كيفية التخلص من الكرش عند الأطفال

الكرش عند الأطفال

بدأت مُعدّلات الإصابة بالسمنة بالازدياد لدى الأطفال بشكلٍ ملحوظ خلال الفترة الأخيرة في الدول المتقدمة والنامية،[١] إذ ارتفعت نسبة إصابة الأطفال بالسمنة البطنيّة (بالإنجليزيّة: Abdominal obesity) أو ما يُعرف بالكرش، بنسبةٍ تزيد عن 65% لدى الذكور، وتزيد عن 70% لدى الإناث، وذلك بين الأعوام من 1988 إلى 2004،[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ السمنة البطنية لدى الأطفال تزيد من خطر إصابتهم بالسمنة عند البلوغ،[٣] وعلى الرغم من أنّ الكرش عادةً ما يتكوّن لدى الأطفال والمراهقين بسبب زيادة الوزن،[٤] إلّا أنّه تبيّن أنّ مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزيّة: Body Mass Index) الخاصّ ببعض الأطفال قد يكون طبيعيّاً، ومع ذلك يُعانون من الكرش،[٥] ولذلك لا يمكن اعتبار جميع الأطفال الذين يعانون من ظهور الكرش مصابين بالسمنة أو زيادة الوزن، فقد يكون ذلك بسبب امتلاكهم هيكل جسم أكبر من المعدل الطبيعي، وتجدر الإشارة إلى أنّ نسب الدهون تختلف لدى الأطفال باختلاف مراحل الحياة التي يمرّون بها.[٦]

كيفية التخلص من الكرش عند الأطفال

لا ينصح الأطباء باتباع الأطفال لحمياتٍ قاسية أو برامج خسارة وزنٍ إلّا في بعض الحالات الشديدة، حيثُ إنّ اتباع الطفل لهذا النوع من الحميات قد يؤذي صحّته، ويتعارض مع نموّ الطفل وتطوّره إذا لم تتمّ مراقبته جيداً، لذلك فإنّ من الأفضل تحسين العادات الغذائيّة للطفل وزيادة مستويات النشاط البدني لديه بدلاً من اتّباع حمية،[٧] وفي ما يأتي بعض النصائح حول التخلّص من الوزن الزائد والكرش لدى الأطفال:

  • إطعام الطفل حصصاً غذائية وسعراتٍ حراريّة مناسبة: في حال كان سبب ظهور الكرش هو زيادة الوزن، فلا بد من تجنّب إطعام الطفل حصصاً كبيرةً من الطعام، وعدم إرغام الطفل على إنهاء تناول صحنه في حال شَعَر بالشبع، كما يُنصح بتجنُّب استعمال صحون البالغين الكبيرة عند إطعام الأطفال الأصغر سناً؛ لأنّ ذلك يحثُّهم على تناول كميّاتٍ أكبر، ويُنصح أيضاً بتشجيع الأطفال على تناول طعامهم ببطئ، ووضع مواعيد لأوقات الطعام.[٨] كما أنّ حساب السعرات الحرارية التي يحتاجها الطفل للحفاظ على وزنه الحالي، ومراقبة السعرات الحرارية التي يتناولها ضمن النطاق المُوصى به نسبةً لعُمر الطفل وجنسه يُعدُّ أمراً مُهمّاً للسيطرة على وزن الطفل.[٩]
ولقراءة المزيد عن السعرات الحرارية والحصص الغذاائية المناسبة للأطفال والمراهقين يمكن الرجوع إلى مقال نظام غذائي للأطفال.
  • تغيير العادات الغذائية غير الصحية: يُنصح بتشجيع الأطفال على الابتعاد عن تناول الأطعمة الغنيّة بالسكريات والدهون، مثل الحلويات، والكعك، والبسكويت، وبعض أنواع حبوب الإفطار الغنية بالسكر، والمشروبات والغازية، والغنية بالسكر، إذ إنّ هذه الأطعمة والمشروبات عادةً ما تكون عالية بالسعرات الحرارية وتفتقر إلى المُغذيات التي يحتاجها الجسم،[٨] ويُنصح أيضاً بالتركيز على أن يتناول الطفل معظم السعرات الحرارية من الأطعمة الصحية كالخضروات والفواكه، والأطعمة النشويّة؛ كالخبز، والبطاطا، والمعكرونة، والأرز، كما يُفضل إعطاؤهم الحبوب الكاملة، وشرب الماء بدلاً من المشروبات الغازية العالية بالسكر،[٨] وتجدر الإشارة إلى أنّه يجب تجنُّب إتاحة الأطعمة السريعة للأطفال في المدارس، كونها تمتلك تأثيراً خطيراً على صحّة الأطفال.[١٠]
  • زيادة النشاط البدني لدى الأطفال: إذ ترتبط سمنة البطن عند الأطفال بشكلٍ كبير مع نظام الحياة الخامل،[٤] وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال المصابين بزيادة الوزن لا يحتاجون لممارسة الأنشطة البدنية أكثر من الأطفال ذوي الوزن الطبيعي؛ وذلك لأنّ وزنهم الزائد يعني أنهم سيحرقون المزيد من السعرات الحرارية عند ممارسة نفس الأنشطة البدنيّة، ويُنصح عادةً لجميع الأطفال بممارسة الأنشطة البدنيّة مُدّة 60 دقيقة يوميّاً على الأقلّ للحفاظ على صحة أجسامهم، ويُمكن عدم ممارستها دفعة واحدة، من خلال مُمارسة 10 دقائق قصيرة من الرياضة أو حتى 5 دقائق متكررة خلال اليوم، حيثُ يُمكن للأطفال الأصغر سناً، بممارسة هذه الأنشطة عن طريق اللعب؛ كألعاب الكرة أو ألعاب الملاحقة، أو ركوب الدراجات الصغيرة، أو الأراجيح، أو غيرها، أمّا الأطفال الأكبر سناً فيمكنهم ركوب الدراجة أو المزلجة، أو المشي للمدرسة، أو القفز والوثب، أو السباحة، أو الرقص أو ممارسة الألعاب القتالية.[٨]
  • الحرص على أن يكون الآباء قدوة جيدة للأبناء: حيثُ إنّ انحدار الطفل من عائلة تشيع فيها الإصابة بزيادة الوزن يزيد من خطر إصابة الطفل بزيادة الوزن أيضاً؛ لأنّ البيئة التي يعيشها الطفال عادةً ما تكون الأطعمة الغنية بالسعرات متاحة فيها دائماً، ولا يتم فيها تشجيع الطفال على ممارسة الأنشطة البدنية بكثرة،[٦] وقد أظهرت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة Revista paulista de pediatria عام 2015 أنّ السمنة البطنية لدى الأمهات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإصابة أطفالهم بالسمنة البطنية أيضاً، بغض النظر عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية.[١١]

ولقراءة المزيد حول تخسيس الأطفال يمكن الاطّلاع على مقال كيفية التخسيس للأطفال.

مخاطر الكرش أو السمنة البطنية لدى الأطفال

هناك العديد من المخاطر والأمراض المرتبطة بالسمنة البطنيّة، ونذكر من أهمّها ما يأتي:

  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب: حيثُ إنّ زيادة مُحيط الخصر (بالإنجليزيّة: Waist circumference) تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأمراض الأيضيّة، وذلك وفق مُراجعة لعدّة دراسات نُشرت في مجلّة Journal of research in medical sciences عام 2015، وتجدر الإشارة إلى أنّ محيط الخصر هو أحد المؤشرات التي استخدمت لقياس السمنة البطنية لدى المُشاركين في الدراسة.[١]
  • زيادة خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني: حيثُ تؤدي السمنة ونظام الحياة الخامل إلى زيادة خطر الإصابة السكري النوع الثاني؛ وهو مرضٌ مُزمن يُعيق قدرة الجسم على استخدام السكريّات الموجودة في الدم.[٦]
  • زيادة خطر الإصابة بالربو: إذ تبيّن أن الأطفال والمُراهقين المُصابين بزيادة الوزن والسمنة هم أكثر عُرضة للإصابة بمرض الربو، وذلك وفق إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة The Journal of Asthma عام 2015، كما أظهرت الدراسة أنّ زيادة الدهون في منطقة البطن تحديداً تزيد من خطر الإصابة بالربو، وعلى الرغم من ذلك فلا زالت هناك حاجة للمزيد من الدراسات بهذا الشأن.[١٢]

المراجع

  1. ^ أ ب Roya Kelishadi, Parisa Mirmoghtadaee, Hananeh Najafi And Others (3-2015), “Systematic review on the association of abdominal obesity in children and adolescents with cardio-metabolic risk factors”, Journal of Research in Medical Sciences, Issue 3, Folder 20, Page 294–307. Edited.
  2. Stephen Cook (6-11-2006), “Children’s Belly Fat Increases More Than 65 Percent Since 1990s”، www.urmc.rochester.edu, Retrieved 9-6-2020. Edited.
  3. Hou YP, Li ZX, Yang L And Others (2020), “Effect of Childhood Abdominal Obesity on Adult Abdominal Obesity”, Chinese Journal of Epidemiology, Issue 3, Folder 41, Page 385-388. Edited.
  4. ^ أ ب William Tebar, Luiz Vanderlei, Catarina Scarabotollo And Others (2017), “Abdominal obesity: prevalence,sociodemographic and lifestyle-associated factors in adolescents”, Journal of Human Growth and Development, Issue 1, Folder 27, Page 56-63. Edited.
  5. Ying-Xiu Zhang, Jin-Shan Zhao And Zun-Hua Chu (2016), “More Attention Should Be Paid to Monitoring of Abdominal Obesity Among Children and Adolescents”, Annals of nutrition & metabolism, Issue 3-4, Folder 69, Page 212-214. Edited.
  6. ^ أ ب ت “Childhood obesity”, www.mayoclinic.org,5-12-2018، Retrieved 9-6-2020. Edited.
  7. Dana Dubinsky, “Helping an overweight child (ages 5 to 8)”، www.babycenter.com, Retrieved 9-6-2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “What can I do if my child is overweight?”, www.nhs.uk,10-8-2018، Retrieved 9-6-2020. Edited.
  9. Dana Severson (23-7-2019), “How Kids Can Lose 10 Pounds of Belly Fat”، www.livestrong.com, Retrieved 9-6-2020. Edited.
  10. Ashlesha Datar And Nancy Nicosia (2012), “Junk Food in Schools and Childhood Obesity”, Journal of policy analysis and management, Issue 2, Folder 31, Page 312-337. Edited.
  11. Matheus Melzer, Isabella Magrini, Semíramis Domene And Others (2015), “Factors associated with abdominal obesity in children”, Revista paulista de pediatria, Issue 4, Folder 33, Page 437-444. Edited.
  12. Constantina Papoutsakis, Maria Chondronikola, Georgios Antonogeorgos And Others (28-8-2014), “Associations Between Central Obesity and Asthma in Children and Adolescents: A Case-Control Study”, The Journal of Asthma, Issue 2, Folder 52, Page 128-134. Edited.