كيف يمكن صناعة التغيير الإيجابي بمجتمعنا العربي
بناء عقلية عربية متنورة
يكون بناء عقلية عربية متنوّرة عن طريق تطبيق عدّة نقاط، أهمّها:[١]:
- بناء العقل العلمي: يكون ذلك عن طريق تحرير العقل من الحفظ والتلقين، وبناء الأسس الخاصّة بالتفكير الحرّ الذي يَمنح الإنسان قدراتٍ ذهنيّة وعقلية تساعده على مواكبة عصر العولمة، وذلك يتطلّب تعزيز المَهارات الإدراكيّة والعقلية، وتزويد الأشخاص بمهارات التحليل، والتفكيك، والتركيب، والتفسير والافتراض والاستنتاج، ومن ثمّ تدريبهم على اتّخاذ قراراتٍ سليمة في المواقف الصعبة.
- بناء العقل على مبدأ الاختلاف: إنّ تطابق الأفكار هو حالة مُستحيلة، وإنّ الوجود يَستند على مبدأ الاختلاف، والإيمان بهذا المبدأ يجعل العقل قادراً على الإبداع والحركة، وفيه يتمكّن الإنسان من قبول الآخر، وقبول الأفكار المضادّة دون تعصّب.
تحقيق النهضة
يكون تحقيق النهضة عن طريق اتّباع ما يلي:[٢]
- التخلّص من التبعية والتخلّف: إنّ القضاء على التبعية يتطلّب بناء نظام خاص دون تقليد للمجتمعات الغربية – وهذا لا يعني عدم الاستفادة من تجارب تلك المجتمعات- كما يجب السيطرة على الموارد الطبيعيّة والإنسانية المتاحة والاعتماد على الذات في إنشاء الحضارة، والامتناع عن بقائنا كمُستهلكين لأسواق الغرب، ورفض سياسات السيطرة والتعالي التي تُمارسها بعض المجتمعات المتقدّمة على المجتمعات العربية.
- إلغاء الطبقية: يكون إلغاء الطبقية بالتخلّص من الفقر وهدم الفروق الكبيرة بين الأغنياء والفقراء؛ فما يقوم الغرب بمُمارسته على المجتمعات العربية تمارسه الطبقات الغنيّة على غالبية الشعب الذي يَعيش في حالة فقر؛ وذلك لامتلاكها ثروات البلاد وسيطرتها على المؤسّسات الاجتماعية، وغيرها.
- الوحدة العربية: تكون الوحدة العربية بتحقيق الاندماج الاجتماعي والتخلّص من التجزئة الاجتماعية والسياسية التي تهدم المجتمع العربي وتصنع المسافات النفسيّة بين الأفراد والجماعات.
- تحقيق الحرية والعدالة: إنّ تحقيق الحرية لا يُمكن أن يكون دون تحقيق العدالة؛ فلا يُمكن القول بحريّة شخص في ظلّ مجتمع يجرّده من إنسانيّته وحقوقه، ويكون تحقيق العدالة عن طريق العديد من الأمور أهمّها إقامة الديموقراطية التي تحترم التنوّع.
تغيير الذات
الاعتراف بوجود مشكلة
يعدّ الاعتراف بوجود مشكلة من الخطوات الأساسية لحلّها، ويجب العلم بأنّ التفكير بهذا الأمر لا يعني التقليل من قيمة الذات كما لا يعني ضعفها أو انعدام كفاءتها، وعند الاعتراف بوجود مشكلة يعني أن يطرح الفرد على نفسه الأسئلة التالية: ما هو وضعي الحالي؟ في أي المجالات أنا أو ما هي المجالات التي يجب عليّ تغييرها؟ ومن ثمّ البدء في التغيير.[٣]
تعزيز العلاقات الأسرية
يجمع الأطبّاء النفسيين على وجود العديد من الحالات التي تصل عياداتهم نتيجة التفكك والخلافات الأسرية بين الآباء والأبناء وبين الأبناء أنفسهم، وعلى الشخص أن يُحدّد مكانه في أسرته، ويفكّر كيف ينظر له أخوته وأخواته، وكيف يشعرون تجاهه وغير ذلك من الأمور؛ فالتغيير الإيجابي يبدأ من الصحّة النفسية السليمة.[٣]
العمل
يكون ذلك بمعرفة الشخص مكانه في عمله، ويتضمن ذلك نظرة رئيس العمل إليه، وهل سيتم الاستغناء عنه في حال قرّرت إدارة الشركة تخفيض عدد العاملين فيها، وهل يُحقّق غيابه فرقاً بين جموع زملائه وغيرها، فالإجابة على هذه الأسئلة تمنح الشخص فكرة واضحة عن طريق التغيير الذي يجب اتّباعه.[٣]
المراجع
- ↑ عبد الله الدائم، مصطفى محسن، خلدون النقيب وآخرون (2005م)، التربية والتنوير في تنمية المجتمع العربي (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: مركز دراسات الوحدة العربية، صفحة 82-83.
- ↑ حليم بركات (1998م)، المجتمع العربي المعاصر (الطبعة السادسة)، بيروت – لبنان: مركز دراسات الوحدة العربية، صفحة 458-460.
- ^ أ ب ت ياسر بكار (31-10-2013)، “التغيير الإيجابي.. من أين نبدأ؟”، sst5، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2017. بتصرّف.