طرق التربية الحديثة
التربية الحديثة
تُشكّل الأسرة جزءاً مهماً من المجتمع، وهي اللبنة الأساسية في تكوينه، وأفراد الأسرة الواحدة هم مكونٌ أساسيٌ من مكوناته، ويُعتبر أسلوب التربية المتبع من قبل الوالدين مُحدّداً لطبيعة سلوك الأبناء، وكيفية تفاعلهم، وتعاملهم مع البيئة المحيطة بهم، ومن الممكن تعريف التربية الحديثة بأنّها الأسلوب المتّبع في توجيه أفراد الأسرة، وخصوصاً صغار السن منهم إلى القيام بالأعمال الإيجابية، وترك السلبية منها، مما ينعكس على تصرفاتهم مع غيرهم سواءً مع عائلاتهم، ومع الأشخاص في مجتمعهم.
طرق التربية الحديثة
تتعدد الطرق المتبعة في التربية الحديثة، والتي تهدف جميعها إلى تقويم وتهذيب سلوك الفرد في العائلة، وخصوصاً الأطفال؛ لأن اتباع هذه الطرق التربوية يُساهم أفضل مساهمة في التربية السليمة، وتالياً سوف يتم ذكر هذه الطرق:
التربية الدينية
تعد التربية الدينية عاملاً رئيسياً ومهماً في بناء شخصية الطفل في العائلة، من خلال تنشئته على المحافظة على القيم الدينية، والأخلاق التي يدعو إليها الدين، والحرص على تعليمه الصلاة، والصيام، والعمل على ترسيخ القيم الدينية في ذاته، ممّا يُساهم في حمايته من الوقوع في أي تصرفات خاطئة في المستقبل.
التوجيه التربوي
تعتمد هذه الطريقة على توضيح الفروق بين الأمور الحسنة والسيئة في شتى نواحي الحياة، من خلال النصح، والإرشاد، وتهذيب السلوك، وتثقيف النفس، فعندما ينشأ الطفل في بيئة توجه سلوكه، وتجعله قادراً على التمييز بين الشيء الصحيح والخاطئ، عندها سوف يتسم بشخصية هادئة ومتزنة.
الابتعاد العنف في التربية
للأسف كثيراً ما تتجه معظم الأمهات والآباء إلى العنف، والتعامل بقسوة، والقيام بضرب الأطفال وتعنيفهم نتيجة التصرفات الخاطئة التي تصدر عنهم، ولكنهم لا يدركون مدى الضرر النفسي والجسدي الذي يسببونه للطفل، ولا يعلمون أن أثر ذلك سوف ينعكس عليهم في المستقبل.
عند استخدام الضرب يجب الحرص على أن يكون تأديبياً، وليس قاسياً؛ كضرب الطفل ضربةً خفيفةً على يده نتيجة لسكبه الماء على الأرض، أو زجره بنظرةٍ حادة، نتيجة لفعله أيّ تصرف غير لائق، فالضرب التأديبي أسلوب يساهم في تهذيب الطفل، ويبتعد عن إيذائه إيذاءً نفسياً وجسدياً.
تجنب الشتائم
يلجأ الكثير من الأهل إلى شتم الأطفال نتيجة لعدم استجابتهم لطلباتهم وأوامرهم، ولا يدركون بذلك أنّهم قد فتحوا على أنفسهم باباً لن يغلق بسهولة، فعندما يحفظ الطفل الشتيمة لن يتردّد في قولها مجدداً، سواءً لأحد الوالدين، أو لأي شخص كان، ممّا يُسبب إحراجاً كبيراً، وتكون المشكلة الكبرى، عندما يتبادل الأخوة الكبار أثناء مشاجراتهم شتائم توصف بالبذيئة، وهنا تحتاج هذه المشكلة إلى علاج تصرف الأخوة الكبار، والمحافظة على توجيه سلوكهم، حتى لا يضرّ ذلك على الأطفال في المنزل.
المساواة بين الأبناء
يجب أن تتمّ المحافظة على العدل بين الأطفال، وعدم التمييز بينهم سواءً بين الولد والبنت، أو بين الصغير والكبير في التعامل، وتقديم وجبات الطعام، وتلبية الطلبات، وذلك يساهم في زيادة المحبة والألفة بينهم، ويعمل على إزالة البغيضة والكره في تعاملهم مع بعضهم. إنّ المحافظة على تربية أبنائنا وتوجيه سلوكهم وأفعالهم إلى كلّ ما هو إيجابي وسليم يُساعدنا على إنشاء جيل قادرٍ على تحمل المسؤولية، وقادراً على النمو بطريقة سليمة، وصحية.