ما هي الشهور العربية

تقسيم الأشهر عند العرب

تتكون السنة عند العرب من اثني عشر شهراً، وهو التقسيم المعروف والسائد منذ قديم الزمان الى يومنا هذا، وقد استُخدِم عند العرب القدماء في الشمال والجنوب، وأطلقوا عليه اسم التقسيم الاثني عشري للسنة، أمّا المزارعون العرب في الجنوب فقد لاحظ المؤرخ رودو كناكس أنهم قسموا السنة إلى ثمانية وعشرين شهراً، كل شهر منها مدته ثلاثة عشر يوماً، وهو التقويم المعتمد لديهم، ومن المحتمل أن يكون هذا التقويم الذي وضعه العرب الجنوبيون القدماء قبل الإسلام.[١]

وكان للمؤرخ بيستن رأي آخر فيما يخص تقسيم الأشهر عند العرب الجنوبيين، يقول بيستن إنهم قسموا الشهر إلى ثلاثة أقسام؛ كل قسم منها يتكون من عشرة أيام. كان العرب يعتمدون لتحديد بداية الشهر على مبدأ الإهلال، ويقوم هذا المبدأ على مراقبة الهلال بعد اختفاء القمر في آخر الشهر، فعندما يختفي القمر يخرج العرب لمراقبة الهلال، حيث تقترن بداية الشهر عندهم بظهور الهلال.[١]

أسماء الشهور العربية

تُدرَج في الجدول الآتي أسماء الشهور العربية التي كان العرب يستخدمونها عبر العصور حتى ظهور الإسلام:[٢]

أسماء الشهور عند العرب القدماء أسماء الأشهر العربية ترتيب الفراء ترتيب المسعودي ترتيب البيروني
مؤتمر محرم مؤتمر ناتق مؤتمر
ناجر صفر ناجر ثقيل ناجر
خوّان/حوّان ربيع الأول خوّان طليق خوّان/حوّان
وبصان /صوان ربيع الآخر بصان/وبصان/بوصان ناجر صوان
الحُنين/شيبان جمادى الأولى حُنين أسلخ/سماح حنّم/حنين
ملحان جمادى الآخرة ورنة/ ورنى أمنح/ أميح زبّاء
الأصم رجب الأصم أحلك الأصم
عاذل/ عادل شعبان وعل كسع عادل
ناتق رمضان ناتق زاهر ناتق
وعل شوال عاذل برط واعل
رنة ذو القعدة هُواع حرف هواع/رنة
برك ذو الحجة برك نعس برك

الشهور العربية وسبب تسميتها

أول من أطلق على الأشهر العربية أسمائها هو كلّاب بن مُرّة، وهي الأسماء المستخدمة للشهور العربية حين ظهر الإسلام، وكان لكل شهر سبب للتسمية وهي كالتالي:[٣]

  • مُحرم: جاءت تسميته نسبةً إلى حُرمته حيث إن العرب قبل الإسلام حرّموا القتال فيه، وجاءت تسميته هنا تأكيداً لحُرمته؛ لأن العرب قديماً كانوا يحللونه عاماً ويحرمونه عاماً آخر وهو ما سمي بالنسيء، ومما ورد أيضاً فيما يخص شهر مًحرم أنه كان يسمى بصفر الأول وكان يطلق على شهري مُحرم وصفر اسم الصفرين، وكما يروي الإخباريون أن اسم مُحرم أُطلق على شهر صفر الأول في الإسلام، أما اسمه قبل الإسلام فقد ذكر علماء اللغة أنه كان يطلق عليه اسم موجب، أما لفظة مُحرم فلم تتعدى كونها صفة لهذا الشهر للدلالة على حرمته.
  • صفر: جاءت تسميته نسبةً إلى اصفرار ديار العرب من أهلها، أو خلوها من أهلها؛ ففي هذا الشهر يخرج العرب للقتال، كما يخرج بعضهم للبحث عن الطعام، ومنهم من يخرج منها هرباً من حر الصيف، ومن الاعتقادات الشائعة عند العرب قديماً عن شهر صفر، أنه شهراً مشؤوم وذلك نسبة إلى كثرة القتل والإقتتال فيه، حيث إنه يقع بعد ثلاثة أشهر حُرم وهي (ذو القعدة، ذو الحجة، مُحرم) وما لهذه الأشهر الحُرم من هيبة وتعظيم عند العرب، فقد كانوا يتجنبون فيها القتال والقتل والغزوات، فإذا جاء شهر صفر قام كلٌّ إلى ثأره، وقيل أنه سُمي صفر لأن العرب كانوا يغزون القبائل الأخرى فيتركونهم صفر المتاع.
  • ربيع الأول: سمي هذا الشهر بهذا الاسم نسبةً إلى وقت تسميته التي جاءت في فصل الربيع فلازمه اسم ربيع الأول، والربيع عند العرب ربيعان:
    • ربيع الشهور:وهما شهري ربيع الأول وربيع الآخر وهما شهران بعد صفر.
    • ربيع الأزمنة: وهما هنا أيضاً ربيعان الفصل الذي تظهر فيه الكمأة ويسمى ربيع الكلأ، والفصل الذي تظهر فيه الثمار.
  • ربيع الآخر: جاءت تسمية هذا الشهر أيضاً لوقوع تسميته في وقت الربيع فسمي بذلك نسبة الى فصل الربيع، ولم يسمى بربيع الثاني لعدم وجود شهر يتبعه يسمى ربيع الثالث، وذلك لأن لفظ ربيع الثاني تدل على وجود ثالث، ومن الخطأ قول ربيع الثاني وجمادى الثاني والأصح قول ربيع الآخر وجمادى الآخرة.
  • جمادى الأولى: سُمي بهذا الاسم في فصل الشتاء، وهو وقت تجمد المياه من شدة البرد ويصادف الشهر الخامس من الشهور القمرية.
  • جمادى الآخرة: سمي بذلك أيضاً لوقوع تسميته في فصل الشتاء، وهو الشهر السادس من الأشهر القمرية، ولم يسمى جمادى الثانية لعدم وجود جمادى الثالثة، فهما جماديان لا ثالث لهما.
  • رجب: جاءت تسميته نسبةً إلى هيبته عند العرب؛ فقد كان العرب يعظمونه ويتركون القتال فيه لأنه من الأشهر الحُرم، فعلماء اللغة قالوا أنه سُمي رجب لأن العرب عظموه في أيام الجاهلية فرجب الشئ تعني هابه وعظمة، كما يُقال أن العرب في الجاهلية اتبعت نسكاً خاصاً بهذا الشهر وهو ترجيب العتيرة ويقصد بها ذبحها في رجب.
  • شعبان: تسمية شهر شعبان كانت نسبةً إلى تشعب العرب وتفرقهم للقتال والغزوات بعد قعودهم عن القتال في رجب، وقيل نسبة لتفرقهم لطلب الماء، وهناك من يقول أنه سُمي شعبان لأنه ظهر أو فرق بين شهري رجب ورمضان.
  • رمضان: اشتقت تسميته من الرمضاء وهي الفترة التي يكون الطقس فيها شديد الحرارة، أي وقت اشتداد الحر، وسمي رمضان بهذا الاسم لأن الأشهر عندما نُقلت أسماءها عن اللغة القديمة سميت حسب الزمن الذي وقعت فيه التسميه؛ فرمضان جاء في وقت الرمض والحر.
  • شوال: سمي بذلك نسبة إلى الوقت الذي تتشول فيه ألبان الإبل وترتفع، ويقال أنها سميت بذلك نسبةً إلى الإبل التي تلقح فترفع أذنابها فهي شائلة، والشولة اسم يطلق على نجم في السماء يظهر في فصل الصيف ويقال أن اسم شوال اشتق منه.
  • ذو القعدة: سمي نسبةً إلى قعود العرب في أوطانهم وديارهم عن القتال، تعظيماً لهذا الشهر لأنه من الأشهر الحُرم.
  • ذو الحجة: سمي بذلك نسبةً إلى وقت الحج، الذي يقع في هذا الشهر، كما أن هذا الشهر هو الشهر الذي عرف فيه العرب عبادة الحج.

الأشهر الحُرم

الأشهر الحُرم هي أربعة أشهر كان العرب قبل الإسلام يعظمونها، فقاموا بتحريم القتال فيها، قبل أن يأتي الإسلام ويلغي تحريم القتال فيها، فقد رُوي عن الصحابة أنهم قاتلوا الروم ولم يتركوا القتال فيها لعلمهم بنسخ التحريم، والأشهرالحُرم هي أربعة أشهر ثلاثة؛ منها متتالية والرابع فرد، وهي:[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب د.جواد علي (1993-1413)، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام (الطبعة الثانية)، صفحة 444-445، جزء الثامن.
  2. د.جواد علي (1993-1413)، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام (الطبعة الثانية)، صفحة 454-458، جزء الثامن. بتصرّف.
  3. بليل عبدالكريم، “معاني الأشهر الهجرية”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-3-2018. بتصرّف.
  4. عبد العزيز بن باز (3-10-2010)، “ما هي الأشهر الحرم”، islamhouse.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-3-2018. بتصرّف.