قصة علي بابا
قصة علي بابا
تدور أحداث هذه القصة حول شخص يُدعى علي بابا وزوجته الذكية مرجانة اللذين كانا يعيشان في إحدى مدن بلاد فارس، وكان علي بابا يعيش في فقر وعوز وحاجة، بينما يعيش أخوه قاسم عيشة مليئة بالرغد والرفاه والمال والعز بعد أن تزوّج من ابنة تاجر ثريّ كبير وتنَعّم في ثروته بعد انقضاء أجله، ولم يكن قاسم يأبه لحاجة أخيه علي بابا، حيث كان يعمل بالتجارة بينما كان أخوه بالكاد يجد قوت يومه من بيع الحطب الذي كان يجمعه على ظهر حماره الضعيف.
خرج علي بابا ذات مرّة للاحتطاب مع حماره، وجلس ليرتاح قليلاً بعد أن أعياه التعب، إلّا أنّ صوت حوافر الخيول القادمة من بعيد قد أرعبه فهرع راكضاً مختبئاً وراء صخرة قريبة، وأثناء اختبائه رأى مجموعة من اللصوص الملثمين يتوجهون إلى مغارة كبيرة تغطي بابها صخرة عظيمة تقع داخل جبل، ولما وصل اللصوص إلى المغارة قالوا: “افتح يا سمسم”، فانشق الجبل وفُتحت لهم مغارة مليئة بالذهب والجواهر والأموال فدخلوا إليها وجمعوا ما جمعوا منها على ظهر خيولهم وانصرفوا وقد أقفلت المغارة بعدهم بابها.
انتظر علي بابا حتى انصرف اللصوص والذهول يملؤه، وقرر أن يجرّب بنفسه فتح هذه المغارة السحرية ليتنعّم بما هو موجود فيها، وبالفعل انشق الجبل ثانية وفتحت المغارة بابها بعد أن قال علي بابا جملته السحرية “افتح يا سمسم”، وأخذ يملأ جيوبه وما على ظهر حماره من سلال بالنقود الذهبية والجواهر والفرحة تغمره، وبعدها عاد راجعاً إلى بيته ليحكي ما حدث معه لزوجته العزيزة مرجانة.
أرسل علي بابا مرجانة لتقوم باستعارة مكيال من أخيه قاسم، إلّا أنّ ذلك جعل الشك يراود زوجة قاسم الشريرة، حيث إنّ علي بابا لا يملك ما يكيله، فلماذا يريد المكيال! فكرت زوجة قاسم في حيلة ذكية تكشف فيها أمر هذا الرجل فقامت بوضع العسل في قاع المكيال لتعرف ماذا أراد علي بابا أن يكيل، ولما أعاد علي بابا المكيال إلى زوجة قاسم، نظرت إليه فإذا بعملة نقدية قد التصقت به، ففوجئت بذلك ودفعت زوجها قاسم إلى الذهاب إلى أخيه لمعرفة سرّه.
تحايل قاسم على علي بابا بمعسول الكلام حتى عرف سرّ المغارة، لكنّه وعده بألّا يذهب إليها بمفرده، إلّا أنّ جشعه جعله ينقض عهده ويتوجّه إلى المغارة مع مجموعة من البغال المحمّلة بالسلال ليملأها بما يستطيع من جواهر وأموال، استطاع قاسم أن يدخل إلى المغارة بعد أن قال “افتح يا سمسم”، وقضى فيها وقتاً طويلاً جداً يكنّز الذهب ويحمل كل ما استطاع من نقود وجواهر، ولما شعر بأنّ عليه الخروج من هذه المغارة كان قد نسي الجملة السحرية، فأخذ يحاول ويقول “افتح يا بمبم” “افتح يا دقيق” والكثير من المحاولات الأخرى التي لم تنجح، وأثناء وجود قاسم في المغارة جاء اللصوص فرأوه فيها فنالوا منه وقتلوه ورموه أرضاً.
خرج علي بابا للبحث عن أخيه عند اختفائه لمدّة طويلة، ولما وجده قتيلاً بكى عليه بكاء شديداً وأخذه لدفنه، ولما عاد اللصوص إلى المغارة في اليوم التالي ولم يجدوا جثة قاسم علموا أنّ له شريكاً، فأخذوا يبحثوا عمّن توفي في المدينة منذ وقت قريب، وعرف أحد اللصوص أنّ لقاسم أخاً يدعى علي بابا وأنّه لا بدّ شريكه، فوضع إشارة بالطباشير الأبيض على باب بيته ليعرفه بقيّة اللصوص وينالوا منه ليلاً، إلأّ أن مرجانة الذكية تفطّنت لخطتهم ووضعت علامات مشابهة على بقية بيوت المدينة فضيّع أثره اللصوص، إلّا أنّهم بحثوا عنه مجدداً ووجدوه، ونزلوا عنده ضيوفاً بحيلة تاجر زيت يحمل أربعين جرّة قد تقطّعت به السبل ونزل ضيفاً عند علي بابا الذي لم يكن يعلم أنّ في كل جرّة من هذه الجرار لصاً قد اختبأ فيها للنيل منه، نزل الضيف في منزل علي بابا ووضع جرار الزيت في الفناء الخلفي إلى أن يحين وقت الخطة، إلّا أنّ مرجانة الذكية تنبهت ثانية إلى خدعتهم عندما سمعت همساً قادماً من أحد الجرار يقول “هل حان الوقت؟” فركضت وأحضرت حجارة ثقيلة أغلقت بها فوهات الجرار حتى مات اللصوص فيها خنقاً، فيما أخبرت علاء الدين عن مخطط ضيفه الشرير وأرته الخنجر الذي يحمله على خصره لقتله، فقام بالتخلّص منه، وعاش علي بابا ومرجانة حياة رغدة مليئة بالسعادة والهناء.