اتفاقية إيفيان

اتِّفاقية إيفيان

تمّت اتِّفاقيّة إيفيان بين الجانب الفرنسيّ، والجانب الجزائريّ في الثامن عشر من آذار/مارس من عام ألف وتسعمئة واثنين وستّين، حيث تقضي هذه الاتِّفاقيةُ بإنهاء الثورة الجزائريّة، واتِّفاق الطرفين على وَقف إطلاق النار، وتنظيم استفتاء شعبيّ؛ لتقرير المصير، علماً بأنّ نتيجة هذا الاستفتاء تمثّلت في تصويت الشعب الجزائريّ؛ للاستقلال عن فرنسا، ومن الجدير بالذكر أنّ ما مَهَّد الطريقَ لهذه الاتِّفاقية هي الخسارةُ الكبيرة لفرنسا بعد ثورة التحرير التي اندلعت في عام ألف وتسعمئة وأربعة وخمسين، بالإضافة إلى الأزمات الماليّة، والاقتصاديّة لفرنسا، وضغط الرأي العام، إذ وجدت فرنسا أنّ الخيار العسكريّ ليس الحلَّ المناسب؛ لمقاومة الثورة الجزائريّة.[١]

تِبعاً لاتِّفاقية إيفيان، عُقِد مؤتمر آخرُ يرنو إلى إنهاء النِّضال في مدينة طرابلس، والوصول إلى استقلال الجزائر، وإعادة إعمارها، ومن المبادئ التي نُودِيَ بها في ذلك المُؤتمر: انتهاج الديمقراطيّة وِفقَ العقيدة الإسلاميّة، واتِّخاذ الاشتراكيّة نموذجاً، ونَيل الأفراد جميعهم فرصة التعليم، ورفع مستوى معيشة الفرد، والإعلاءُ من شأن اللغة العربيّة، والتخلُّصُ من كافّة أشكال التغريب.[٢]

بنود اتِّفاقية إيفيان

نتجت عن اتِّفاقية إيفيان ستّة فصول رئيسيّة، وهي:[١]

  • الإعلان عن العفو العامّ، ووَقْف إطلاق النار بين الطرفين.
  • اعتراف فرنسا بوحدة الجزائر، وحقّ الشعب الجزائريّ في تقرير مصيره، وذلك من خلال إجراء استفتاء شعبيّ مدّة أقصاها ستّة أشهر.
  • وضع حكومة مُؤقَّتة مُكوَّنة من ثلاثة فرنسيّين، وتسعة جزائريّين؛ لتسيير أمور البلاد خلال الفترة الانتقاليّة.
  • احتفاظ المُستوطِنين الفرنسيّين بالحقوق قَبل اختيار جنسيّتهم النهائيّة، سواءً كانت الجزائريّة، أو الفرنسيّة.
  • إخلاء القُوّات الفرنسيّة من الجزائر خلال ثلاث سنوات.
  • احتفاظ فرنسا ببعض المصالح الاقتصاديّة، والامتيازات الثقافيّة، وتعهُّد الطرفَين بالتعاون مقابل استفادة الجزائر من المساعدات الماليّة الفرنسيّة.

الآراء حول اتِّفاقية إيفيان

تضارَبَت آراء القادة الجزائريّين بشأن نصوص اتِّفاقية إيفيان، وانقسمت الآراء إلى ثلاثة أقسام على النحو الآتي:[٣]

  • المُؤيِّدون: وهي الفئة التي لم تهتمّ بالمضمون بقَدر الحاجة إلى الاستقلال، ممّا جعلها تُؤيِّد قرار الاتِّفاقية، حيث وجدت فيها نصراً للشعب الجزائريّ، وسبيلاً للتخلُّص من الفَقر، والخراب الذي دام أكثر من قَرن.
  • المَرحليّون: وهي الفئة التي اعتبرَت أنّ الاتِّفاقية مثّلت إحدى مراحل انتصار الثورة، وأوجبَت قبولَ هذه الاتِّفاقية؛ في سبيل التخلُّص من الاستعمار الفرنسيّ، كما بيَّنَت أنّ المرحلة اللاحقة هي مرحلة التخلُّص من آثار الاستعمار، وذلك من خلال تأميم الشركات الفرنسيّة، والتوجُّه الاشتراكيّ.
  • الرافضون: وهي الفئة التي رفضت الاتِّفاقية قَطعاً، واعتبرَتها مُخالِفةً لمبدأ الاستقلال الشامل، بالإضافة إلى أنّها اعتبرت الاستقلال استقلالاً ناقصاً؛ لأنّ الاتِّفاقية -في نظرها- ربطت بين مصيرَي الجزائر، وفرنسا من الناحية الثقافيّة، والاقتصاديّة.

المراجع

  1. ^ أ ب “اتفاقيات إيفيان.. إنهاء 132 عاما من الاحتلال الفرنسي للجزائر”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2019. بتصرّف.
  2. جبلي رابح، بوساحية رمزي، اجتماع العقداء العشرة خلال الثورة التحريرية، صفحة 53،56. بتصرّف.
  3. استعادة السيادة الوطنية وبناء الدولة الجزائرية، صفحة 11. بتصرّف.