ما هو العمل التطوعي

العمل التطوعي

الإنسان بطبعِهِ لا يستطيعُ العيش بمفردِهِ؛ بل يحتاجُ إلى أنْ يكونَ ضمن مُجتمعٍ، ومع مجموعةٍ من الأشخاص سواءً في منزلهِ، أو مكان دراستِهِ، أو عملهِ؛ لأنّ الخصائص الاجتماعيّة هي مِن سِمات الطّبيعة الإنسانيّة، فالفطرةُ السّليمة تدعوُ الإنسان دائماً إلى تقديمِ الخير وتنحية الشرّ بشكلٍ نهائيّ.

تُعتبرُ الأعمالُ التطوعيّة من أحد المصادر المُهمّة للخير؛ لأنّها تُساهمُ في عكسِ صورةٍ إيجابيّة عن المجتمع، وتوضحُ مدى ازدهاره، وانتشار الأخلاق الحميدة بين أفراده؛ لذلك يعدُّ العمل التطوعيّ ظاهرةً إيجابيّةً، ونشاطاً إنسانيّاً مُهمّاً، ومن أحد أهمّ المظاهر الاجتماعيّة السّليمة؛ فهو سّلوكٌ حضاريّ يُساهمُ في تعزيزِ قيم التّعاون، ونشر الرّفاه بين سُكّان المُجتمع الواحد.[١]

تعريف العمل التطوعيّ

العمل التطوعيّ هو تقديمُ المساعدةِ والعون والجهد مِن أجل العمل على تحقيقِ الخير في المُجتمعِ عُموماً ولأفراده خصوصاً، وأُطلقَ عليه مُسمّى عملٍ تطوعيّ لأنّ الإنسان يقومُ به طواعيةً دون إجبارٍ من الآخرين على فعله، فهو إرادةٌ داخليّة، وغَلَبةٌ لِسُلطة الخير على جانبِ الشرّ، ودليلٌ على ازدهارِ المُجتمع، فكلّما زاد عددُ العناصر الإيجابيّة والبنَاءة في مجتمعٍ ما، أدّى ذلك إلى تطوّره ونمّوه.[٢]

فوائد ومُميّزات العمل التطوّعي

للعمل التطوعيّ العديدُ مِنَ الفوائد والمُميذزات التي تجعلهُ يتميّزُ عن أيّ نوعٍ من أنواع الأعمال الأُخرى، ومن أهم فوائدِهِ ومُميّزاتِهِ:[٢]

  • يعدُّ العمل التطوعيّ خياراً جيّداً للحصولِ على العديدِ من الخبرات المُهمّة التي تحملُ نتائجَ إيجابيّةٍ للمُتطوّعِ نفسه، والمُؤسّسة التي يعمل لصالحها أيضاً، حيثُ يمكنُ للمُتطوّع أن يكسبَ مهاراتٍ جديدة أو يُحسّن المهارات التي يمتلكها.
  • تعتبرُ الأنشطة التطوعيّة من أهمّ النّشاطات العامّة التي تُساهمُ في المُحافظةِ على تطوّر المُجتمع.
  • يُساعدُ المتطوّعين على الاستفادةِ من وقت فراغهم، وتحويله إلى نشاطٍ تطوعيّ مُفيد.
  • تخفّفُ الأعمال التطوعيّة مِنَ المُشكلات المُؤثرة على المجتمع والأفراد.
  • يساهمُ العملُ التطوعيّ في زيادة قدرة المُتطوّعين على التّواصل الفعّال مع الأفراد الآخرين.

تعزيز وتطوير العمل التطوّعي

يجبُ المحافظة دائماً على تعزيز وتطوير العمل التطوعيّ في كافة المجتمعات والدّول ممّا يُساهمُ في تفعيل ثقافة التطوّع بشكلٍ دائم، لذلك توجدُ العديدُ من الوسائل التي تُساعدُ على ذلك، وهي:[٢]

  • الإعلانُ عن الحملات التطوعيّة في مُختلفِ وسائل الإعلام المكتوبة، والمرئيّة، والمسموعة بشكلٍ مُستمرّ.
  • التّعريفُ بالإنجازاتِ الخاصّة في الحملاتِ التطوعيّة، والتّرويج لها بصورةٍ تدفعُ الشّباب صاحب القوّة والإبداع بالانتماءِ إلى هذه الحملات والقيام بأعمالٍ تطوّعيّة مُتنوّعة.
  • نشر ثقافة التطوّع بين النّاس من خلال الجامعات والمدارس، وأيضاً الاعتمادُ على الجُولاتِ التثقيفيّة حول خدمة المُجتمع المحليّ بأنشطةِ الأعمال التطوعيّة.
  • يجبُ على مديريّ البرامج التطوعيّة ابتكارُ أساليبٍ جديدةٍ للعمل التطوعيّ، والتي تُساهمُ في تشجيعِ الأفراد المُتطوّعين وحثّهم على الاستمرارِ بالتطوّعِ، وتوفير الموارد اللّازمة لدعمِهم من أجل تحقيق النّتائج المطلوبة بأفضلِ صورة.
  • تحديدُ المجالات التي يُمكن استخدام التطوّع فيها؛ حتى يتمَّ تحديد الوسائل المُناسبة للتّعاملِ معها.
  • ينبغي وضعُ مجموعةٍ من الأهداف للعمليّة التطوعيّة، ووضعُ خُطَطٍ بديلةٍ في حالِ فشل الخُططِ الأصليّة.
  • الحرص على توفيرِ الفُرصِ المُتكافئة بين المتطوّعين.
  • تطبيقُ التّخطيط، والتّنظيم، والتّوجيه المُناسبين لنجاحِ العمل التطوعيّ.
  • دعمُ التّواصل الفعّال بين المتطوّعين.
  • حُسن اختيار الأفراد المتطوّعين طبقاً للنّقاط الرئيسيّة الآتية:
    • نوع المهارات، والمؤهّلات، والمسؤوليّات المُتعلّقة بالمَهمّة وطبيعة المُتطوّعين.
    • الواجبات المطلوبة من كلّ مُتطوّع تجاه العمل التطوعيّ.
    • الوقت المطلوب والمُخصص للقيام بتنفيذ كافّة خطوات العمل التطوعيّ بطريقةٍ صحيحة.

أشكال العمل التطوّعي

تُوجدُ العديدُ مِنْ أشكالِ الأعمال، والأنشطة التطوعيّة التي تُساهمُ في تحقيقِ الفوائد للمجتمع، ومن أهم هذه الأشكال:[٢]

  • التطوّع الافتراضيّ أو الإلكترونّي؛ أيّ التطوّع عن بُعد عن طريق شبكة الإنترنت.
  • التطوّع الشّامل؛ أيّ التطوّعُ على مدار السّاعة (سبعة أيام في الأسبوع).
  • التطوّع قصير الأجل؛ أيّ عملُ المتطوّعيّن لأوقاتٍ قصيرة ومُحدّدة مسبقاً.
  • التطوّع في المنشآت الربحيّة كالشّركات والمُؤسّسات من أجل الحصولِ على خبرةٍ أو مهارةٍ ما.
  • التطوّع في الدّوائر الحكوميّة؛ حيثُ تَستعين المُؤسّساتُ الحكوميّة بالمُتطوّعينِ بشكلٍ كبير.
  • التطوّع في مُنظّمات خدمة المجتمع (المنظّمات غير الربحيّة).

حقوق المتطوّعين

يجبُ أن يفهمَ المُتطوّعُ دورِهُ جيّداً في العمل التطوّعي من خلال معرفة الحقوق الخاصّة به ضمن نطاقِ العمل، وهي:[٣]

  • العمل في أماكنَ آمنةٍ تتميّزُ بالمواصفات الصحّيّة.
  • الشّعور بالاحترامِ والثّقة من القائمين على المؤسّسة المَسؤولة عن التطوّع.
  • تقدير جهود المتطوّع من خلال الحصول على ردودِ فعلٍ إيجابيّ.
  • أنْ يمتلكَ المُتطوّع حقّ استخدام المرافق الخاصّة بالمُؤسّسة.
  • معرفة معلومات حول المُؤسّسة أو المُنظّمة التي يعملُ بها.
  • تقديمُ وصفٍ حول طبيعة العمل التطوعيّ للمُتطوّع، وتحديد الأدوار والمَهام المطلوبة، والسّاعات الخاصّة بالعمل.
  • توفير التّدريب المُسبق والإشراف والمُتابعة الكافيّة للمُتطوّعين.
  • الحصولُ على فترات راحة مناسبة.
  • توفيرُ الدّعم الكامل لكل مُتطوّع.
  • المُحافظة على البيانات الشخصيّة والخاصة بكل مُتطوّع.

مسؤوليّات المتطوّعين

كما توجدُ حقوقٌ للمُتطوّعين أيضاً تترتّبُ عليهم مجموعةٌ من المسؤوليات، والتي يجبُ عليهم الالتزامُ بتطبيقها، وهي:[٣]

  • تنفيذ كافّة المَهام الخاصّة بالعمل التطوعيّ.
  • المُشاركة في التّخطيط للنّشاطات التطوعيّة، واقتراح الطُّرق المُناسبة لتنفيذها.
  • حضور الاجتماعات الخاصّة بالمُتطوعيّن، والاعتذار عنها بطريقةٍ مُناسبة في حال عدم التمكّن من المُشاركة.
  • طلب المُساعدة من المُشرفين على التطوّع عند الحاجة لها.
  • المُساهمة في التّعزيزِ من ثقافة العمل التطوعيّ في المجتمع.
  • فِهم أهداف المُنظّمة (المُؤسّسة) وتطلّعاتها، واحترام السّياسة الداخليّة الخاصّة بها.
  • احترام كافّة الأفراد الآخرين مهما كانت طبيعة عملهم، أو طبقتهم الاجتماعيّة.
  • تنفيذ المَهام المطلوبة بطريقةٍ صحيحة.
  • عدم استخدام المال المُخصّص للتطوّعِ في النّفقات الشخصيّة.
  • المُحافظة على الحماس الدّائم أثناء القيام بالعملِ التطوعيّ.

إرشادات العمل التطوعيّ

توجدُ مجموعةٌ من الإرشادات التي تساهمُ في مُساعدةِ المُتطوّعين على اختيارِ العمل التطوعيّ الخاصّ بهم، ومن أهمّ هذه الإرشادات:[٤]

  • البحثُ عن أفضل المُؤسّسات والمُنظّمات التي تُقدّمُ أفكاراً حديثةً من أجل القيام بأفضل الأعمال والنّشاطات التطوعيّة في المجتمع.
  • التّفكيرُ بطبيعة المهارات الجديدة التي من المُمكن تعلّمُها، والحصولُ على خبرةٍ كافية منها في مجالِ الدّراسة، أو العمل بعد الانتهاء من تطبيقها ضمن بيئة العمل التطوعيّ.
  • يجبُ قبل الانضمامِ إلى أيّ نوعٍ من أنواع الأعمال التطوعيّة للحرصُ على الالتزامِ الكامل بطبيعةِ العمل، وتخصيصُ جُزءٍ من الوقت للقيام فيه.
  • المُحافظة على المرونة أثناء التّعامل مع الزّملاء في العمل التطوعيّ ومع الأفراد الآخرين، وإدراك أنّ البداية ستكونُ صعبة؛ لذلك يجبُ الحرصُ على الصّبرِ الدّائم، ومحاولة التّأقلمِ مع طبيعة العمل التطوعيّ في أقصرٍ وقتٍ مُمكن.

نتائج العمل التطوّعي

توجدُ مجموعةٌ من النّتائج التي يُساهمُ العمل التطوعيّ على تحقيقها، وهي:[٥]

  • المُحافظةُ على استقرارِ وتطوّر المُجتمع المحليّ.
  • تقديمُ المُتطوّعين جُزءاً من وقتهم وجهدهم من أجلِ توفير العديد من الحاجات الخاصّة بأفراد المُجتمع.
  • الاستفادةُ من طاقات الشّباب واستغلالها بأفضلِ الطُّرق وأكثرها كفاءة.
  • الحدُّ من السلوكيّات غير الصّائبة، وتعزيزُ الشّعور بالرّضا عن النّفس.
  • يرفعُ العملُ التطوعيّ من مستوى الحماس والنّشاط عند المُتطوّعين.
  • يُخفّف العملُ التطوعيّ من انتشار العدائيّة بين الأفراد في المجتمع.
  • يُساهمُ العملُ التطوعيّ في تهذيب شخصيّة الأفراد المُتطوّعين.
  • المُساعدةُ في تعزيزِ مفهوم العطاء في المجتمع.

فيديو عن العمل التطوعي

للتعرف على العمل التطوعي شاهد الفيديو.

المراجع

  1. John Wilson, “Volunteering”، Annual Review of Sociology, Retrieved 7-11-2016. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث جوي نوبل، لويز روجرز، آندي فرير، الدليل الأساسي لإدارة برامج العمل التطوعي، السعودية: مركز بناء الطاقات، صفحة 24 – 32. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “حقوق ومسؤوليات المتطوع”، فرص، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2016. بتصرّف.
  4. “إرشادات للمتطوعين”، شبكة قطر للعمل التطوعي، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2016. بتصرّف.
  5. “ثقافة التطوع في مجتمعنا.. ضرورات تحتاج إلى تفعيل”، صحيفة الرياض، 24-3-2007، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2016. بتصرّف.