مظاهر الفساد

ظاهرة الفساد

ينخر الفساد جسد المجتمعات الإنسانية مسبباً لها الضعف والتراجع على جميع الأصعدة الإقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتنعكس آثاره السلبية على جميع مناحي الحياة، وتدلّ الإحصائيات والدراسات على انتشار نسب الفساد في مجتمعات العالم وبما يشكل معضلة وظاهرة تتطلب تكاتف الجميع لمحاربتها والقضاء عليها.

معنى الفساد

يأتي الفساد مقابل الصلاح أو الإصلاح، فعندما تقول فسد الشيء أي أصابه التعطل أو تغيرت صورته إلى صورة سلبية لا تنفع الناس، وقد ورد لفظ الفساد في القرآن الكريم في أكثر من آية، ومنها قوله تعالى: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) [النمل: 48]، أي يسعون في الأرض خراباً وتدميراً وفوضى.

أشكال ومظاهر الفساد

الفساد المالي

لهذا الفساد أشكالٌ ومظاهر كثيرة منها الرشوة وهي أن يقوم شخص بدفع مالٍ إلى شخص آخر من أجل جلب منفعة لا تنبغي له أو لا يستحقها، أو التهرب من التزامٍ معين، أو مسؤولية معينة، ومن الفساد المالي كذلك الاختلاس وهي أن يقوم الموظف المؤتمن على أموال مؤسسته باختلاس أموالها مستغلا الثقة التي أعطيت له من قبل إدارة المؤسسة، ومن أشكاله كذلك: الغش، والتدليس، والاحتكار الذي يمارس من قبل التجار للحصول على الأموال بطرق غير مشروعة.

الفساد السياسي

هو الفساد الذي يتعلق بالجانب السياسي في المجتمع، ومن أشكاله الابتزاز الذي يقوم به المسؤولون في البلد من أجل تمرير قرارات تصب في صالحهم، والمال السياسي وهو الأموال التي تدفع في الانتخابات من شراء أصوات الناس.

الواسطة

من أشكاله الواسطة والمحسوبية والمحاباة التي تمنع تحقيق العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع، الأمر الذي يزيد المشاكل، كما يمكن ان يندرج تحته تعيين الرجل غير المناسب في المكان المناسب.

الفساد الأخلاقي

هو من مظاهر الفساد التي تنتشر في المجتمعات المختلفة بسبب السلوكيات الخاطئة، والأخلاق السيئة، ومن أشكاله العلاقات غير الشرعية بين الجنسين، والعري في اللباس، والفحش في الكلام، وسوء الأدب في التعامل مع الغير خاصة تعامل الصغير مع الأكبر سناً.

الفساد البيئي

هو الفساد الذي يحصل للبيئة بسبب أفعال الناس وتصرفاتهم، ومن أشكال هذا الفساد انتشار الغازات السامة في الهواء بسبب الحروب وما يستخدم فيها من أسلحةٍ فتاكة، وكذلك انبعاثات السيارات والمصانع التي تسبب زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره وتأثيراته السلبية على البيئة وطبقة الأوزون، وقد قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) [الفرقان: 41]