علاقة الإقلاع عن التدخين بالاكتئاب

التدخين

يعتبر التدخين من المشاكل السلوكية المنتشرة بكثرة، حيث يُستخدم كوسيلة لتخفيف المزاج السلبي، والاسترخاء، وتقليل بعض الانفعالات العاطفية الإنسانية، إلا أنه يرتبط بشكلٍ كبير في زيادة مستوى الاكتئاب عند التدخين أو عند الإقلاع عنه، فقد أفادت الدراسات والتقارير الحديثة أن مستويات الضغط النفسي عند المدخنين أعلى منها عند الأشخاص غير المدخنين، وهكذا فإن عدداً من الباحثين لاحظوا أن المرضى ومدمني التدخين الذين توقفوا عن التدخين كانت لديهم نسبة عالية في تعرضهم لنوبات الاكتئاب الشديد، وارتفاع معدل المزاج السلبي، وبشكلٍ خاص في المراحل الأولية للإقلاع عن الدخان، وللتعرف على العلاقة القوية بين ترك عادة التدخين السلبية وزيادة نسبة الإصابة بالاكتئاب إليكم هذا المقال.

المدخنين والاكتئاب

عندما يحاول المدخنون الذين لديهم تاريخ طويل من الاكتئاب الشديد في التخلص من التدخين فإن نسبة تعرضهم لخطر استمرار الاكتئاب تكون أكبر بسبع مرات من نسبة الاكتئاب عند أولئك الذين يستمرون في التدخين بشكلٍ يومي ومستمر، وهذا ما أشار إليه عدد كبير من الباحثين في أكبر المجلات؛ حيث وضح الباحثون أن النيكوتين له تأثير كبير على درجة الحصانة ضد الاكتئاب، وأظهروا أيضاً أن النيكوتين الذي يُوضع على الجلد على شكل لاصقات يُمكن أن يكون علاجاً فعالاً وجيداً للاكتئاب، ووسيلة للتخلص منه.

بيَّنت التجارب أن المرضى الذين توقفوا عن التدخين كانت لديهم نوبات اكتئاب شديدة بدرجة أعلى من المتوسط، كما أنَّ الذين لم يكن لديهم نوبات متكررة من الشعور بالاكتئاب خلال سنوات عدَّة كانت نفسياتهم معرَّضة للشعور بالاكتئاب أكثر بمرتين عند عودتهم للتدخين من الذين لم يشعروا بالاكتئاب نهائياً.

التجارب السريرية والوبائية

أوجدت التجارب السريرية والوبائية علاقة مهمة بين التدخين والاكتئاب الشديد، وبين الاكتئاب وعدم قدرة المدخنين على ترك الدخان والتخلص منه، حيث شملت هذه الدراسة 100 شخص من المدخنين الذين كانوا يدخنون أكثرمن 20 سيجارة على مدار اليوم، وبشكلٍ مستمر خلال الشهور والسنوات، والذين كانوا يشعرون بالاكتئاب الشديد.

استمرت هذه الدراسة لمدة شهرين متتاليين بعد ترك الدخان والإقلاع عنه، وفحص الباحثون مستويات النيكوتين في الدم لمعرفة إذا ما عاد الاكتئاب الشديد إلى المدخنين، فوجدوا أن عدد الحالات التي استطاعت النجاح في ترك التدخين هم 42 حالة فقط من أصل 100، مع العلم أن 34 من الحالات عادوا للتدخين خلال الدراسة، ووجدوا أيضاً أن 13 مشاركاً ممن تركوا التدخين، واثنين من المدخنين عانوا وشعروا بالاكتئاب الشديد بعد تركهم الدخان بنسبة متساوية طوال فترة الدراسة.