ما هو فضل الوطن
لكلّ إنسانٍ منّا وطن يولد فيه وينشأ ويترعرع، والإنسان بدون الوطن لا هويّة له، فالوطن هو المكان الذي يجمع على ترابه أفراداً يشتركون في الثّقافة والعادات واللّغة، وهو المكان الذي مهما بعد عنه الإنسان فإنّه يظلّ قلبه معلّقاً به لا يستطيع فراقه، ذلك بأنّ فضل الوطن على الإنسان كبير يتعدّى مجرد الجنسيّة أو جواز السّفر الذي يعطى له ليشمل الكثير من حقوق المواطنة والامتيازات، فما هي الأمور التي تشعر الإنسان بفضل الوطن، وبالتّالي يستشعر الإنسان معاني الانتماء والولاء له ؟.
إنّ معرفة فضل الوطن على الإنسان هو جزءٌ من عقيدة المسلم، وحتّى يكون الإنسان صحيح العقيدة يجب أن يكون عارفاً بفضل وطنه عليه، ذلك بأنّ المسلم لا يقابل الإحسان إلا بالإحسان وكم أحسن الوطن إليه حين رعاه وليداً صغيراً، فأعطاه هويّته وجنسيّته، وكم أحسن إليه كذلك حين وفّر له مطلبات العيش الكريم، ووفّر له كذلك مرافق التّعليم من مدراس وجامعات يتمكّن من خلالها من الحصول على أرقى الشّهادات العلميّة، وكذلك حين تشدّ الأيام وطئتها على الإنسان ويبتليه الله بمرض فترى أماكن العلاج التي توفرها الدّولة لعلاج المواطنين، وحتى ينعم المواطن بالأمن ويشعر بأنّه محميّ من وطنه، ترى أجهزة الدّولة الأمنيّة والعسكريّة تنبري للقيام بمهام الأمن والدّفاع عن الوطن والمواطن تشخذ هممها روح الانتماء والولاء للوطن.
وإنّ فضل الوطن على الإنسان يحتّم عليه أن يحافظ على مرافقه ومؤسساته فلا يعتدي عليها، كما أنّ المواطنة الصّالحة وتقدير فضل الوطن تقتضي من الإنسان أن يحافظ على نظافة بلده فلا يرمي القاذورات في طرقاته، وأن يحمل روح التّطوع وخدمة الوطن في نفسه بحيث إذا طلبه الوطن يوماً لأداء الواجب لبّى النّداء بكلّ حبٍ وعزيمة، وكذلك من صور ردّ فضل الوطن على الإنسان أن يستثمر خبراته وعلمه في خدمة وطنه، وعلى الإنسان أن يدرك بأنّ وطنه هو بيته الكبير الذي رعاه وحماه ووفّر له كلّ شيء، فيسعى دائماً إلى خدمته بكلّ ما أوتي من قوّة وإذا تعرّض إلى عدوانٍ أو بغي تصدّى للدّفاع عنه بكلّ بسالةٍ وشجاعة.