بحث عن الاتزان

الاتزان

الاتزان هو التوازن والاعتدال والتوزيع بشكلٍ عادل حتى لا ترجّح كفة الميزان عن الكفة الأخرى؛ فالاتزان يعني تعادل الكفتين في الثقل الموضوع في كلتاهما. لا توجد قاعدة مطلقاً لإيجاد وخلق الاتزان، وهنا تكمن معاناة الأفراد المُبدعين كالفنانين أثناء إنتاجهم، ويحاولون جاهدين إيجاد الحلول الملائمة والمنوّعة في كل حالة إبداعٍ لهم، ويمكنهم تحقيق الاتزان في بعض الحالات وفي البعض الآخر لا يستطيعون التوصل له.

الاتزان في الأعمال الفنيّة والتشكيليّة

الاتزان هو عبارة عن إحساسٍ غريزي عن طبيعة الجاذبيّة، وينشأ هذا عن وجود الإنسان في وضعٍ معتدل بحيث يكون متزناً وقائماً رأسيّاً على أرضيّةٍ أفقيّة.

يُعتبر التوازن من الخصائص الرئيسيّة التي لها دورٌ مهم في كل أمر؛ كجماليّات التصميم أو التلوين؛ بحيث يحقّق الشعور بالراحة النفسيّة والهدوء في حال النظر إليه، وتَسعى النفس للبحث عن تلك العلاقة المتّزنة التي نشأت عنها تلك الوحدة الجماليّة للأشياء، ويُعتبر الاتزان كواحدٍ من أهم الأسس الفنيّة التي ترتبط بالشكل، لما تنتج عنه من علاقةٍ متوازنة بين الأشكال والألوان والخطوط في أي عملٍ فني، كما يتوقف على الاتزان تناسق العناصر ونظامها ضمن إطار التصميم الذي تمّ إنشاؤه.

لتحقيق الاتزان يجب أن تتناسب الخطوط والأشكال والمساحات، أو تتناسب الخلفيّة مع الشكل أو الفراغ أو الأرضيّة في أي عملٍ فني، وبالتالي فإنّ التنظيم هنا مهم في الأشكال المتماثلة في الحجم للحصول على أبعادٍ متساوية لمركز التصميم، لتحقيق التساوي بين جميع الجوانب، وهنا لا يشترط بأن تكون جميع الوحدات متماثلةً لتحقيق التوازن.

الاتزان البصري

يُعتبر الاتزان ظاهرةً مرتبطة بطبيعة الكون بشكلٍ عام، حتى الإنسان في شكله وتركيبة بنائه يتحقّق له الاتزان، وهذا الأمر يشمل جميع الكائنات الحيّة الأخرى كالحيوانات والنباتات، ولا توجد قواعد ثابتة لتحقيق هذا الاتزان في مجال الفن؛ حيث إن الأمر يرتبط بشعور الفنان وطريقة تناوله للعناصر اللازمة لإتمام عمله الفني، ويمكن تحقيق التوازن في هذا العمل عن طريق تماثل أو تنوّع الشكل واللون والخط والملمس وغير ذلك من العوامل التشكيليّة.

يجب على الفنّان تحقيق الاتزان لأنّه يُعتبر أحد أشكال الحياة، وليس عملاً فنيّاً وحسب، ويصل لتحقيقه عن طريق إحساسه العميق بالعمل من خلال إجراء تنظيمٍ في علاقات الأجزاء في عمله، ولا يُمكن تحقيق التوازن عن طريق القواعد الصارمة؛ فهو يتحقّق عن طريق تعادل القوى المتضادّة التي تأتي من أعماق الشعور الغريزي في العمل.

أنواع الاتزان

  • المحوري: أي تواجد قوى متماثلة في كلا الجانبين، ويطلق عليه توازن سيمتري ويتمّ من خلاله تماثل الجانبين تماثلاً تاماً ومتطابقاً مع بعضهما البعض، بحيث يصبح أحدهما انعكاسٌ لصورة الآخر.
  • المستتر: وهو الاتزان الذي لا تتوافق فيه الأشكال والألوان للعناصر البصريّة، لكن برغم هذه فإن القوى تتعادل في العمل المنجز.
  • الوهمي: يعتبر أهمّ نوع في الاتزان والأكثر صعوبةً وتعقيداً من ناحية إفساحه الكثير من الحريّة التي تتطلّب الكثير من السيطرة والتحكم لتحقيق الاتزان الوهمي في عملٍ يضمّ مجالاً لا نهائيّاً من التنوع.