عمل الزوجة وانعكاساته على العلاقات الأسرية

عمل الزوجة

يعتبر عمل الزوجة واطلاعها بكثير من الأدوار والمسؤوليات في الحياة من مظاهر الحياة المعاصرة، ولا شك أنّ هذا المظهر كان له أثر كبير في طبيعة الحياة الاجتماعية لدى كثير من المجتمعات على اختلاف ثقافاتها وأعرافها وموروثها الاجتماعي والديني، وقد كان للحياة الأسرية باعتبار الأسرة اللبنة الأساسية من لبنات المجتمع حصة كبيرة من هذا التأثير الذي كان إيجابياً في جوانب معينة، وسلبياً في جوانب كثيرة.[١]

انعكاسات عمل الزوجة على الحياة الأسرية

بعض الانعكاسات الناجمة عن عمل الزوجة:[٢]

  • عمل الزوجة يؤدي إلى إضعاف دورها في أسرتها، فالزوجة العاملة تضطر أحياناً كثيرة إلى الغياب عن بيتها لساعاتٍ طويلة، وبالتالي لا تستطيع القيام بكامل مسؤولياتها وأدوارها في الأسرة بسبب قلة الوقت المتاح لديها مقارنة مع الزوجة غير العاملة.
  • عمل الزوجة يؤدي في بعض الأحيان إلى فتور علاقة الأم مع أبنائها، فالزوجة العاملة تعود من عملها مرهقة تعبة، تشتكي ضعف العزيمة لتربية أبنائها والجلوس معهم، والتحدث إليهم، وبالتالي تقلّ أوقات مشاركتها لأبنائها في نشاطاتهم الأسرية وهذا يضعف علاقتها معهم.
  • عمل الزوجة يجعلها أقل قدرة على التعامل مع المشكلات الأسرية، فالزوجة العاملة تعود من بيتها وقد استنفدت جهدها ومشاعرها في عملها، وبالتالي تراها إذا واجهت مشكلةً في بيتها سواء مع زوجها أم أولادها تصرفت بحدّة وعصبية بعيداً عن التعقل والتروي.
  • عمل الزوجة يؤثر أحياناً في علاقتها مع زوجها، فقد تتمرد الزوجة على زوجها أو ترفض الامتثال لما يؤمره بها بحجة أنّها تشاركه مسؤولية الإنفاق على البيت وبالتالي لا يحق له إصدار الأوامر والقيام بدور القائد، وهذا يؤثر في الحياة الأسرية وطبيعة أدوار الزوجين فيها.

لماذا دائماَ نسأل المرأة عن قدرتها على التوفيق بين بيتها وعملها ولا نشكك في قدرة الرجل على ذلك؟

عمل المرأة من الناحية المدنية

عمل المرأة يرهق الأسرة أحياناً من الناحية المدنية، فعلى الرغم من أنّ المرأة العاملة توفر دخلاً مادياً إضافياً لأسرتها، إلا أنّ الحقيقة تؤكد أنّ الأسرة التي توجد فيها امرأة عاملة تتكبد نفقات إضافيّة كان من الممكن الاستغناء عنها في حال لم تكن الأم عاملة، ومن هذه النفقات مصاريف الحضانة التي تلجأ إليها كثير من الزوجات العاملات لوضع أطفالها فيها خلال مدة غيابها عن بيتها، وكذلك تضطر بعض الأسر إلى إحضار خادمات للعمل في المنزل لعدم قدرة الزوجة على القيام بمهام البيت والعمل في آنٍ واحد، كما يتطلب ذهاب المرأة العاملة إلى مقر عملها توفير سيارة خاصة بها وما يرتبه ذلك من أعباء ومصاريف إضافية كمصروف الوقود والصيانة للسيارة وغير ذلك، وتتغير أنماط الأسرة التي يوجد فيها زوجة عاملة حيث تصبح أكثر استهلاكاً للكماليات في مقابل الأسرة التي لا تعمل فيها الزوجة والتي تحرص على تدبير نفقاتها بشكل أكبر.[٣]

المراجع

  1. “Marital quality over the life course‏”, www.jstor.org, Retrieved 24-6-2018. Edited.
  2. “Toward a Multidimensional Assessment of Work Spillover into Family Life”, www.jstor.org, Retrieved 24-6-2018. Edited.
  3. “Life stress and mental health”, psycnet.apa.org, Retrieved 24-6-2018. Edited.