كيف يبدأ مرض السرطان
السرطان
تُعدّ الخلايا الوحدات الأساسية التي تشكل الجسم البشري، وتنمو هذه الخلايا وتنقسم لتكوين خلايا جديدة حسب حاجة الجسم؛ حيث إنّ الخلايا تموت عادة عندما تصبح قديمة أو تالفة ليحل محلها خلايا جديدة تأخذ مكانها، وعند حدوث خلل في انقسام الخلايا ونموها يحدث مرض السرطان، ويمكن القول أنّ السرطان يضم أكثر من 100 مرض مختلف، ومن الممكن أن يبدأ في أي مكان من الجسم.[١]
ويتم تسمية السرطان حسب المنطقة التي بدأ فيها، ونوع الخلية التي تكوّن منها، فعلى سبيل المثال، يُعرف السرطان الذي يبدأ في الرئتين وينتشر إلى الكبد بسرطان الرئة رغم انتشاره إلى الكبد. ويُقسم السرطان إلى أنواع مختلفة من بينها: الساركوما؛ وهو سرطان الأنسجة الضامة مثل: العظام، والعضلات، والغضاريف، والأوعية الدموية، وسرطان الدم الذي ينشأ من نخاع العظم والأورام اللمفاوية والورم النخاعي الذي يؤثر في الجهاز المناعي.[٢]
كيفية بدء مرض السرطان
يتم تنظيم عملية انقسام الخلايا في الجسم من خلال إنتاج إشارات للتحكم في مقدار وعدد مرات انقسام الخلايا، ويحدث مرض السرطان نتيجة تغييرات في الجينات التي تتحكم في طريقة عمل الخلايا، وخاصة طريقة نموها وانقسامها، ولذلك يُمكن اعتبار مرض السرطان مرضاً جِينِيّاً أو وراثياً في بعض الحالات، فقد تكون التغيرات الجينية التي تسبب السرطان موروثة من أحد الوالدين أو كليهما، كما يمكن أن تنشأ أثناء حياة الشخص نتيجة للأخطاء التي تحدث أثناء انقسام الخلايا أو نتيجة تلف الحمض النووي الناجم عن التعرض لبعض المحفزات البيئية، وتتضمن هذه المحفزات على سبيل المثال لا الحصر: المواد الكيميائية الموجودة في دخان التبغ، والتعرض للإشعاع، مثل: الأشعة فوق البنفسجية من الشمس. ويمكن القول أن مرض السرطان ينشأ عن العديد من التغيرات الجينية التي تُعرف بالطفرات، والتي تعني أنّ الجين قد تعرض للتلف أو الفقد أو النسخ مرتين، وقد تعني الطفرات في جينات معينة أنّ الخلية ستبدأ بإنتاج الكثير من البروتينات التي تؤدي إلى تحفيز انقسام الخلية، أو قد تؤدي الطفرة إلى توقف الخلية عن إنتاج البروتينات التي تحفز انقسام الخلية، أو قد يتم إنتاج بروتينات غير طبيعية تعمل بشكل غير طبيعي، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض السرطان ينشأ نتيجة التأثير في ثلاثة أنواع رئيسية من الجينات، والتي تُعرف بمحفزات السرطان، وهي كما يلي:[٣][٤][٥]
- طَليعَةُ الجينِ الوَرَمِيّ: (بالإنجليزية: Proto-oncogenes)، تشارك هذه الجينات في تنظيم نمو وانقسام الخلايا الطبيعية، وتؤدي التغييرات الجينية إلى زيادة نشاط هذه الجينات، مما يسمح للخلايا بالنمو والبقاء على قيد الحياة، رغم انتهاء عمرها الافتراضي.
- الجينات الكابحة للورم: (بالإنجليزية: Tumor suppressor genes)، تشارك هذه الجينات كذلك في السيطرة على نمو الخلايا وانقسامها، وتستطيع هذه الجينات التعرف على النمو والتكاثر غير الطبيعي للخلايا التالفة، أو الخلايا السرطانية كما يمكن وقف تكاثرها حتى يتم تصحيح الخلل، وإذا تم تغيير هذه الجينات نتيجة الطفرات فقد يحدث نمو لورم.
- جينات إصلاح الحمض النووي: (بالإنجليزية: DNA repair genes)، تشارك هذه الجينات في إصلاح الحمض النووي التالف، وتساعد على التعرف على الأخطاء التي تحدث عند نسخ الحمض النووي لتكوين خلية جديدة، وفي حال لم يتطابق الحمض النووي الجديد مع الحمض النووي القديم بشكل كامل، تقوم تلك الجينات بإصلاح عدم التطابق وتصحيح الخطأ، وتؤدي التغيرات الجينية والطفرات في هذه الجينات إلى تطوير طفرات إضافية في جينات أخرى، وقد تسبب هذه الطفرات تحوّل الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية.
عوامل الخطر للإصابة بالسرطان
كما أسلفنا، يحدث مرض السرطان نتيجة خلل في الجينات، وقد تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالسرطان، ومن بين تلك العوامل ما يلي:[٦][٧][٨]
- العمر: قد يستغرق مرض السرطان عشرات السنوات حتى يحدث، ولذا فإنّ معظم المصابين به يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض السرطان يمكن أن يؤثر في جميع الفئات العمرية، إلا أنّه أكثر شيوعاً لدى كبار السن.
- نمط الحياة: فقد تزيد بعض خيارات نمط الحياة من فرصة الإصابة بالسرطان، ومن الأمثلة على هذه الخيارات: التدخين، وشرب الكحول، والتعرض المفرط للشمس، والسمنة، وممارسة العلاقات الجنسية غير الآمنة.
- التاريخ العائلي: قد تزداد فرصة الإصابة ببعض أنواع السرطان إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً بهذا النوع من السرطان.
- العوامل البيئية: تضم العوامل البيئية التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان ما يلي:
- دخان التبغ؛ يحتوي دخان التبغ على مواد مسرطنة تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطانات الرئة، والفم، والحلق، والمريء، والكلى، والمثانة.
- الملوثات في الهواء أو الماء، مثل: الأسبستوس الذي يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الرئة أو النفايات الصناعية.
- المبيدات الحشرية؛ يرتبط التعرض للمبيدات الحشرية بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل: سرطان الدم، والأورام اللمفاوية غير الهودجكينية.
- التعرض للإشعاع كما هو الحال عند التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس، إذ يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الجلد.
- الإشعاعات المؤينة مثل؛ الأشعة السينية، والتصوير المقطعي، وأشعة اليورانيوم، والإشعاع الصادر من مصدر ألفا وبيتا وغاما.
- مواد مسرطنة أخرى؛ وتضم البنزين، والنيكل، والكادميوم، وكلوريد الفينيل، والبنزيدين، والنتروزامين، والأفلاتوكسين.
- التعرض لغاز الرادون؛ وهو أحد أنواع الغازات المشعة الذي ينطلق من التربة، ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
- المنطقة الجغرافية: يختلف خطر الإصابة بالسرطان حسب المكان الذي يعيش فيه الشخص، فعلى سبيل المثال يُعدّ خطر الإصابة بسرطان القولون وسرطان الثدي منخفضاً في اليابان، إلا أنّ الخطر يزداد لدى اليابانيين الذين يهاجرون إلى الولايات المتحدة، وفي المقابل تُعدّ نسبة الإصابة بسرطان المعدة مرتفعة لدى اليابانيين.
- بعض الأدوية والعلاجات الطبية: قد تزيد بعض الأدوية والعلاجات الطبية من خطر الإصابة بالسرطان، فعلى سبيل المثال، قد يزيد هرمون الإستروجين الموجود في موانع الحمل الفموية من خطر الإصابة بسرطان الثدي، كما أنّ الاستخدام طويل الأمد للدانازول (بالإنجليزية: Danazol)، أو التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، أو الهرمونات الذكرية الأخرى قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
- بعض أنواع العدوى: هناك العديد من الفيروسات التي يُشتبه في أنّها تسبب السرطان، ويُعدّ فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: HPV) الذي يسبب الثآليل التناسلية أحد الأسباب الرئيسية لسرطان عنق الرحم لدى النساء، وسرطان القضيب، وسرطان الشرج لدى الرجال. كما أنّ فيروس التهاب الكبد B أو فيروس التهاب الكبد C يمكن أن يسبب سرطان الكبد، وقد تسبب بعض الفيروسات القهقرية البشرية، مثل: فيروس نقص المناعة البشرية الأورام اللمفاوية وغيرها من أنواع سرطان الدم. وقد تسبب بعض أنواع البكتيريا السرطان أيضاً، فعلى سبيل المثال؛ يمكن أن تزيد بكتيريا المَلْوِيَّة البَوَّابية التي تسبب قرحة المعدة من خطر الإصابة بسرطان المعدة والأورام اللمفاوية. وقد تسبب العدوى بالبلهارسية الدموية التهاباً مزمناً وتندباً في المثانة، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
- الاضطرابات الالتهابية: تزيد بعض الاضطرابات الالتهابية من خطر الإصابة بالسرطان، ومن الأمثلة على هذه الاضطرابات التهاب القولون التقرحي ومرض كرون؛ إذ يمكن أن يزيدا من خطر الإصابة بسرطان القولون وسرطانات القناة الصفراوية.
المراجع
- ↑ “What is Cancer”, www.cancer.net, Retrieved 16-4-2019. Edited.
- ↑ “What Do You Want to Know About Cancer”, www.healthline.com, Retrieved 16-4-2019. Edited.
- ↑ “What Is Cancer”, www.cancer.gov, Retrieved 16-4-2019. Edited.
- ↑ “How cancer starts”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 16-4-2019. Edited.
- ↑ “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 16-4-2019. Edited.
- ↑ “Cancer”, www.mayoclinic.org, Retrieved 16-4-2019. Edited.
- ↑ “Risk Factors for Cancer”, www.msdmanuals.com, Retrieved 16-4-2019. Edited.
- ↑ “Cancer”, www.medicinenet.com, Retrieved 16-4-2019. Edited.