مفهوم الحوار وضوابطه
الحوار
الحوار هو شَكلٌ من أشكال التواصل اللفظيّ بين طرفين أو أكثر حول مَوضوعٍ مُعيّنٍ بهدف إيجاد تفسيرٍ لهذا الموضوع أو تحديد موقفٍ أو الوقوف على الأسباب التي أدّت إلى حدوثه، يختلف مستوى الحوار وجديّته حسب مستوى المتحاورين وجديّتهم في الوصول إلى قواسمَ مشتركةٍ بين الطرفين، والحوار عِبارةً عن طرح أسئلةٍ وتلقّي إجاباتٍ أو اعتراضٍ أو موافقةٍ.
ضوابط الحوار
مهما كان مستوى الحوار الدائر سواء بين أفرادٍ أو جماعاتٍ أو من خلال وسائل الاتصال لا بدّ من أن يخضع لضوابط محددةٍ، وهذه الضوابط هي:
القبول بتعدد الثقافات
على المُتحاورين قبول الأطراف الأخرى واحترام الرأي الذي يخالفهم مع محاولة تقديم الأدلّة والحجج التي تدحض هذا الرأي أو لإثبات وجهة النظر، لا أن يكون إثبات وجهة النظر اعتباطياً دون الاعتماد على أسسٍ أو براهين، وأكثر ما يحترم هذا الضابط الدين الإسلاميّ الصحيح؛ إذ يعتبر الحوار طبيعةً إنسانيةً وضرورةً دينيةً على عكس ما يقوله المتطرّفون؛ فالأصل أن يكون المُسلم مُنفتحاً على غيره من الثقافات والأفراد مع الاحتفاظ بالثوابت الدينية، فالثقافة الإسلامية تؤمن بوجود الكفر والإيمان، والهدى والضلال، والدنيا والآخرة، والحق والباطل، والعدل والظلم.
التّواضع في طلب المعرفة
يجب أن يرتكز الحوارعلى افتراض الرغبة في الحصول على المعرفة بالدليل والبرهان، والاستعداد لتقبّل الرأي المخالف والقدرة على الردّ عليه بالدليل والحجة وأن يبتعد المتحاورين عن التعصّب لأيّ جهةٍ أو دينٍ أو إقليمٍ ؛لأن الأصل أن يكون الكل على حقّ من وجهة نظره وما هذا الحوار إلا من أجل الوصول إلى الحقيقة.
مدّ جسور التواصل مع الآخرين
كلّما تقدّم الإنسان انخفضت مساحة الأنانية وأصبح العالم على تواصلٍ أكثر، حتى في هذه الأيام أصبح العالم عبارة عن قريةٍ صغيرةٍ بسبب تطوّر وسائل التواصل الاجتماعي والتي هي عبارةٌ عن أدواتٍ للحوار بين الأجناس البشرية؛ إذ التغت الحدود السياسيّة فالسماء مفتوحةٌ لعامة الناس.
الهدوء بطرح الأفكار
كثيراً ما تكون نهاية الحوار الفاشل بسبب التسرّع في الردّ أو في الحديث؛ فمن أجل القدرة على توضيح الفكرة أو الرد على فكرةٍ يجب التروّي والهدوء، فالمحاور الهادئ هو الأكثر نجاحاً.
وضوح لغة الحوار
إنّ وضوح اللغة والمفهوم شرطٌ من شروط الحوار الناجح؛ حيث يكون من السهل على المتحاورين فهم مراد الحديث وبالتالي من السهل استنباط المُراد لتحديد طريقة الرد عليه بالبرهان والحجة من أجل ترك الأثر المطلوب بذهن المستمع والتأثير على أفكاره.