كيفية علاج ضربة الشمس
ضربة الشمس
تعد ضربة الشمس نوع من حالات ارتفاع درجة الحرارة في جسم الإنسان بشكل غير طبيعي، فتصل هذه الحرارة إلى ما يقارب 40˚م وربما تكون أكثر من ذلك، ويصاحبه أعراض كثيرة تكون واضحة في الجسد والأعصاب وأعراض متعددة أخرى، حيث أن ضربة الشمس تعتبر من الحالات العرضية الطارئة أي أنها تحتاج إلى إسعافات أولية فورية، للحد من ظهور مضاعفات وحدوث تلف في الدماغ أو إضرار بأعضاء الجسم، وتتسبب بالوفاة، على غرار حدوث عص الحر، أو نهك الحر، فهما أقل ضرراً من ضربة الشمس على جسم الإنسان.
أعراض وأسباب حدوث ضربة الشمس
- إن التعرض لضربة الشمس له أعراض خطيرة على جسم الإنسان وقبل معرفة الأعراض يجب أن نعرف سبب تراكم هذه الحرارة في جسم الإنسان ويرجع لسببين هما:
- إن جسم الإنسان ينتج الحرارة بداخله عن طريق عملية تسمى عملية الأيض، ويستطيع الجسم بتبديد هذه الحرارة في الحالة غير المصابة بضربة الشمس ويتم تفريغ هذه الحرارة بطريقتين هما، تفريغ عن طريق الإشعاع من خلال الجلد أو عن طريق العرق الذي يظهر خارج الجلد بالتبخر، ولكن في حالات الإصابة والتعرض لحرارة مرتفعة أو للرطوبة في فصل الصيف أو التعب الشديد والإجهاد تحت حرارة الشمس الحارقة، فإن الجسم لا يستطيع تفريغ هذه الحرارة الزائدة، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة جسم الإنسان وقد تصل في بعض الأحيان إلى 41˚مئوية.
- الجفاف، حيث يعد الجفاف سبب في الإصابة السريعة لضربة الشمس، وذلك يرجع إلى أن الإنسان الذي يعاني من الجفاف لا يستطيع التعرق بشكل جيد مثل الشخص العادي فهو غير قادر على التخلص من الحرارة الزائدة في جسمه، الأمر الذي يعمل على ارتفاع درجة الحرارة في جسمه.
أما عن أعراض الإصابة بضربة الشمس فهي متشابهة إلى حد كبير مع أعراض النوبات القلبية أو غير ذلك من حالات المرض، ويتعرض الإنسان في كثير من الأحيان إلى أعراض الإصابة بنهك الحرارة، قبل وصول الحالة إلى ضربة الشمس، وتتضمن:
- الشعور بالغثيان والقيء
- الشعور بالإجهاد وخاصة في المشي.
- الشعور بالهزال والضعف والصداع.
- الشعور بتقلصات وحدوث ألم في العضلات.
وكثير من الأشخاص يدخلون في اعراض ضربة الشمس، حيث أن أعراض ضربة الشمس تشمل التالي:
- ارتفاع ملحوظ في درجة حرارة الجسم
- عدم ظهور العرق فعادة يكون هذا هو أول الأعراض التي تدل على حدوث ارتفاع في درجة الحرارة، فالجلد يصبح مائلاً إلى الجفاف إذا ما كانت ضربة الشمس ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الجو، أما إن كان السبب في الإجهاد والتعب فيصبح الجلد رطباً.
- تسارع شديد في ضربات القلب بالرغم من أن ضغط الدم يبقى في معدله الطبيعي إلا أن سرعة نبضات القلب تصير في ازدياد حتى تصل إلى 130 نبضة أو أكثر في الدقيقة، حيث أن هذا أعلى من المعدل الطبيعي الذي تكون فيه دقات القلب تتراوح ما بين 60- 100 نبضة في الدقيقة بشكل طبيعي، ويرجع ذلك إلى أن ارتفاع درجات حرارة الجسم تزيد من العبء على دقات القلب بشكل ملحوظ لأن القلب يجهد نفسه في القيام بخفض هذه الحرارة.
- سرعة التنفس بشكل كبير الأمر الذي يجعل التنفس سطحياً.
- ربما يتعرض الشخص بنوبات تشبه إلى حد كبير من نوبات الصرع، وربما يدخل في غيبوبة تفقده الوعي أو يصاب بالهلوسة ويصبح النطق عنده صعباً.
- الشعور بألم شديد في العضلات، فيشعر المصاب بآلام وتقلصات في عضلاته في بداية الشعور بضربة الشمس، ولكن العضلات فيما بعد ذلك تتعرض للتصلب أو الارتخاء.
المضاعفات والعوامل التي تزيد من الإصابة بضربة الشمس
كل الأشخاص في جميع البيئات معرضون لحدوث ضربة الشمس ولكن هناك حالات عرضية تطرأ على الإنسان لعدة عوامل، وهي:
- عمر الإنسان، فإن قدرة الإنسان سواء كان صغيراً أم كبيراً في تأقلمه مع درجات الحرارة الشديدة في تأثيره على الجهاز العصبي، وبما أن هذا الجهاز العصبي لم يكتمل النضج عند صغار السن بشكل متكامل كما عند فئة الشباب، حيث أنه يبدأ أيضاً بالضعف عند كبار السن فتكون نسبة التعرض للصغار والكبار في السن أكبر من فئة الشباب، وغير ذلك فإن هاتين الفئتين يعانون أيضاً من صعوبة إبقاء الرطوبة بشكل جيد في أجسامهم، الأمر الذي يسبب من احتمال وقوعهم في ضربة الشمس.
- الإنسان الرياضي أو الذي يكون عاملاً خارج المنزل ما يتسبب في تعرضهم للإجهاد البدني الذي يزيد من وقوعهم في التعرض لضربة الشمس.
- تناول العقاقير والأدوية التي توقع بعض الأشخاص بضربة الشمس مثل الأدوية التي تؤثر على رطوبة الجسم وحرارته وكيفية تعامل الجسم مع الحرارة المرتفعة فيحذر هنا الخروج في الشمس الحارقة التي تعرضهم بشكل سهل وسريع للإصابة بضربة الشمس، وهذه الأدوية مثل ( أدوية ضغط الدم المرتفع حيث أن هذه الأدوية التي عمل مادة الأدرينالين، الأدوية التي تقوم بطرد الصوديوم والماء من الجسم، وهناك أدوية تعالج الأمراض النفسية، مثل التوهم).
أما عن مضاعفات ضربة الشمس فتحدث عند الشخص حالة من الصدمة، فالجسم غير قادر على ضخ الكميات الكافية من الدم، ما يؤدي إلى وجود تلف في بعض أعضاء الجسم التي لا يصلها الدم جيداً، ويسبب التأخر في علاج ضربة الشمس إلى الوفاة في بعض الأحيان فالدماغ أكثر عرضة للتلف بسبب وجود انتفاخ طارئ يحدث في الدماغ والأعضاء الاخرى بفعل ضربة الشمس، فإذا لم يسارع الأهل باتخاذ العلاج السريع بتخفيض درجة حرارة الجسم يتسبب حدوث هذا الانتفاخ الذي يؤدي للوفاة.
الإسعاف الأوّلي
يعدّ خفض الحرارة السريع لدرجة حرارة الجسم أساس العلاج، ويتمّ إدخال المصابين بضربة الشمس إلى المستشفى لمدّة 48 ساعة لمراقبة المضاعفات، وقبل نقل المصاب إلى الطوارئ يجب القيام بما يأتي:[١]
- تبريد مكان الحادث قبل نقل المُصاب لقسم الطوارئ، وذلك وفقاً لتوصيات الكلية الأمريكية للطّب الرياضيّ.
- نزع الملابس عن المصاب، ورشّ الماء على الجسم، وتغطية الجسم بغطاء مبلّل بالماء البارد، أو من خلال وضع حزم الجليد على منطقة الإبطين والفخذ.
- تزويد المرضى غير القادرين على التنفّس بالتنبيب (بالإنجليزية: intubated)، أمّا المرضى القادرين على التنفّس فيجب تزويدهم بالمزيد من الأكسجين.
- وضع خط وريديّ لتعزيز السوائل وضخّ السكر في الدم.
التبريد بالغمر
يعدّ التبريد بالغمر في الماء الجليديّ الطريقة المثلى لعلاج المصابين بضربة الشمس، حيث تخفّض درجة حرارة الجسم إلى أقلّ من 39 درجة مئوية خلال عشرين إلى أربعين دقيقة، ولكن تتمثّل عيوب التبريد في أنّ العلاج غير مريح بالنسبة للمرضى المستيقظين، إلى جانب احتمالية التسبّب في تضييق الأوعية تحت الجلد، وازدياد الارتجاف الذي يسبّب بدوره الزيادة في إنتاج الحرارة الداخليّة.[١]
فقدان الحرارة التبخيري
هو أقلّ فاعليّة من تقنية الغمر، ويتم عن طريق إزالة جميع ملابس المريض، ورشّ الجسم بالماء الفاتر بشكل متقطّع بالتزامن مع تشغيل مروحة قوية باتّجاه الجسم، للسماح للحرارة بالتبخّر.[١]
علاجات أخرى لضربة الشمس
يمكن علاج ضربة الشمس كما يأتي:[٢]
- لفّ الجسم بالبطّانية الخاصّة بالتبريد، ووضع حزم الجليد على مناطق الفخذ، والرقبة، والظّهر، والإبطين لخفض درجة الحرارة.
- أخذ الأدوية المرخية للعضلات، لعلاج الارتجاف الناتج عن علاجات خفض حرارة الجسم، مثل: البنزوديازيبين (بالإنجليزية: benzodiazepines)، إذ إنّ الارتجاف من شأنه أن يزيد حرارة الجسم، ممّا يقلّل من فاعلية العلاج.
تدابير لعلاج ضربة الشمس
في حال وجود علامات تُشير إلى ارتفاع حرارة الجسم، والإصابة بضربة الشّمس يجب اتخاذ التدابير الآتية:[٢]
- الذهاب إلى مكان مكيَّف الهواء أو مكان مظلّل.
- رشّ الماء البارد أو التعريض للمروحة.
- أخذ حمّام بارد.
- شرب الكثير من السوائل لترطيب الجسم، والابتعاد عن شرب المشروبات السكّرية، أو الكحولية، أو المشروبات الباردة جداً؛ فهذه المشروبات قد تحدّ من قدرة الجسم على التحكّم في درجة الحرارة، ومن الممكن أن تسبّب تشنّجات المعدة.
الوقاية من ضربة الشمس
للوقاية من ضربة الشّمس يجب اتّباع النّصائح الآتية:[٣]
- التواجد في مكان مظلّل ما بين الساعة الحادية عشرة إلى الثالثة ظهراً.
- أخذ الاحتياطات عند الخروج في درجات حرارة عالية، مثل: ارتداء ملابس فضفاضة باردة، وشرب المزيد من السوائل.
- تجنّب المجهود البدنيّ الشّديد عند العمل خارجاً، وبالإمكان تأجيل الأعمال المُجهِدة إلى ما بعد غروب الشمس أو ممارستها في الصباح الباكر.
- الحفاظ على برودة المنزل؛ عن طريق غلق الستائر خلال النهار.
فيديو عن كيفية علاج ضربة الشمس
للتعرّف على طريقة كيفية علاج ضربة الشمس شاهد الفيديو.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت Robert Helman (18-5-2017), “Heat Stroke Treatment & Management”، emedicine.medscape, Retrieved 13-2-2018. Edited.
- ^ أ ب “Heatstroke”, www.mayoclinic.org, Retrieved 13-2-2018. Edited.
- ↑ “Heat stroke: Symptoms and treatment”, www.webmd.boots.com, Retrieved 13-2-2018. Edited.
- ↑ فيديو عن كيفية علاج ضربة الشمس.