أهمية رعاية الطفولة
الأطفال هم زينة هذه الحياة التي نحياها، نظراً إلى أنَّهم هم بناة المستقبل، ومن تعقد عليهم مسؤوليّاتٍ كبيرةٍ وضخمة وهائلة في رفعة عائلاتهم الصغيرة وعائلاتهم الكبيرة المتمثّلة في شعب وأمَّةِ كلِّ واحدٍ منهم. إنَّ الأطفال اليوم يعانون من مشاكل متعدّدة في بقاعٍ عديدةٍ من العالم، الأمر الذي يعيق عمليّة نموهم جسديَّاً وعقليَّاً، من هنا فنحن نرى حجم التركيز الكبير على الأطفال في مناطق النزاعات ومناطق الفقر الشديد جداً في كافّة المحافل الدولية، وفي الخطابات العالمية، إلَّا أنَّ الواقع يقول إنَّ هذا الكلام كلَّه سيذهب هباءً منثوراً في حال لم تقم الحكومات المسؤولة عن هؤلاء الأطفال بأيّة إجراءاتٍ من أجل تحسين حياتهم وأنماط معيشتهم؛ فالحكومات المحليّة في المناطق التي تعاني من أزمات هي الأقدر على الوصول إلى هؤلاء الأطفال المنكوبين.
من أبرز الأزمات التي يعاني الأطفال منها في دول العالم الثالث والدول المنكوبة الاعتداءات الجنسية، والقتل أثناء الحروب، والتعرّض لعصابات المتاجرة بالأعضاء، وتسخيرهم في أعمال غير مشروعة كبيع المخدّرات والممنوعات المختلفة، والتسرّب من التعليم الإلزامي، بالإضافة إلى الاعتداءات الجسدية كالضرب. كلُّ هذه الأزمات بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى وقفاتٍ جادَّةٍ من كافَّة دول العالم كلِّه؛ حيث إنّها بحاجة إلى وقفاتٍ عالميةٍ قادرةٍ على معالجة هذه القضايا معالجةً نهائية، ولكنَّ وللأسف الشديد فإنَّ دول العالم المؤثرة اليوم مشغولةٌ بالحروب والنزاعات الدولية، وكلُّ ما فيه أذىً وضرر للبشرية.
أهميّة رعاية الطفولة
إنّ العناية بالطفولة ورعايتها بأفضل صورة هي مطلبٌ أساسيٌّ وهامٌّ وحساسٌ جداً وذلك للأسباب التالية:
- العناية بالأطفال يمكن أن تعدَّ استثماراً هامَّاً للمستقبل، فكلّما كانت رعاية الأطفال والعناية بهم أفضل، كان ذلك أفضل للمستقبل، فإذا أُسِّس الأطفال على العلم والمعرفة والأخلاق الحسنة، كانوا شعباً متقدِّماً في المستقبل، وإلَّا استحالت الدولة إلى جحيمٍ لا يطاق، وانهارت حتى ولو كانت في مصافِّ الدول المتقدّمة.
- العناية بمواهب هؤلاء الأطفال الإلهية ومحاولة تنميتها تحيلهم إلى أُناسٍ مبدعين متألِّقين في المستقبل، وهذا الأمر سيجعل منهم أشخاصاً عظماءً متفوّقين بلا أدنى شكٍّ أو ريب في ذلك، الأمر الّذي سيجعلهم قادرين على العيش عيشة سهلةً وهانئةً في المستقبل.
- العناية بالطفولة ستجعل الحياة أجمل؛ فالأطفال ببراءتهم وعفويّتهم المطلقة هم من أهم دوافع التفاؤل في هذه الحياة؛ ففي أشد الأوقات حِلكةً يأبى الأطفال إلَّا أن يلعبوا، وأن يضحكوا، وربّما يغنوا ويرقصوا. من هنا فإنّ العناية بالطفولة والأطفال والاهتمام بهذه الفئة من الناس تعطي الألوان لما نراه من مشاهد، على الرغم من سوداويّتها وقتوم لونها.