مقومات التنمية البشرية
التنمية البشرية
مفهوم التنمية البشرية هو مفهومٌ مستحدث، ظهر من مبدأ التجديد، والنهوض بالشخصية البشرية إلى أرقى المستويات العلميّة، والعمليّة، والثقافيّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة، وغيرها من جوانب الحياة بالاعتماد على الذات، وقد ظهر هذا العلم بشكلٍ كبيرٍ في السنوات العشر الماضية، بقصد تدريب، وتطوير قدرات الشباب الطامح للعمل، أو المنخرط فعلياً في سوق العمل، بهدف تطوير مهاراتهم، ووسائل التواصل بينهم، والوصول بهم لأقصى استفادة من قدراتهم، وطاقاتهم في خدمة أنفسهم، ومجتمعهم، وبلادهم.
وعلى الرغم انتشار برامج التنمية البشرية، وانتشار المراكز التدريبية التي تعنى بالتعريف بها في كافة أنحاء العالم، إلّا أنّ هناك أعدادٌ كبيرةٌ من الناس في شتى الثقافات، والمجتمعات، لا زالت إلى الآن تجهل المعنى الحقيقيّ للتنمية البشرية، وعندما تسأل عن المفهوم الذي يخطر لهم عند قراءة هذا المصطلح، فإنّهم يردّون بإجاباتٍ عشوائيةٍ، وغير سليمةٍ تماماً، ولا تدلّ عن الوعي بهذا العلم نهائياً.
مفهوم التنمية البشرية
لا يمكن أن يجزم أحد بتعريف التنمية البشرية تعريفاً دقيقاً، فقد ظهرت العديد من المصطلحات التي تعبّر عنها، وتشرحها بوجهات نظرٍ قد تكون قاصرةً عن بلوغ المعنى الحقيقيّ لها، ولكننا يمكن أن نعرفها بالتالي:
- هي مجموعةٌ من التطبيقات، والأدوات، والمهارات، التي يتعلّمها الشخص لتحديد أهدافه، وتطوير قدراته، والتي توصله في النهاية إلى تحقيق ذاته، وبالتالي الوصول إلى تحقيق حلمه، أو طموحه المستقبليّ.
لقد خرج مفهوم التنمية البشرية من مجموعةٍ من العلوم، كالعلوم الطبيّة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والعلوم الإدرايّة، والاقتصاديّة، وعلوم دورات الطبيعة (ميتافيزيقيا)، لذا لا يمكننا أن نحصر التنمية البشرية في مجالٍ محددٍ، أو تعريفٍ أكاديميٍّ معينٍ.
مقومات التنمية البشرية
التعليم
لا يمكن للفرد تحقيق كلّ أهدافه، دون التعليم، فالتعليم يرسم المسار الأكاديميّ، والتطبيقيّ أمام الأفراد، والذين يعرفون حقاً ما الهدف الذين يسعون لتحقيقه، ومن خلاله أيضاً تذلّل صعوباتٌ عديدةٌ تواجه الأفراد، وتعبّد لهم طرق الريادة، والابتكار في تحقيق أنفسهم، وإثبات قدراتهم في مجتمعاتهم.
الكثير من البلدان تضع التعليم شرطاً للتوظيف في مؤسّساتها الحكومية، والخاصّة، ويشترطون التأهيل، والخبرة ضمن التخصّص المطلوب للوظيفة، وهذا ما يجعل أكثر فئات الشباب تلجأ إلى الدراسة في الجامعات، والكليات، بغية الحصول على وظيفةٍ ثابتةٍ، وراتبٍ ثابتٍ، فالتعليم هنا مسوّغٌ، أو حلٌّ يهرب به الشباب من الضغوط الاجتماعية كالبطالة، والفقر، والعزوف عن الزواج، والضغوط الاقتصادية كقلّة فرص العمل، والخبرة، والمهارة؛ لتحسين مستوياتهم الأدائية، وتطوير قدراتهم، ولتمكينهم من المنافسة للحصول على فرصة عمل.
التدريب
أصبح التدريب ضرورةً من ضرورات العمل، حيث يمكن من خلاله نقل المهارات، والخبرات، والأفكار الفنيّة، والممارسات التقنيّة، من المستوى النظريّ، إلى المستوى العمليّ، أو التطبيقيّ، وهذا بدوره يدفع الفرد إلى الابتكار، والتميّز، والاحتراف؛ لإبراز المهارة، والوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة.
الاهتمام بوسائل الدفاع الاجتماعيّ
هو مصطلحٌ يهتم في رعاية الأحداث اجتماعيّاً، ونفسيّاً، وصحيّاً، وتوجيههم الوجهة السليمة إلى البرامج التي تتضمّن استفادتهم في تيسير إعادتهم للمجتمع كمواطنين منتجين، وفاعلين حقيقيين، من خلال منظومةٍ شاملةٍ تحقّق في ذواتهم التقدير الحقيقيّ لشخصِ كلِّ واحدٍ منهم، وإخراج القدرات المستكينة فيهم، والاستفادة منها في صياغة مستقبلٍ جديدٍ.
الثقافة
يساعد المخزون الثقافيّ المجتمعي من دراسة سلوك الأفراد بناءً على نوع الثقافة السائدة في مجتمعه، وهذا يساعد على العمل الدؤوب لتطويره، ونزع ما بلي منه من عقول المجتمعات، واستبدالها بقواعد بنائيةٍ من شأنها أن ترتقي بالمجتمع كلّه، فالثقافة معادلةٌ مكمّلةٌ للتعليم، وقد تكون حجر أساسها، فالشاب المثقّف يكون مدركاً تماماً لما يحتاج، ولا يتصرّف بعشوائيةٍ، ويوجّه خططه التنفيذية في الاتجاه الصحيح، ليحصد نتائج باهرةً، في غضون شهورٍ قليلةٍ من بدء المشروع، أو العمل.