تاريخ عيد شم النسيم
شم النسيم
شم النسيم هو من المهرجانات التي ارتبطت بالثقافة المصرية حيث يقام بشكل سنوي بين أفراد الشعب المصري في فصل الربيع من كل عام، وهو مهرجان متوارث منذ القدم في الحضارة المصريّة، إذ يعود هذا العيد في أصله إلى قدماء المصريين في زمن الفراعنة، ثمّ توارثته الحضارات التي تعاقبت على مصر إلى أن وصل إلى يومنا هذا.
على وجه التحديد يعود الاحتفال بشم النسيم إلى خمسة آلاف عام من الآن، أي قبل ألفيتين ونصف تقريباً من ميلاد السيد المسيح، وتحديداً يرجع الاحتفال به إلى نهايات الأسرة الفرعونية الثالثة، وهناك بعض المؤرخين يرون أنّ احتفال المصريين بهذا العيد يرجع إلى عهد وزمن ما قبل الأسرات، كما أنّ هناك اعتقاد يفيد بأن هذا العيد كان معروفاً ومشهوراً في المدينة المعروفة باسم هليوبوليس، وقد سمّي هذا الاحتفال بهذا الاسم نسبة إلى الكلمة الفرعونية (شمو).
فعاليات شم النسيم
في العام ألفين وخمسة عشر احتفل بعيد شم النسيم في الثالث عشر من شهر إبريل، هذا ويأتي عيد شم النسيم في كل عام يوم الإثنين، وتشارك في هذا المهرجان كافّة فئات المجتمع من كافة الأطياف، إذ يخرج الناس فرحين إلى الأماكن العامّة، والحدائق، والمتنزّهات المختلفة المنتشرة في كافة مناطق البلاد، حيث يحملون معهم العديد من الأطعمة التي ارتبطت بهذا اليوم الجميل، ومن أبرز هذه الأطعمة البيض الملون، والفسيخ؛ والفسيخ كما هو معروف نوع من أنواع السمك يشتهر في بعض المناطق العربية كمصر وبلاد الشام، ويمتاز بأنّه سمك مالح بدرجة كبيرة جداً.
هذا وقد أورد هيرودوت وهو واحد من المؤرخين اليونانيين والذي نزل بمصر في القرن الخامس قبل ميلاد السيد المسيح أنّ المصريون عند احتفالهم بهذا العيد كانوا يتناولون السمك المملّح، ومن هنا فإنّ ارتباط السمك المملح لدى المصريين بالأعياد وانتشاره بينهم هو ارتباط يعود إلى عصور وأزمنة غابرة وقديمة وليست عادة حديثة، هذا وقد ارتبط البصل بتلك المناسبة ولهذا الارتباط دلالة رمزية عميقة لديهم، فالبصل يرمز إلى إرادة الحياة، وقهر الموت، والتغلب على الأمراض التي قد تنتشر بين الناس، وقد كان المصريون يعلقون البصل على شرفات منازلهم كما وكان يعلق حول رقابهم، ويضعونه تحت وسائدهم.
يتزامن هذا العيد مع انطلاقة فصل الربيع، وهذا ما يعطي لهذا العيد ألقه وبهجته، فأجواء فصل الربيع الجذابة التي تدخل الراحة، والهدوء، والسكينة إلى قلب الإنسان هي ما يعطي لعيد شم النسيم روعته الكبيرة، وهي التي تدفع الناس إلى الخروج خارج منازلهم للتنزه والاحتفال بهذا الاحتفال البهيج.