بحث حول الكهرباء من حولنا
الكهرباء
الكهرباء هي أحد الاختراعات التي غيرت مجرى الحياة بشكلٍ كامل، بحيث أصبحت المصدر الأوّل للطاقة في حياتنا اليومية والمشغّل الرئيسي لجميع الأجهزة والآلات التي لم يعد بإمكاننا التخلي عنها، وما زال استخدام الكهرباء في تطورٍ متزايدٍ أيضاً حيث إنّ العديد من الآلات التي كانت تعمل بطرقٍ أخرى كالوقود الأحفوري أخذت شيئاً فشيئاً تتحول للكهرباء كالسيارات على سبيل المثال.
تاريخ الكهرباء
بالرغم من ملاحظة الناس منذ القدم لعددٍ من الظواهر الكهربائية كالبرق والكهرباء السكونية وغيرها إلّا أنّ البشرية لم تعرف استخدام الكهرباء وماهيتها وتفكر باستغلالها إلّا في القرن التاسع عشر وبعد خمسين عاماً تقريباً على تجربة بنجامين فرانكلين الشهيرة التي قام فيها بربط مفتاحٍ بطائرةٍ ورقية خلال عاصفةٍ رعدية، حيث أثبت فيها أنّ البرق والكهرباء السكونية هما الأمر ذاته.
وفي عام 1800 اخترع العالم الإيطالي أليساندرو فولتا البطارية حينما وضع النحاس والزنك على جهتين متعاكستين من ورقةٍ منقوعةٍ بالماء المالح مولداً بذلك تياراً كهربائيّاً، وتكريماً لهذا العالم تمّت تسمية وحدة فرق الجهد في الكهرباء بالفولت، إذ إنّه أتاح بهذا للعلماء من بعده مصدراً آمناً ومستمراً لدراسة الكهرباء، وبعده اخترع العالم الإنجليزي فاراداي المولد الكهرباء باستخدام المغناطيس، وهو المبدأ الذي ما زالت معظم مولدات الكهرباء في العصر الحالي تستخدمه.
وأمّا العالم الذي بدأ باستعمال الكهرباء بشكلٍ عملي فكان توماس أديسون باختراعه للمصباح الكهربائي وبنائه لمحطة توليد الكهرباء الأولى في لندن القادرة على نقل التيار الكهربائي إلى الناس وعبر الشوارع، ومنذ ذلك الوقت حدثت ثورةٌ كبيرةٌ جداً في مجال الكهرباء والأجهزة الكهربائية والإلكترونية التي يعتمد عليها العالم في العصر الحالي.
توليد الكهرباء
كان الفحم الحجري أوّل الوسائل التي تمّ الاعتماد عليها لتوليد الكهرباء بكمياتٍ كبيرةٍ تكفي احتياجات المدن والمصانع وغيرها، ولكن نتيجةً للاعتماد المتزايد على الكهرباء وصعوبة الاعتماد على الفحم بشكلٍ كاملٍ لتوليد الكهرباء بعد ازدياد الطلب عليها تمّ اختراع العديد من الطرق المختلفة لتوليد الكهرباء باستخدام أنواعٍ أخرى من الطاقة، ولكنّ هذا لا ينفي أنّ الفحم الحجري ما زال أحد المصادر الأولى لتوليد الطاقة الكهربائية وأكثرها انتشاراً.
وإلى جانب الفحم الحجري توجد أنواع الوقود الأحفوري الأخرى كالغاز الطبيعي والنفط والتي يتمّ الاعتماد عليها بشكلٍ كبيرٍ جداً أيضاً من أجل توليد الكهرباء، فبذلك يكون الوقود الأحفوري هو المصدر الأوّل لتوليد الطاقة الكهربائية، ومن المصادر الأخرى التي يتمّ الاعتماد عليها لتوليد الكهرباء هي الطاقة النووية.
الطرق الحديثة لتوليد الكهرباء
ولكنّ الوقود الأحفوري والطاقة النووية لا تعتبر مصدراً آمناً لتوليد الكهرباء، ولهذا فإنّ العالم في الوقت الحالي يتحول شيئاً فشيئاً لتوليد الكهرباء باستخدام المصادر البديلة والمتجددة والتي على رأسها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والماء، فتعتبر هذه المصادر هي المصادر المستقبلية لتوليد الطاقة حيث إنّها توفر مصدراً مستداماً للطاقة وتوفر حمايةً للبيئة من التلوث أيضاً.