كيف أبعد شر الناس عني

 من منّا لا يتعرّض في مرحلةٍ من مراحل حياته إلى الأذى أو الشّر من قبل النّاس ، فطبيعة الحياة البشريّة و سنّة الله في الكون حيث التّدافع بين الحقّ و الباطل ، كما أنّ فطرة بعض النّاس المجبولة على الطّمع و حبّ المال و المنصب تولّد لديهم شعوراً عدوانيّاً يجعلهم لا يتورّعون عن أذيّة النّاس و إرادة الشّر لهم في سبيل الوصول إلى مآربهم ، و قد بيّن الله تعالى فضيلة الصّبر على الأذى و الغفران ، قال تعالى ( و لمن صبر و غفر ، إنّ ذلك من عزم الأمور ) ، و في الحديث أنّ المؤمن الذي يخالط النّاس و يصبر على أذاهم خيرٌ من الذي لا يخالط النّاس و لا يصبر على أذاهم ، و إنّ على الإنسان المسلم أن يتّقي شرّ النّفوس ما أمكن ، فما هي الوسائل التي يتمكّن المسلم من خلالها من إبعاد شرّ النّاس عنه ؟ .

يجب أن يدرك المسلم ابتداءً أنّ الضرّ و النّفع بيد الله تعالى فيطمئن قلبه لذلك ، و يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه ، و ما أخطأه لم يكن ليصبه ، و أنّ الإنسان حين يدعو الله تعالى فإنّه يدعوه و هو موقنٌ بإجابة دعائه ، ففي الحديث ادعو ربّكم و أنتم موقنون بالإجابة ، و في الحديث الآخر يبيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم حقيقة التّسليم لقضاء الله حيث قال و هو يعظ ابن عباس و يعلّمه ( يا غلام إنّي أعلّمك كلمات ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده اتجاهك ، إذا سألت فاسأل الله و إذا استعن فاستعن بالله ، و اعلم أنّ الأمّة كلّها لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضرّوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك ، و لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك ، رفعت الأقلام و جفّت الصحف ) .

و يعتبر الدّعاء من الوسائل التي يتمكّن المسلم فيها من حفظ نفسه من شرور النّاس ، فحين يخرج من بيته يقول بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيءٌ في الأرض و لا في السّماء و هو السّميع العليم ، و كذلك وردت أحاديث كثيرةٌ في كيفيّة الرّقيّة لحفظ النّفس منها قوله عليه الصّلاة و السّلام ، بسم الله أرقيك من كلّ شيءٍ يؤذيك ، و من شرّ كلّ نفسٍ أو عين حاسد الله يشفيك ، كما تعدّ صلاة الفجر و تأديتها في وقتها خير حافظٍ للمسلم فمن صلاّها فهو في ذمّة الله .