أين عاشت شخصية جحا

شخصية جحا

هي واحدة من الشخصيات الفكاهيّة القديمة التي كانت تعيش في عصور، ومجتمعات قديمة جداً، وتتميّز هذه الشخصيّة بكثرة نسب النكت الضاحكة إليها، ويوجد العديد من الشخصيات التي كانت تنسب إليه هذه الشخصيّة كأبو الغصن دُجين الفزاري الذي كان موجوداً في الدولة الأمويّة، وإلى الشيخ نصر الدين خوجه الرومي في الأدب التركيّ، وإلى أبو نواس البغدادي أحد الأشخاص الذين رافقوا هارون الرشيد، وملا نصر الدين في إيران وكوردستان، غابروفو بلغاريا المحبوب، وأرتين أرمينيا صاحب اللسان السليط، وآرو يوغسلافيا المغفل، وهبنقة بن ثروان، وأبي غبشان الخزاعي، وعبد الله شيخ مهو، وربيعة البكّاء، وعجل بن لجيم، وحمزة بن بيض، وأبي أسيد، ومزبّد، وجامع الصيدلاني، وأزهر الحمار، وابن الجصاص، وتتميّز هذه الشخصيّة بأنّها فقيرة جداً تعيش معظم حياتها بطريقة غريبة جداً، ويحوّل هذه الأحداث إلى نكت فُكاهيّة، واستطاعت هذه النكت القصصيّة أن تنتقل إلى مناطق واسعة على هذه الأرض.

كانت شخصية جحا توصف بالذكيّة البارعة التي تأخذ قالب الحماقة؛ وهذا لكي تتلائم شخصيته مع حالته الاجتماعيّة الفقيرة التي رافقته على مدار حياته، ولجحا دائماً حمار الذي لم يتغير أبداً، واستطاع لقب جحا بأن يطلق على العديد من الأشخاص باختلاف المكان، والعصر.

جحا العربيّ

تعود النكت القصصيّة لجحا إلى القرن السابع الميلاديّ لشخصيّة دُجين بن ثابت الفزاريّ وهو أحد التابعين، وكانت أمّه تعمل خادمةً لأنس بن مالك، وكان جحا هو لقب له، ويتميّز بظرافته الكبيرة أثناء حديثة، وامتلك فطنة، وذكاء كبيرين، وامتلك القدرة على تأليف القصص الكاذبة بحبكة قويّة، وعاش حوالي مئة عام، وتمّ ذكر شخصية جحا في العديد من الكتب في ذلك الوقت ككتاب جلال السيوطيّ، والذهبي، والحافظ ابن الجوزيّ، والشيرازيّ.

نوادر جحا

  • ركب جحا في يوم من الأيام حماره، فمر بقوم، وكان يريد أحد أن يمازح جحا بقوله لقد حمارك لكنني لم استطع أن أعرفك، فكان رد جحا بالطبع أنت صائب فالحمير لا تعرف إلا بعضها البعض.
  • مر جحا بقومٍ ما، وأرادو أنّ يستهزئوا بقدراته، فقالوا له أنت واحد من العلماء، ونريد منك أنّ تحل لنا سؤالاً وهو الدنيا كم ذراع، وفي نفس الوقت كان يوجد جنازة، تقوم بتشييع أحد الموتى، ثم أشار جحا إلى التابوت وقال لهم جواب سؤالكم يرده الميّت، فاذهبوا واسألوه فهو قد ذرع الأرض وسار.
  • في يوم من الأيام ضاع حمار جحا، ثم بدأ يبحث عن حماره وهو يشكر الله تعالى، فلمّا شاهده القوم يقوم بذلك، سألوه لماذا تحمد الله، فقال لو أنني كنت راكبٌ جواري في ذلك الوقت لضعت معه؛ لذلك حمداً لله.