متى تكون الأحلام صادقة

الرؤى

تعتبر الأحلام والرؤى من الأمور والمسائل التي استحوذت على اهتمام عددٍ من العلماء المسلمين ومن بينهم العلامة ابن سيرين الذي أفرد للأحلام والرؤى كتاباً خاصاً بعنوان تفسير الأحلام والرؤى، حيث تطرق إلى تأويل الأحلام بناء على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، ومفردات وأصول ومعاني اللغة العربية. والرؤيا أصلها لغةً من فعل رأى أي عاين وشاهد، وهي في الاصطلاح ما يراه الإنسان في منامه من الخيالات والمشاهد.

أنواع الرؤى

تنقسم الرؤى إلى ثلاثة أقسام، هيك رؤيا صادقة، وهو التي يراها الإنسان في منامه ويكون لها تحقق على أرض الواقع، ويطلق على هذه الرؤيا أحياناً رؤيا حسنة بسبب أنّها تبشر المؤمن بما يسره، ورؤيا تتعلق بحديث النفس، ورؤيا تخويف من الشيطان كمن يرى أمراً مروعاً في منامه قصد به الشيطان تخويفه، بدون أن يكون لتلك الرؤيا معنى أو تفسير أو تحقق على أرض الواقع.

فضل الرؤيا الصادقة

الرؤيا الصادقة هي من المبشرات التي تحدث عنها النبي عليه الصلاة والسلام في الأحاديث الصحيحة، كما أنّها جزءٌ من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لم يَبْقَ من النُّبُوَّةِ إلا المُبَشِّراتُ. قالوا: وما المُبَشِّراتُ ؟ قال: الرؤيا الصالحةُ) [صحيح البخاري]، وهي علامةٌ على صدق الإنسان والتزامه بدينه، ففي الحديث الصحيح: (وأصدقُكم رؤيا أصدقُكم حديثًا) [صحيح مسلم]، كما أنّ الرؤيا هي من علامات نهاية الزمان حيث تكثر وتشيع بين المؤمنين، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إذا اقترب الزمانُ لم تكد رُؤيا المسلمِ تكذبُ) [صحيح مسلم].

متى تكون الأحلام صادقة

تكون الأحلام صادقة عندما تتحقق على أرض الواقع، وتكثر الأحلام الصادقة عند الأنبياء والرسل لأنّهم صفوة الله من خلقه، فقد رأى سيدنا إبراهيم عليه السلام في المنام أنّه يذبح ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام، فعلم أنّ هذه الرؤيا حق فامتثل لأمر الله تعالى، وعندما هم بذبح ابنه فداه الله بذبحٍ عظيم، وكذلك نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي كان ابتداء نبوته بالرؤيا الصادقة حينما كان يرى في المنام رؤيا تتحقق على أرض الواقع كفلق الصبح، ثمّ بعد الأنبياء يأتي الصالحون الذين تكثر كذلك عندهم الرؤيا الصادقة لأنّهم أهل الصدق في الحديث، وأهل الفضائل والأخلاق الحسنة، ثمّ تقل الرؤى الصادقة حتى تكاد تكون نادرة عند أهل الكفر أو الفسق والضلال، فمعيار صدق الرؤى مدى تحققها على أرض الواقع، كمن يرى في المنام أن ربح مالاً، فتحقق له ذلك في الواقع.

موقف المسلم إزاء الرؤى الصادقة

إن موقف المسلم إزاء الرؤى الصادقة أن يقوم بشكر الله تعالى عليها لأنّها من المبشرات التي تبشر المسلم أنّه على الخير والتقوى والصلاح، وأن لا يحدث بها إلّا من أحب من الناس، وأن يقصها على من يحسن تعبيرها.