قصة الأسلام
قصة الأسلام
(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون )الأنبياء: 92
صدق الله العظيم انها لآية عظيمه وانها بداية لأسلام ينير درب البشرية وينير
العقول المظلمةان نهج الانبياء الذين ارسلهم الله سبحانه وتعالى ومسيرتهم الطويلة عبر مرالعصوركانت جزء مهم في قصة الاسلام حيث كانت تمهيدا لهذا الاسلام المشرف ،
ومن اول الخلق آدم وحواء و السموات والكون والارض والنجوم والكواكب والليل
والنهار ونزول الانبياء صلوات الله عليهم وحتى مبعث الرسول الأكرم صلى الله عليه
وسلم محمد خاتم الانبياء وصدق الله تعالى حين قال ((قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ
إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى
وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون )
[البقرة:136
لقد بدأت قصة الاسلام بنزول الوحي لرسول البشرية وقبل الخوض في نزول الوحي
على رسول الله صلى الله عليه وسلم لنتعرف على معنى الوحي في اللغة وهي كل ما القي
على الغير ليتعلمه وقد وردت معاني كثيرة للوحي وذكره القرآن بمعاني عدة .
والوحي كما ذكره القرآن وهو الذي نريد معرفته في موضوعنا هذا هو ما القاه الله
جل جلاله على الانبياء والرسل من رسائل واوامر يحفظوها ويبلغوها الى الناس
حيث قال تعالى (نَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ
وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ
وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا).سورة النساء 163
على هذا وبعد التعرف على معنى الوحي لنبدا بنزول الوحي على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهي بداية قصة الاسلام وهي كانت بعد معاناة للرسول عليه صلوات الله مع
حياته والاحزان التى اصابته والمآسي التي عانى منها كوفاة والده وهو لم يراه
ووفاة والدته بعد ولادته وكان طفلا صغيرا يريد حضنها كي يكون مثل باقي الاطفال
ثم وفاة جده الذي اهتم به بعد وفاة والدته ثم وفاة جده التي خيمت عليه
الحزن وتربى يتيما وعمل برعي الاغنام وشاءت الاقدار وعند عمر الخامسة
والعشرين ان يلتقي بالسيدة خديجة وكان الله سبحانه وتعالى اوحى بهذا الزواج
وكان من عادة الرسول ا لاعظم ان يختلي بنفسه الى غار خارج مكة يدعى غار
حراء وزاد هذا الأختلاء في سن الاربعين وكان مكانه المفضل يتامل فيه ويتعبد
وكان صلى الله عليه وسلم لا يرى رؤيا الى وكانت تصدق حتى اتاه الملك في هذا
الغار وقال له :اقرأ فقال :ما انا بقاريء ثم اعادها الملك عليه وكررها ثلاث
مرات ويجاوبه نفس الاجابه ما انا بقاريء حتى قال له الوحي (اقرأ بأسم ربك
الذي خلق ،خلق الانسان من علق ،اقرأ وربك الأكرم ،الذي علم بالقلم ،علم
الانسان ما لم يعلم ).
عندها كانت هذه البداية لهذا الأسلام ومرحلة جديدة من حياة الرسول محمد
وكانت بداية الأسلام في حياة البشرية والكون بما يحويه من انس وجن.
وبعدها كان نزول الوحي يتوالى عليه مرارا وكان ينزل عليه جبريل بصورة وحي
حتى سمع صوتا اتى من السماء وقال :يا محمد انت رسول الله وانا جبريل . عندها
اصبح محمد صلى الله عليه وسلم نبيا لهذه البشرية وبدأت معاناته لايصال هذا
الدين بكل معانيه الى الناس .
وبعد ما عرفت خديجة رضي الله عنها بذلك كانت اول من امنت به من النساء وعلي بن
ابي طالب من الصبيان وأبى بكر الصديق من الرجال وتلاهم من آمنوا به سرا
وعلانية عندها بأتت معاناته مع آل قريش وتعرضهم له وإيذائهم له واستمر الاسلام
سرا لمدة ثلاث سنوات ثم أمر الله الله تعالى باعلان الاسلام والجهر بالدعوةالاسلامية
على الملأ .
ولاقى المسلمين في مكة من العذاب اشكال والوان وزاد ايذائهم للرسول عندما
اصاب اوثانهم واصنامهم التي كانوا يعبدونها لانها كانت بمثابة الرب لهم
ويسعوا دوما لارضائها , عندها وهروبا من هذا التعذيب وحتى يتسنى للمسلمين
الجدد الانفراد باسلامهم والتمتع به هاجر بعضهم الى الحبشة وكانت الهجرة
الاولى وكانوا قرابة ثمانين مسلما من بينهم عثمان بن عفان وجعفر بن ابي
طالب.ثم دعى الرسول عليه الصلاة والسلام الى الاسلام بعض القبائل المجاورة
واسلموا وزاد عدد المسلمين في العام التالي وبعث الرسول لهم من يعلمهم
القرآن وتعاليم الاسلام وبذلك زاد عدد انصار المسلمين حتى اذن الله لهم بالخروج
من مكة والهجرة الى المدينة ومعه كل من امن تاركا ورائه طغيان آل قريش
وبطشهم وكانت هجرته قصة عظيمة من الفداء بالنفس من قبل علي بن ابي طالب
الذي نام في فراشه حتى يوهم آل قريش بانه موجود لانهم كانوا يتوعدون لقتله
وايضا قصة الرفيق الصدوق ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأسماء ابنته التي كانت
تزودهم بالطعام وهم يمكثون في غار ثور والقصة العظيمة للعنكبوت الذي أوحى
اليه الله ان ينسج خيوطه حتى يخفي ما بداخله وعندما لحق به المشركين ولم يجدوه
رجعوا خائبين حينها أكمل رسول البشريه ومن معه هجرتهم وهاجر معه الرجال
والنساء والصبيان تاركين ملذات الدنيا ورائهم وعند وصوله للمدينه رحب به
اهل المدينه واستقبلوه بالفرحة والاناشيد و…طلع البدر علينا من ثنيات
الوداع وجب….وجب الشكر علينا ما دعى لله داع …جئت شرفت المدينه …مرحبا
يا خير داع .
وبعد وصوله الى المدينة اسلم من اسلم واهم ما عمله هو اقامة دوله اسلامية تحفظ حقوق المسلمين وتبين مبدأ تعاملهم مع غيرهم من المسلمين وكان رحيما
على من سكن في المدينة من قبائل واستطاع الدعوة الى الاسلام خارج المدينة
ببعث الرسائل الى ملوك من حولهم وعقد المعاهدات وكانت هناك غزوات غزاها
الرسول لاشهار الدين الاسلامي لمن كانوا يكنوا لهم العداوة وانتصروا فيها
وهزموا المشركين في عدة معارك حتى ازداد عدد المسلمين داخل وخارج المدينة
.
وبعد كل هذا العناء لاعلان الاسلام وعلت كلمة الله اختار الموت عظيم البشرية و
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولان هذا الدين لم يكن دينا روحيا فقط بل كان دينا شاملا بكل معنى الكلمة
وكان اجتماعيا وسياسيا ولم ينتهي بانتهاء الرسول فقد اكمل من ورائه المسيرة
و في مرحلة الخلافه بعد الرسول تولى الخلافة ابو بكر الصديق ثم عمر بن
الخطاب وعلي بن ابي طالب وعثمان بن عفان وكانوا نعم من استلموا الخلافة لما
اضافوا من قوة على قوة لهذا الدين القيم حيث خاضوا معارك كثيره لأظهار هذا
الدين وانتصروا فيها و كانت هناك فتوحات كثيرة هدفها نشر الدين والحفاظ
على القرآن الكريم ودخلت الجزيرة العربية في هذا الاسلام .
وبعدها كانت الدولة الاموية بقيادة معاوية بن ابي سفيان وخاض معارك جمة
وكانت المهمة اصعب لما زاد من قبائل جديدة ونشر الدين الاسلامي بعد فتوحات
كثيره وخلفه ابنه يزيد وزاد في الاسلام من عدد هائل ثم خلفه مروان بن الحكم
وكانت المهمه تزداد صعوبة ثم خلفه عبد الملك بن مروان وبعده الوليد ين عبد
الملك حتى اتسعت الدوله الامويه وتولى الخلافه عمر بن عبد العزيز حيث خاض
معارك وفتوحات اثرت في انتشار الاسلام وتوالت الخلافات حيث استلمها خلفاء ضعفاء وكان اخرهم مروان بن محمد وبخلافته انتهت الخلافه الامويه وبعدها ظهر
اعداء للدوله الامويه حيث انقلب عليهم قائد من خراسان وظهرت الخلافه العباسيه
بقيادة ابو العباس السفاح وقد استلم الخلافه وقتل من بقي من الدوله الامويه
لذلك سمي بالسفاح .
وبعد النجاح الذي حققته هذه الدوله زادت تساعها وانتقالها الى الدول
المجاوره وكان المؤسس الحقيقي لها هو ابو جعفر المنصور وارسى قواعدها وزاد
البقعه الاسلاميه ولكن فقد بعض اجزائها جراء الحروب والمنازعات التي حدثت
وظهر خليفه آخر هو هارون الرشيد اعاد للدوله العباسيه قوتها واسترد بعض
الاجزاء التي فقدت وكان عصره عصر ذهبي لما شهد من فتوحات وتولى الخلافه بعده
ابنه المأمون ثم المعتصم ثم الواثق بن المعتصم وتميز هذا العصر بالقوه في
الخلافه .
ثم بعد انتهاء هذه الخلافه ظهرت الدوله الفاطمية في مصر ثم الدوله الايوبية
في بلاد الشام ومن اشهر قادتها صلاح الدين الايوبي ثم دولة المماليك والتي لم
تستمر كثيرا بعدها الدولة العثمانية التي اعادت الفتوحات من جديد ولكنها لم
تستمر فقد سقطت على يد مصطفى اتاتورك وظهرت تركيا .
وتوالت المعارك والدول حتى خضعت معظم الدول الاسلاميه تحت الاحتلال الاوروبي وبعد معاناة بدات تستقل تدريجيا حينها ظهرت منظمة التعاون الاسلامي عام 1969
في جدة وذلك عند احراق المسجد الاقصى ودعى الأمر لحماية المسلمين اينما
وجدوا وقد ضمت سبعة وخمسون دولة يشتركون في اعلاء كلمة الاسلام وان لا اله الا
الله وان محمدا رسول الله وحتى الان لم تنتهي قصة الاسلام طالما هناك اعداء لهذا
الاسلام فعلينا التصدي لهم في اي وقت وانه لا دين غير الاسلام و قال الله تعالى في
كتابه العزيز (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِين) ( آل عمران85).