معوقات الزواج
الزواج
يعرف الزواج بأنه علاقة رسمية واتحاد قانوني بين شخصين تقوم على مشاركة حياتيهما مع بعضهما، ويكون قصد هذه العلاقة أن تكون دائمة مدى الحياة لا مؤقتة ومحدّدة بزمن معيّن، وهذه العلاقة تجعل منهما شخصين متّحدين في المستويات العاطفية والمادية، ويعتبر الزواج عملية ضرورية تقوم عليها المجتمعات كافّة ولا يمكن الاستغناء عنها بأي شكل من الأشكال، فهي التي تؤدّي إلى تكوين الأسر التي تعتبر اللبنة الأساسية للمجتمع والدولة.[١][٢]
أهمية الزواج
يعتبر الزواج مهمّاً للأفراد والمجتمعات، وتكمن أهميته في الآتي:[٣][٤][٥]
إنشاء عائلة
يعتبر الزواج الأساس لإنشاء عائلة مستقلة للفرد، وهو ما يتيح له تجربة شيء فريد في الحياة والالتزام بتحمل مسؤولية أفراد آخرين غير نفسه، فيسعى إلى تأمين الحياة الكريمة لهم ودعمهم والاهتمام بجميع شؤونهم، ولأنه اتّحاد بين شخصين مدى الحياة فهو يعني الالتزام بهذه العلاقة وتحمّل تبعاتها مدى الحياة.
توفير الحب
يعتبر الحب من أهم الأشياء التي يسعى الإنسان لإيجادها والحصول عليها في رحلة حياته، والزواج يوفر له نوعاً مريحاً ومستقرّاً من الحب، يقوم على التفاهم والتواصل بين الشريكين وتقدير كلّ منهما للآخر وتلبية احتياجاته المختلفة، وهو ما يؤدي إلى شعور الإنسان بالبهجة والسعادة والراحة في حياته.
تقليل التوتر والإحباط
الأشخاص المتزوجون يظهرون نسباً أقل في معدلات التوتر؛ وذلك لأن العلاقة الزوجية الناجحة تعمل على زيادة راحة الإنسان وسعادته كما أنها تخفف من أعباء الحياة التي قد تثقله، فمشاركة الحياة مع شخص آخر يجعلها أسهل وأمتع، كما أن الأشخاص المتزوجين لا يتعرّضون للإحباط كثيراً في حياتهم وخاصة في العشرينيات، ويظهرون رضاً أكبر عن الحياة التي يعيشونها من الأشخاص غير المتزوجين.
تقويم التصرفات
عندما يتزوج الشخص يتجه إلى تعديل سلوكه وتصرفاته المختلفة؛ وذلك بسبب المسؤولية الجديدة والكبيرة التي يتحملها، فهو مسؤول عن شخص آخر، وعن أطفال كذلك بعد الإنجاب، ولذلك فإن الشخص المتزوج لا ينخرط كثيراً في الأنشطة الخطرة أو المتهورة، بل يحاول دائماً الحفاظ على سلامته وعلى سلامته لأجل عائلته.
الاستقرار
يوفّر الزواج الاستقرار، وهو من أكثر ما يحتاجه الإنسان في حياته، فالاستقرار العاطفي والاجتماعي يتوفّر في الزواج، وهذا يؤدي إلى استقرار المجتمع بشكل عامّ كذلك وليس إلى استقرار الأفراد وحسب، وهو ما يؤدي بدوره كذلك إلى تنشئة أطفال سعداء وأشخاص سعداء بشكل عام، مما يقلل من معدلات المشكلات الاجتماعية.
معوّقات الزواج
تقف في طريق إتمام الزواج العديد من العقبات سواء الاقتصادية أم الاجتماعية أم غيرها، ومنها:[٦][٧]
العامل الاقتصادي
يعتبر العامل الاقتصادي من أكثر العوامل تأثيراً في منع الكثيرين عن الزواج، فهو أحد المعوقات التي تحول بين الشباب وبين الزواج، فعادة ما لا يمتلك الشاب الصغير ما يعينه على تحمّل التكاليف الباهظة التي تتطلّبها عملية الزواج وكلّ ما يتعلّق بها من حفلات، ومهر وغيره، وقد تزايد حضور العامل المادّي والاقتصادي بوصفه عائقاً في الوقت الحاضر بشكل خاصّ، حيث أصبحت متطلّبات الحياة باهظة الثمن وأصبحت كثيرة التفاصيل ما يستلزم توفيرها كلّها أو جلّها على الأقل، كما أن للمجتمع الدور الكبير في في تفاقم هذا الأمر، حيث يفرضون على من يريد الزواج تكاليف قد لا يستطيع تحملها إلا بعد سنوات من العمل.
الخوف من الزواج
يخاف العديد من الناس من الزواج، وهذا ما قد يكون معيقاً لهم من أن يقدموا على هذه الخطوة، لذا يفضلون التأجيل أو الإلغاء بشكل كلّيّ، وتتعدّد هذه المخاوف، فمن الناس من يخاف تحمّل المسؤولية بشكل كبير، ومنهم من يخاف من عدم نجاح العلاقة الزوجية، ومنهم من يفكّر في أشياء أبعد فيخاف على سبيل المثال من أن يتعرّض للخيانة، كما أن الكثيرين ممّن يرون أمامهم تجارب زواج غير ناجحة تتكوّن لديهم مخاوف من أن تكون تجربتهم مشابهة لهذه التجربة، فلا يقدمون عليه.
الانشغال بالدراسة
أصبح الانشغال بالدراسة واحداً من الأسباب الشائعة التي قد تحول بين الإنسان والزواج، فالكثير من الناس في الوقت الحاضر يغلّبون دراستهم على زواجهم ويفضلون أن يصلوا إلى مراتب عالية علمياً وأكاديمياً على أن يتزوجوا، ويسهم العامل الاقتصادي في هذه النقطة كذلك، فيفضّل الكثير من الناس ممّن لديهم طموحات دراسية أن ينفقوا أموالهم على الدراسة بدلاً من الزواج.
عدم الرغبة بالزواج
لقد تصاعد حضور هذه الفكرة في الوقت الحاضر بشكل كبير فأصبح الكثير من الناس غير راغبين بخوض تجربة الزواج من الأساس، وذلك يرجع إلى عدة عوامل نفسية واجتماعية ساهمت في التقليل من ميلهم نحو هذا الموضوع، كما أن فكرة عدم ضرورية الزواج أصبحت حاضرة بشكل كبير وخاصة بين الشباب، وهي تعتبر من الأفكار التي يستسيغها الكثيرون وخاصة من الأجيال الجديدة، وهو ما ينمّي عدم رغبة الإنسان بالزواج بشكل كبير مما يؤثر على قراره ويجعله يمتنع عن الموضوع أو يؤخّره.
رفض الأهل
قد يكون للأهل الدور الكبير في منع إتمام الزواج سواء أكان هذا للفتاة أم للشابّ، فهناك بعض الأهل الذين يضعون شروطاً كثيرة للمتزوج ولا يقبلون بالتنازل عن أي منها، كما أن هناك بعض الأهل ممّن لا يريدون تزويج أولادهم بسبب تعلّقهم الكبير بهم والذي يسهم بشكل واضح في أن يعيقوا زواجهم أو يؤخّروه، كما أن منهم من يرفض الشخص الذي يريده الابن، ويزداد هذا الأمر كلّما انحصر قرار الزواج في يد الأهل أكثر، وخاصة إذا ما كانوا من النوع الذي لا يقبل النقاش والمفاوضة، وهو ما يعتبر عائقاً كبيراً يحول دون الشباب وزواجهم.
انتظار زواج الابن الأكبر
يعتبر هذا الأمر من الأشياء التي ما زالت شائعة بشكل نسبي في مجتمعاتنا، وهذا يرجع إلى نظرة المجتمع والأهل إلى وجوب تزويج الابن الأكبر أولاً ومن ثمّ تزويج الصغار، ويزداد هذا الأمر تعقيداً إذا ما كان الابن الكبير غير قادر على الزواج في الوقت الراهن ممّا يعيق زواج من بعده إذا كان الشرط أن يتزوج الأكبر أولاً.
المراجع
- ↑ Sheri Stritof (18-11-2019), “What Is the Definition of Marriage?”، www.thespruce.com, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ “Marriage”, www.psychologytoday.com, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ “5 Reasons Why Marriage is So Important”, www.allprodad.com, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ SHIRA DANAN (9-2-2017), “Surprising benefits to being married”، www.thelist.com, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ Paul Goodman (15-2-2020), “The Real-Life Advantages and Disadvantages of Marriage”، pairedlife.com, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس (11-3-2008)، “عقبات في طريق الزواج”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2020. بتصرّف.
- ↑ “معوقات الزواج”، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2020. بتصرّف.