلامي، بالتدرّب على صياغة النصوص الإعلامية، مع تقييم الخطاب الإعلامي السائد عبر قنوات الاتصال التقليدية ووسائل الإعلام الجديدة، وكذلك في دراسة طبائع الجماهير وأشكال ردود أفعالهم، وقد أتاحت شبكات التواصل الاجتماعي مساحات جديدة في التربية الإعلامية وقدّمت أسئلة وإجابات جديدة ومبتكرة.[١]

أهمية التربية الإعلامية

تتزايد أهمية التربية الإعلامية بصفتها ضرورة ملحّة للأجيال، التي شهدت التقدّم والتسارع المذهل لتقنيات الاتصال والتواصل، لأن تلقي كل ما يُعرض وتستقبل كل ما يُبث، دون وعي أو إدراك، مما يجعل عواقب هذا التلقّي غير مضمونة، فالأولى هو تثقيف المجتمع، وتحفيزه لإنتاج مواد إعلامية ذات قيمة وغاية نبيلة، فهذه المهارات والإدراك الثقافي، يمتد أثرها طوال العمُر، وتعد مؤشراً على نماء المجتمع وتحضّره، فمنظمة اليونسكو قد أكدت محورية هذا الدور، إذ نصّت على أنّ (التربية الإعلامية جزء من الحقوق الأساسية لكل مواطن في كل بلد في بلدان العالم).[٢]

التطور العالمي للتربية الإعلامية

واجه مفهوم التربية الإعلامية بعض التحديات في أوائل نشأته، خاصة على صعيد التطبيق العملي، حيث كانت تتزايد ظاهرة متابعة الأطفال للتلفاز وأشرطة الفيديو، وإقبال الشباب على المجلات والأفلام وغيرها، فقد خصصت الندوة العامة لليونسكو، في عام 1982م لمناقشة شؤون التربية الإعلامية وتحدياتها، من منطلَق أن وسائل الإعلام قد دخلت كل بيت، وكأنها أصبحت جزءاً من الواقع الذي لا مفرّ منه، والمطلوب هو ترشيد متابعتها، وتعزيز ذلك ضمن المناهج المدرسية والجامعية، بغية توعية المستخدمين، وتحقيق أقصى فائدة مرجوة من متابعة هذه الوسائل.[٣]

انتشر مفهوم التربية الإعلامية كمنهج معتمد، حيث بادرت أستراليا بجعله ضمن المنهج الدراسي الإلزامي، من مرحلة الروضة، حتى الأول ثانوي، أما في آسيا فقد كانت الفلبين أولى الدول التي أدخلت التربية الإعلامية في التعليم، ثم توالت الدول لتطبيق الإجراءات المؤدية لجعل التربية الإعلامية منهجاً مدرسياً، ومقرراً جامعياً معتمداً.[٤]

المراجع

  1. “What is Media Education?”, www.medialiteracyweek.ca, Retrieved 28-1-2019. Edited.
  2. فهد الشمري (2010)، كتاب التربية الإعلامية كيف نتعامل مع الإعلام (الطبعة الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 25-26. بتصرّف.
  3. “Challenge of Media Education”, www.medialit.org, Retrieved 28-1-2019. Edited.
  4. Fr. Kuha INDYER (31-10-2014), “The Need for Introducing Media Education in our School Curriculum”، www.milunesco.unaoc.org, Retrieved 28-01-2019. Edited.