أهمية الصلاة في قصة الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج
أطول رحلةٍ عرفتها البشرية، رحلةٌ من الأرض إلى السماوات العلا، معجزةٌ إلهيةٌ وآيةٌ منَّ الله بها على سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأكرمه وأنزل الأنس والسكينة على قلبه بها، ولأهميّتها فقد ذُكرت في القرآن الكريم في سورتين؛ الأولى سورة الإسراء حيث ذُكر فيها الإسراء، وسورة النجم التي ذُكر فيها المعراج. مرَّ رسولنا الكريم في هذه الرحلة في عدّة مَشاهد ومواقف تُستخلص منها عبرٌ وفوائد جمّة، منها أهميّة الصلاة ومكانتها الكبيرة.
الإسراء والمعراج رحلةٌ ربّانيةٌ تفضّل بها عزّ وجل على نبيّه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث أسرى به على ظهر البراق من المسجد الحرام في مكّة المكرّمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، ثم عُرِجَ به من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى وما فوقها، وهي إحدى مُعجِزات نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم التي أذهلت الكفّار، وحارت فيها العقول لدرجة أنّهم كذّبوه وزعموا أنّها من نسجِ خياله.
حادثة الإسراء والمعراج
تَعرّض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للعديد من المحن والابتلاءات؛ حيث اشتدّ عداء المشركين وأذاهم له، فضيّقوا الخناق عليه وعلى صحبه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وحاصروهم، ومات عمّه أبو طالبٍ الذي ربّاه منذ صغره وكان شفوقاً عليه لدرجة أنه دافع عنه وحماه من أذى المشركين، وتوفيت زوجته الحنونة خديجة بنت خويلد والتي كانت سنده ومُعينه، ونال ما ناله من التنكيل من أهل الطائف وسخريتهم منه، وقد سُمّي ذلك العام بعام الحزن لشدّة ما قاساه، لكنّه صبر ومضى في دعوته وتبليغ دين ربّه سبحانه وتعالى، فأكرمه مولاه عزّ وجل برحلة الإسراء والمعراج.
أهمية الصلاة في قصة الإسراء والمعراج
الصلاة عماد الدين وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ولها مكانتها وأهميتها البالغة في ديننا الإسلامي، ومما زادها تشريفاً وتعظيماً أنها الركن الوحيد من أركان الإسلام، والعبادة والفريضة الوحيدة أيضاً التي فرضت ليلة الإسراء والمعراج، فقد فُرضت في السماوات العلا ودون واسطةٌ، فتميّزت عن غيرها لمكانتها العظيمة وفضلها بين العبادات الأخرى، وقد صلى رسول الله بالأنبياء إماماً، وكانت آخر وصايا المصطفى قبل وفاته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ، قلت: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي ـ وَاللَّهِ ـ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ، فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ، فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ؛ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ! قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنِّي أَرْضَى، وَأُسَلِّمُ … فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي) [رواه البخاري]
دروس وعبر من حادثة الإسراء والمعراج
لَم تكن حادثة الإسراء والمعراج مُجرّد مكافأةٍ ربّانية وتَسليةٍ لقلب الحبيب المصطفى؛ بل هي أيضاً دروسٌ لَنا ومواعظ عظيمة ومنها:
- بيان قدرة الله عزّ وجل.
- توحيد الله عزّ وجل والثّبات في الدعوة إلى دينه.
- أهميّة الصلاة والمُحافظة عليها.
- فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.