من الذي سمي بالذبيح
النبي إسماعيل الذبيح
كانت السيدة سارة زوجةً لسيدنا إبراهيم عليه السلام، ولم يرزقهما الله الولد، فأشارت عليه أن يتزوج بهاجر، فتزوجها ورزقه الله تعالى منها الولد، وأسماه “إسماعيل” عليه السلام، ففرح به كثيراً وكان يحبّه حبّاً جمّاً، وقد ابتلاه الله ابتلاءً عظيماً عندما أمره بذبحه في المنام، لذلك سمي سيدنا إسماعيل عليه السلام بالذّبيح، ووردت هذه القصة في القرآن الكريم، وسنأتي على ذكرها في هذا المقال بشيء من التفصيل.
إبعاد الطفل إسماعيل وأمه هاجر
بعدما أفرح الله سبحانه وتعالى نبيّه إبراهيم بالولد ورزقه من السيّدة هاجر غلاماً، دبّت الغيرة في قلب السيدة سارة، وطلبت من زوجها أن يبعد هاجر وابنها عنها، استجاب سيدنا إبراهيم لطلب زوجه، ولكن هذه الاستجابة كانت بأمرٍ وإذنٍ من الله تعالى لحكمةٍ بالغةٍ وليقضيَ أمراً كان مفعولاً، سار النبي الكريم بزوجه وابنه فلذة كبده إلى البيت العتيق؛ حيث المنطقة الفقيرة آنذاك، لا فيها بشرٌ ولا ثمر، وليس معهم إلا قليل من الزاد، فكيف لهاجر أن تحيا هي وابنها في هذا المكان النّائي؟؟
تركهما النّبي الكريم ومضى ليعود من حيث أتى، فسألته الزوجة الكريمة: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. فتجلّى هنا إيمانها الراسخ الشامخ، واطمئنانها أن الذي خلقها وآمنت به لن يتركها دون أن يتولّى أمرها وابنها، فقالت: إذن لا يضيّعنا. فانطلق إبراهيم متوكلاً على الله، ودعاه أن يجعل أفئدةً من الناس تهوي إلى أهله، ودعا لهم بالرزق، فاستجاب له ربّه وحفظهم ورزقهم من فضله العظيم.
قصة ذبح إسماعيل
بعد أن شبّ إسماعيل، جاء الاختبار العظيم من الله عزّ وجل لنبيه إبراهيم، فأتاه الأمر في رؤيا أراه الله إياها أن يذبح ابنه، وفي ذلك ابتلاء لإبراهيم ليظهر إيمانه في اختيار وتقديم حب الله وطاعته على حبّ ابنه الذي جاء على كِبَر، فامتثل النبي العظيم لأمر ربه، وذهب إلى ابنه وأخبره بأمر الرؤيا، فما كان من الولد المؤمن إلى أن خضع لأمر ربّه وقال لأبيه: افعل ما تؤمر.
أمسك الأب الحنون بالسكين ليذبح ابنه، لكن جاء الأمر العجيب؛ وهو أن السكين توقّفت عن القطع بأمر من الله تعالى، فقد نجح إبراهيم في اجتياز البلاء بتفوّق، وأرسل الله سبحانه كبشاً أبيض أقرن؛ فداءً بدل ذبح إسماعيل الصابر. وفي سيدنا إبراهيم قدوة لجميع المسلمين الصابرين على البلاء، فمن يقدّم طاعة الله ومرضاته على الشيء الذي يحبّ، سيعوّضه الله خيراً عظيماً على امتثاله أمره.
بعض صفات إسماعيل عليه السلام
- صادق الوعد: وهذا الوصف جاء في القرآن الكريم تكريماً لسيدنا إسماعيل من الله تعالى، فقد كان طائعاً لأمر ربّه صادقاً في عبادته.
- رسول ونبي: أُرسِل من ربّ العزّة ليبلّغ للناس شريعة الله، وكان أيضاً نبيّاً ذا قَدْرِ عالٍ.
- آمرٌ لأهله بالصلاة والزكاة: فلم يكن حرصه بالطاعة فقط على نفسه، بل كان يحثّ أهله أيضاً على هذه الطاعات.
- مَرضيٌّ عند الله تعالى: يَجهد في الطاعة والاستقامة وتطبيق شرع الله وأمره ليكون كما يريد الله عز وجل، فنال الرضا من ربه.