لماذا نحتفل بعيد العمال
عيد العمال أو يوم العمال العالمي ، هو يوم عطلةٍ رسمية في العديد من دول العالم إحتفاءُ بالعمال ويصادف في الأول من أيار من كل عام ، ويعود الأصل لمثل هذا اليوم إلى شيكاغو ، والتي تمركزت بها النزاعات العمالية المطالبة بخفض ساعات العمل ، تحت حركة ( الثمان ساعات ) ، والذي أدى إلى ظهور قانون الإتحاد التجاري ، الذي أضفى على الحركة الصفة القانونية ، وعمل على حماية نشاطاته التي انطلقت عبر مسيراتٍ في كندا لدعم الحركة بعد اضراب عمال الطباعة فيها عام 1882 م ، من ما حول هذا الإحتفال والمسرات إلى سنوية .
كان زعيم العمال الأمريكي بيتر ج ماكغواير في تورنتو وشهد تلك الإحتفالات ، وعند عودته الى نيويورك قام بتنظيم أول احتفالية بعيد العمال في عام 1882 م ، انطلاقا من نيويورك ، وفي أعقاب مقتل عددٍ من العمال على أيدي مارشالات الولايات المتحدة والجيش الأمريكي عام 1894 م ، خلال إضراب بولمان ، قام على إثرها الرئيس الأمريكي كليفلاند عددٌ من تسويات المصالحة مع حزب العمال على اعتباره بأنه أولوية سياسية عليا ، خوفا من تفاقم الأزمة واندلاع المزيد من الصراعات ، ومن هنا تم تشريع عيد العمال بعد تمريره إلى الكونجرس الأمريكي والموافقة عليه بالإجماع وذلك بعد ستة أيامٍ من الإضراب .
ويوم العمال العالمي والذي يصادف في الأول من أيار ، وكان اختيار هذا اليوم كإحياء لذكرى حركة الثمان ساعات ، وأحياءاً لذكرى الأشخاص الذين قتلو في قضية هايماركت التي وقعت نتيجةً للإضراب العام والذي شارك فيه العمال ، حيث قامت الشرطة بفتح النار عليهم الأمر الذي أدى إلى سقوط أربعة قتلى ، ليعم بعدها الغضب أرجاء العالم ، وقام في اليوم التالي بتجمع حشودٍ غفيرة من الناس في ساحة هايماركت تعبيراً عن استنكارهم وغضبهم ، وكان تجمعاً سلمياً حتى جاءت الشرطة لفض هذا التجمع ، الأمر الذي أدى لإلقاء قنبلةٍ عليهم من مجهول ، مما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن إثني عشر شخصاً من بينهم سبعةٌ من رجال الشرطة والباقي من المعتصمين في الساحة ، وعقدت بعدها أكثر محكمة مثيرة للجدل في تاريخ القضاء الأمريكي ، حيث تم محاكمة ثمانية أشخاص بسبب آرائهم ومعتقداتهم ، لا لصلتهم بالحادث الذي وقع في الساحة ، وتورطهم بشكلٍ أو بأخر بتلك الأحداث ، وأدى إلى إصدار الحكم بالإعدام على سبعةٍ من المحكومين بتهمة إثارة الفوضى ، أثار هذا الأمر غضب الناس في كل مكان ، وجاء اليوم الأول من أيار كنوع من إحياء لذكرى هؤلاء وأطلق عليهم ( شهداء هايماركت ) ، وأصبح الآن هذا اليوم إحتفالاً بالإنجازات العمالية حول العالم على جميع الأصعدة .