قصة شاب مكافح
قصص شباب مكافحين
يواجه الجميع صعوباتٍ كثيرةً في هذه الحياة، ممّا يجعلنا نتساءل عن جدوى الاستمرار بالمحاولة والكفاح، ولكنّ للنجاح بعد الكفاح والتعب لذةً لم يجربها الكثيرون ممّن استسلموا في بداية الطريق، فالطريق إلى تحقيق الأهداف صعبٌ ومحفوفٌ بالصعاب والمشقات. وسنذكر في هذا المقال قصص أشخاصٍ كافحوا حتى وصلوا إلى أهدافهم وأحلامهم الذين كانوا يسعون لتحقيقها.
قصة كفاح العالم ألبرت أينشتاين
يُعدّ ألبرت أينشتاين أحد أشهر العلماء والعباقرة الذين مرّوا على البشرية، وقد كافح كثيراً حتى وصل إلى مبتغاه، ففي طفولته كان يُعرف بأنّه غبيّ، وكان معلّموه في المدرسة يوبخونه دائماً لضعفه في التحصيل العلمي، كما أنّه كان يواجه صعوباتٍ في الكتابة، ولم يستطع تعلّم القراءة والكتابة حتى تجوز الثمانية أعوام من العمر، حتى أنّ أحد مُعلّميه وبخه ذات مرّةٍ وأخبره أنّه لن يصبح شيئاً في حياته، إلّا أنّ أينشتاين لم يستسلم، واستمر بالمكافحة والمحاولة حتى أصبح أحد أهمّ وأشهر علماء الفيزياء على مرّ التاريخ، فقد قَدّّم نظريّة النسبيّة للمجتمع العلميّ، والتي أجابت عن الكثير من التساؤلات عن الكون، وأصبحت نظريّته أهمّ النظريات في التاريخ.
قصة كفاح والت ديزني
كان حلم والتر إلياس ديزني منذ صغره أن يكون رساماً في إحدى الصحف، فقد امتلك موهبةً في رسم الكاريكاتير، إلّا أنّ الصُّحُف في تلك الفترة لم تقبل أن تُعيّنه، فاضطر للعمل في إحدى الشركات لرسم رسومٍ توضيحية وإعلانات، ثمّ ترك هذا العمل ليلتحق بشركةٍ أخرى مختصّةٍ برسم إعلاناتٍ للأفلام، وقد أثبت جدارته وموهبته في هذه الشركة، ليؤسس بعدها شركته الخاصة، إلّا أنّه لم يمتلك مالاً كافياً لإنتاج الأفلام التي كان يحلم بها، فباع جزءاً من هذه الشركة، وأنتج بالمبلغ الذي حصل عليه أوّل فلمين له، وعلى الرغم من الإقبال الشديد عليهما، إلّا أنّهما لم يحققا أرباحاً، فأشهر ديزني إفلاسه، وبدأ بالعمل بوظائف أخرى ليدّخر المال، ويعود وينشأ شركةً أخرى، والتي كانت تنتقل كثيراً بين النجاح والفشل، حتى اشتُهرت عالمياً وحققت الكثير من الأرباح، إلّا أنّ انطلاق الحرب العالمية الثانية أدّى إلى تكبّده خسائر جمّةً انتهت ببيع الكثير من أسهم شركته لتعويضها، كما أنّه أنشأ حدائق سمّاها بحدائق ديزني للتسلية، بالإضافة إلى قناةٍ تلفزيونية باسمه، والتي درّت عليه ملايين الدولارات.
قصة كفاح صاحب شركة هوندا
وُلِد سويتشيرو هوندا في اليابان، وقد اختار اتّباع حلمه منذ صغره، فمنذ أن كان طالباً في المدرسة استثمر كلّ ممتلكاته ليبدأ ورشةً صغيرة، وبدأ بمحاولة صنع قطعةٍ للسيارت، وقد أراد أن يبيع هذه القطعة لشركة تويوتا، واستمرّ بالعمل عليها حتى أنهاها، إلّا أنّه عندما أنهى هذه القطعة وعرضها على شركة تويوتا رُفضت قطعته، وتمّ الاعتذار منه لأنّ القطعة التي صنعها لا تتوافق مع مقاييس شركة تويوتا، فبدأ زملاؤه بالسخرية منه، إلّا أنّه لم يستسلم، واستمرّ بالمحاولة حتى وَقّع عقداً مع شركة تويوتا بعد عامين كاملين من الكفاح، ولكن لم تنته المشكلات بالنسبة لهوندا، ففي تلك الفترة كانت اليابان تستعدّ لدخول الحرب، ولذلك فقد رفضت الدولة طلبه بالحصول على الإسمنت الذي يحتاجه لبناء معمله، إلّا أنّه لم يستسلم مع ذلك، فقد اخترع مع رفاقه طريقةً لصنع الإسمنت، واستخدموه لبناء هذا المعمل.
وتستمرّ التحديات بالظهور في وجه هوندا، فقد تعرّض معمله للقصف مرتين خلال الحرب، فتدمّرت أجزاءٌ أساسيّةٌ من معمله، إلّا أنّه لم يستسلم أيضاً، بل بدأ بجمع علب البنزين الفارغة التي كانت تلقيها المقاتلات الأمريكية، وبدأ يأخذ منها بعض المواد التي لم تكن متوفرةً في اليابان آنذاك، ولم تمهله الصعاب الكثير من الوقت للوقوف على قدميه، فقد دُمِّر معمله كاملاً عندما ضرب زلزالٌ اليابان في ذلك الوقت، وعلى الرغم من ذلك فقد استمرّ بالمحاولة والإصرار على حلمه، فعلى الرغم من أنّ اليابان بعد الحرب كانت فقيرةً جداً بالموارد، وأصبح البنزين نادراً، حاول هوندا تركيب محركٍ صغيرٍ لدراجته، فأُعجب جيرانه بفكرته وأصبحوا يتدافعون عليه ويطلبون منه صنع الدراجات لهم أيضاً، حتى انتهت المُحرّكات التي كان يمتلكها، فقرّر بناء مصنعٍ لصنع المحركات، إلّا أنّه لم يمتلك رأس المال اللازم لبناء هذا المصنع، فقرر مخاطبة جميع أصحاب محالّ بيع الدرجات لمساعدته، حتى جمع رأس المال اللازم، وبدأ ببيع الدراجات، وتعديلها، وتطويرها، لتصل دراجاته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وبعد ذلك بدأ بصنع السيارات التي تنتشر اليوم في جميع أنحاء العالم.
قصة كفاح ستيف جوبز
يُعدّ ستيف جوبز أحد أشهر رجال الأعمال في العالم، وقد عُرف بعد تأسيسه لشركة “أبل” الشهيرة، وقد كافح كثيراً حتى وصل إلى طموحه، فمنذ أن كان صغيراً تخلّى عنه والداه، لتتبناه عائلةٌ أخرى، وقد بدأ كفاحَه لتحقيق حلمه منذ أن كان طالباً في الجامعة، فقد قرّر تركها بعد أن درس فيها فصلاً واحداً فقط، ليبدأ تأسيس شركته من داخل مرآب السيارات في منزله، واستمرّ بالعمل حتى نجحت شركته وذاع صيتها، إلّا أنّه طُرد منها، ليعود إلى شركته بعد طرده باثني عشر عاماً تقريباً، وعلى الرغم من أنّ نجاحات ستيف جوبس قد تبدو مذهلة، إلّا أنّه قد عاش الكثير من لحظات الفشل، لكنّها لم تثنه عن عزمه وتصميمه لتحقيق حلمه.
قصة كفاح مايكل جوردان
يُعدّ مايكل جوردن واحداً من أشهر لاعبي كرة السلة الأمريكيين على الإطلاق، وقد أتقن منذ صغره لعب كرة القدم، وكرة السلة، وكرة القاعدة، وبرع فيها، إلّا أنّه فَضَّل كرة السلة، لكنّه لم يتمكّن من الإكمال في هذا المشوار في البداية، وذلك لقصر قامته آنذاك، إلّا أنّ طوله قد زاد بشكلٍ ملحوظ خلال عام، ليعود إلى اللعب، ويحصل على منحةٍ في إحدى الجامعات، ليكمل فيها مشواره الرياضيّ والتعليميّ، فقد حصل على شهادةٍ في تخصص الجغرافيا، وشارك في ثلاثة عشر موسماً مع ناديه “شيكاغو بولز”، كما فاز في ستّ بطولاتٍ للدوري الأمريكي، بالإضافة إلى حصوله على لقب أفضل لاعبٍ في الدوري لخمسة مواسم، ولقب أفضل مدافع عام 1988.
إلّا أنّ مأساةً حدثت في حياة مايكل جوردان دفعته لاعتزال كرة السلة، فقد تعرّض والده لعملّية اغتيالٍ توفي على إثرها، ففقد جوردان الرغبة في استكمال اللعب، إلّا أنّه قرر العودة بعد عامين من هذه الفاجعة ليسجل 72 انتصاراً في موسمٍ واحد، وهو أفضل رقمٍ سُجل في تاريخ كرة السلة الأمريكية، كما حاز على عدة جوائز خلال مشواره، ومنها: جائزة رياضي القرن، وجائزة أفضل لاعب كرة سلة في تسعينيات القرن العشرين، وغيرها من الجوائز، ليصبح هذا اللاعب واحداً من الأشخاص الذين يُضرب بهم المثل بالاجتهاد والإصرار حتى تحقيق الأهداف والأحلام.
قصة كفاح ستيفن هوكينج
يُعدّ ستيفن هوكنج أحد أشهر علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم، وقد أجرى الكثير من الأبحاث، واقترح الكثير من النظريات التي غيرت نظرة العالم للكون، وقد بدأ كفاح ستيفن هوكنج منذ أنّ كان عمره 21 عاماً، فقد شُخّص بمرضٍ يُسمّى التصلب الجانبي، وقد قال الأطباء أنّه لن يعيش سوى عامين بعد تشخيصه بهذا المرض، إلّا أنّ عزيمته كانت أقوى من أن يموت في هذه السنّ المبكرّة، ورغم أنّ المرض أقعده وجعله غير قادرٍ على الحركة، إلّا أنّه استمرّ بعمله رغم كلّ هذه الصعوبات، وذلك لقوة عزيمته وإصراره على السعي وراء أهدافه، وقد كان يستطيع أن يجري عمليّاتٍ حسابيّةً معقدةً جداً في عقله دون حاجةٍ لكتابتها على الورق، ومع تطوّر مرضه أصبح غير قادرٍ على تحريك يديه أو قدميه، كما عانى من التهابٍ في قصباته الهوائيّة جعله غيرَ قادرٍ على النطق حتى، فصُنع من أجله كرسيٌّ خاص يستطيع التحكّم به عن طريق حركة عينيه، واستمرّ حتى بعد ذلك في البذل والعطاء في سبيل الإجابة عن أسئلةٍ حيّرت البشريّة منذ القدم.
قصة كفاح نيلسون مانديلا
يرتبط اسم نيلسون مانديلا دائماً بالكفاح والحريّة، وهو رجلٌ سياسيٌّ من أفريقيا وقف في وجه التمييز العنصريّ ضدّ السود، ففي طفولته وشبابه كان يعيش السود تحت ظلمٍ شديد، إذ لم يكونوا يستطيعون التصويت في الحكومة رغم أغلبيتهم الساحقة في أفريقيا، ولم يكن يُسمح لهم بالعيش إلّا في أماكن معيّنة، وقد وقف مانديلا ضدّ هذا الظلم، وشارك في مسيراتٍ مناهضةٍ لهذا التمييز العنصري، كما قضى 27 سنةً من حياته في السجن، إلّا أنّه لم يستسلم، واستمرّ في نضاله وكفاحه حتى قاد شعبه إلى الحرية والديمقراطية، وكان أوّل رئيسٍ أسود لجنوب أفريقيا.
قصة كفاح الكاتب جاك لندن
كان حلم جاك لندن منذ صغره أن يصبح كاتباً، وعلى الرغم من أنّه كان يصف نفسه بالمزاجية وكرهه للقيود، إلّا أنّه أخذ على عاتقه أن يكتب ألف كلمةٍ يومياً لبقية حياته مهما كانت الظروف التي يمرّ بها، والتزم بذلك طوال فترة عمره حتى لو كان مريضاً، أو في عطلة، أو حتى إذا كان ذاهباً للحرب، وظلّ يكتب سواءً شعر بالإلهام أم لا، فبرأيه أنّ التحجّج بعدم وجود الإلهام هو مجرد ذريعةٍ للكسل والجبن، وظلّ يحاول مراسلة الصحف والمجلات لينشر كتاباته، ولكنّه في كلّ مرةٍ كان يُمنى بالرفض، حتى نصحه واحدٌ من المحررين بالبحث عن وظيفةٍ أخرى، إلّا أنّه ظلّ يحاول، واستمرّ بالكتابة، ورُفضت كتاباته 600 مرة، عمل خلالها كساعي بريدٍ ليؤمن لأهله المال المطلوب للعيش، ونتيجةً لإصرار جاك لندن وكفاحه، فقد تحقق حلمه، وبدأت أعماله بالانتشار، حتى باعت بعض أعماله ملايين النسخ، وأصبحت من أكثر الروايات قراءةً في الأدب الأمريكي.